من يدعم الإرهاب
مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/28 الساعة 01:42
أعلنت الإدارة الأميركية أخيراً أنها أوقفت برامج تدريب فصائل المعارضة السورية. وقد تبين أن هذه البرامج ليست جديدة، بدلالة الإشارة إلى أن الرئيس السابق باراك أوباما كان قد خفض مستواها في أيامه الأخيرة في البيت الأبيض.
تدريب المنظمات العاملة في سوريا على استعمال السلاح الحديث ضد بعضها وضد الشعب السوري يستوجب أن يكون بين يديها سلاح حديث، وبالتالي لا بد أن تكون أميركا مزوداً رئيساً للسلاح للمنظمات المقاتلة في سوريا فالمقاتلون في سوريا لا يملكون مصانع للأسلحة والذخيرة وعليهم أن يعتمدوا على أصدقائهم من العرب والأجانب.
أميركا لا تسمي هذا دعماً للإرهاب، فهو مجرد دعم للمنظمات (المعتدلة) التي تؤيد أميركا. لكن لماذا تؤيد أميركا؟ ولماذا تحتاج أميركا لتأييدها وهي مصنفة كتنظيمات إرهابية.
إذا كان الأمر كذلك، وقد اتضح أن رئيس الاتحاد الدولي لمحاربة الإرهاب يفعل كل هذا، فلماذا يتم التركيز على مصدر واحد داعم للارهاب، ولا يتم الحديث عن الآخرين؟.
الجهات التي تساعد الفصائل المسلحة لا تسمي ذلك دعماً للإرهاب فهو مجرد إقامة علاقات متميزة مع بعضها!!.
الإرهاب في نظر هؤلاء هو أن تقوم ذئاب منفردة أو مجتمعة بضربات عشوائية في عواصم أميركا وفرنسا وبريطانيا وبلجيكا، أما عمليات تدمير سوريا والعراق واليمن وأفغانستان وليبيا فهي مجرد صراع مسلح منفلت.
يبقى اللاعب الرئيسي الذي يقوم بدور نشط دون ضجة ولا يكاد يذكره احد وهو إسرائيل، التي لا يظهر اسمها في الاجتماعات والمشاورات، ولكنها شريك فاعل يقوم بواجباته خير قيام ولا يكاد يحدث أي تحرك دون التنسيق معها.
ما يجري في سوريا هو حرب عالمية، تشارك فيها دول وقوى عديدة، إما بشكل صريح أو بالوكالة، حرب دولية تشارك فيها 80 منظمة مسلحة، جاء مقاتلوها من 100 دولة، وتسهم فيها عشرات الدول وخاصة تلك التي تملك ألسنة طويلة تستخدمها في الدعوة للديمقراطية ومكافحة الإرهاب؟.
لماذا يستغرب البعض قيام أميركا بدعم منظمة إرهابية منبثقة من القاعدة مع أنها فعلت ذلك مع القاعدة نفسها في أفغانستان تدريباً وتمويلاً وتسليحاً.
كان الله في عون الشعب السوري الذي يواجه حرباً عالمية، ظاهرة ومستترة. ويتم اقتطاع أجزاء منها لإقامة مناطق آمنة بحيث يكون هناك مركز لكل منظمة أو مجموعة إرهابية كبيرة ويتم توطين الإرهاب.
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/28 الساعة 01:42