فرق بين حكومتنا وحكومات العالم.. وشعوب كثيرة أوروبية وعربية تتمنى العيش في الأردن وتحسدنا على ما نحن فيه

علاء القرالة
مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/23 الساعة 01:37

بالتأكيد الفرق هنا لن يكون شكلياً على الإطلاق، بقدر الفرق فيما بينهما بإدارة المرحلة والتجاوب مع الصدمات المتتالية وتحديدًا الاقتصادية والتي بات العالم يتلقّاها في كل يوم نتيجة المغيّرات الجيوسياسية، وهنا الفرق شاسع ما بين حكومتنا وحكومات معظم الدول وبالأرقام، فحكومتنا استطاعت تجاوز الأصعب بينما فشلوا هم في تجاوزها، وهنا السؤال لماذا نجحنا ولم تنجح حكوماتهم رغم محدودية اقتصادنا وقوة اقتصادياتهم؟

الجواب هنا يحتكم إلى سببين لا ثالث لهما، أولاً أننا نمتلك رؤية ملكيّة صائبة ومتقدمة وذات نظرة مستقبلية تكلّلت بتوجيهات مستمرّة للحكومة ومتابعة إجراءاتها أولا بأول بالإضافة إلى العلاقات الدولية والثقة التي يحظى بها جلالته في المنطقة والعالم، وثانيها أن لدينا شعباً يؤمن بقدرتنا وإصرارنا على تجاوز التحديات فكان شريكاً حقيقياً في الاستقرار السياسي والاقتصادي، ما دفع الحكومة وأجهزة الدولة إلى أن تكون سبّاقة بتنفيذ توجيهات الملك والتي طالما راعت الموازنة ما بين مصلحة اقتصادنا وظروف المواطنين المعيشية.

مقارنة ما حققناه ونجحنا في تجاوزة ليس مرتبطاً بدولة بحد ذاتها بل أغلب الحكومات الأوروبية والعالمية والعربية باستثناء دول الخليج، فما استطعنا أن نحقق لم يستطيعوا تحقيقه، ولعلّ أبرز ما حققناه خلال الأعوام الماضية أننا استطعنا تحقيق الثبات والنمو على مختلف المؤشرات الاقتصادية، وسيطرنا على التضخم وحافظنا على استقرارنا المالي والنقدي وعززنا قيمة عملتنا الوطنية «الدينار» كوعي ادخاري للمستثمرين أمام العملات الأخرى، ودفعنا عجلة الإنتاج لدينا إلى الدوران دون توقف.

وكذلك استمررنا في توريد البضائع بمختلف أشكالها وتحوطنا بها وبقيت أرفف متاجرنا تعج بالبضائع من مختلف الأصناف، ورفعنا صادراتنا إلى الخارج بنسبة 43% هذا العام وزدنا الاستثمار لدينا بنسبة 29% وتحديداً في الصناعة والسياحة وغيرهما من القطاعات ومعدلات النمو ارتفعت الى 2.9% ودخلنا السياحي ارتفع إلى 142% وكذلك حققنا تفوّقًا على مختلف المؤشرات وبمختلف القطاعات ما دفع وكالة ستاندرد اند بورز للتصنيف الائتماني لتثبيت تصنيفنا «B+/Stable/B» بإلاضافة إلى الاشادات من صندوق النقد والبنك الدولي حول اجرائنا، واستمرّت الرواتب ?انخفضت البطالة، ونجونا بشكل ملفت في مواجهة تحدي كورونا صحيًّا حتى أصبح لدينا سعة استيعابية كبيرة ومطاعيم وغيرها من المستلزمات العلاجيّة، بينما نرى بقية حكومات العالم تترنّح تحت وطأة تلك التحديات وتقف شعوبها في الطوابير للحصول على سلعة وامام شبح ارتفاع الاسعار.

أكاد أجزم أن شعوباً كثيرة أوروبية وعربية ومن مختلف بقاع العالم تتمنى العيش في المملكة اليوم، وتحسدنا على ما نحن فيه من استقرار اقتصادي متصاعد مدعوماً باستقرار سياسي وأمني ما كان ليتحقق لولا إرادة الشعب ورؤية القيادة ونجاح حكومتنا في التعامل مع كافة تلك التحديات بميزان من ذهب لتحافظ على الاقتصاد وقوتة من جهة وعلى المواطن وقدرته الشرائية والمعيشية من جهة أخرى، وكل هذا ما تحقق لولا التوجيهات الملكية والإشراف المباشر على مواجهة الحكومة للتحديّات.

ختامًا، لنا على ما نقول شهادات وأدلة كثيرة على أننا بتنا من الأفضل في كل شيءٍ على مستوى العالم، وما عليكم لتتأكدوا سوى أن تفتحوا التلفاز وتقلبوا القنوات وتسمعوا الأخبار وتشاهدوا الفرق على ما نحن فيه وعلى ما يعيشه العالم اليوم، وإن لم تصدقوا فلتسألوا قريباً أو صديقاً لكم في المهجر وبعدها ستبصمون وبالعشرة أننا لا نقول في اقتصادنا وواقعنا إلا الحقيقة وليس غيرها، وكل ذلك بهدف التفاؤل وإسكات المتذمرين والمحبطين والسوداويين.

مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/23 الساعة 01:37