فكر، ترو، تمهل
لا تفكر كثيرا في توافه الحياة فابدأ بالأهم ثم المهم وهكذا ولا تجعل أكبر همك إرضاء كل الناس،فهو غاية لا تدرك.
فكر بعقلك باعتدال ولا تتعبه بأمور تافهة، واعلم بأن فكرك هو غذاء الروح ومحط أملك في إيجاد حلول لما يعتريك من أحاسيس ومشاعر، ويعترضك من مصاعب.
ترو قليلا، لا تتعجل في إطلاق أحكامك،وانظر بإمعان فيما يدورحولك فالحياة مستمرة إلى أن يرث الله الأرض وما عليها،ونا عليك إلا أن تتكيف معها.
تمعن جيدا ماذا تجد؟
تجد العجب العجاب!
تجد صراع المتناقضات وتجد
وحدتها على الرغم من صراعها،
أي إن التناقض موجود داخل وحدةالشيئ وأنه لايمكن الفصل
بين الشيئ وتناقضه.
وتجد أيضا تناقضات خارجية
تتمثل في تناقض الشيئ مع المحيط الذي يوجد فيه،ومع ذلك تجد وحدة فيما بينها ففي وحدتها بقاء للجميع حيث توحدها مصالح مشتركة.
فلو نظرنا إلى اليد والقدم في جسم الإنسان،نجد أن عملهما
متناقض:
فالقدم:تسعى،تتنقل هنا وهناك
للحصول على ما يحتاجه الفرد.
واليد:تجني،تبني،تقوم بالأعمال فكل منهما يقدم خدمة للآخروللجسم كافة، وقس الأمر على أجهزة جسم الإنسان الأخرى،
(العصبي، الهضمي،البولي، الدورة الدموية، التنفسي..الخ)
كما أنك تجد بينها وحدة في مصلحة تحقق البقاء لها خاصة والإنسان عامة،كما تجد تناقض الفرد مع غيره من الأفراد،ومع ذلك تجد وحدة بين الجميع كي تضمن بقاءهم،فالفرد في حاجة لغيره ولا يمكنه البقاء وحده بدون الآخرين،فالجميع كل متكامل من أجل البقاء.
كما تجد الغرب غربا والشرق شرقا، واختلط الحابل بالنابل، فاليسار مع اليمين واليمين مع اليسار،تربطهما وحدة المصالح لتضمن البقاء للجميع.
وخلاصة القول علينا جميعا أن نفهم ونعي ما يدور، ويجري في العالم من حولنا لنتواءم ونتلاءم معها حتى يتحقق لناالتوازن مع هذا العالم ونتبوأ منزلة خاصة فيه على الصعيد الشخصي والجمعي، ليس المهم أن نحيا وإنما الأهم أن نعرف كيف نحيا.