ما أحوجنا إلى ميناء سلام 'مجموعة السلام العربي نموذجا'

د. أمل نصير
مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/21 الساعة 17:06

مدار الساعة -يتساءل المواطن العربي في ظل كثرة النزاعات، والحروب الدائرة في العالم، ومنها تلك التي يعيشها عدد من الأقطار العربية - إلى أين يتجه العالم؟ وأين هم الحكماء وقادة الرأي، وفئة المؤثرين لنزع فتيل هذه الحروب؟ لا سيما في منطقتنا العربية مع ما نسمعه من صحوة نأمل أن تكون حقيقية عنوانها: استثمار البترول وغيره مما يملكه العرب للتأثير في الأحداث، وذلك للتقليل من هيمنة الآخرين عليهم، وليكون لهم كلمتهم في الأحداث العالمية؛ لهذه الأسباب مجتمعة التأم المؤتمر التأسيسي لمجموعة السلام العربي في مقر جامعة الدول العربية قبل أيام أسفر عنه بيانه الأول الذي أطلق عليه : نداء القاهرة.

لقد تكللت بهذا جهود السنوات السابقة من الاشتباك الإيجابي مع عدد من القضايا العربية في الدول المنكوبة بالنجاح، وأصبحت هذه المجموعة ذات كينونة، وذات شخصية اعتبارية، وبالتالي يتوقع لها أن تكون قادرة على إصدار مبادرات تنجح في طي الملفات الساخنة في الوطن العربي .

كشف نداء القاهرة عن رؤية المجموعة وتوجّهاتها فيما يتعلّق بأهمية نشر ثقافة السلام، وصناعته، والحفاظ عليه مؤكدًا ضرورة تسوية الخلافات عبر الحوار، واعتماد الوسائل السلمية بما يحفظ الوطن العربي ويخلص شعوبه من الويلات.

تتطلع المجموعة كما جاء في رؤيتها وأهدافها وبرامجها إلى تشكيل لبنة قوية في بناء السلام العربي العربي، والمحافظة عليه، والعمل على إيجاد دبلوماسية وقائية للتصدي للأزمات قبل استفحالها، وفتح آفاق جديدة لإقامة الشراكات مع المنظمات والجامعات، والمراكز والهيئات المعنية بتسوية النزاعات، فالسلام كل لا يتجزأ، وأي خلل في جانب منه تنعكس آثاره لا محالة على الإقليم والعالم.

تأمل مبادرة السلام العربي العربي إلى تعزيز الأمن القومي، وزيادة لُحمة التضامن العربي للتأثير في الأحداث العالمية الحالية والمستقبلية، والإعلاء من شأن المواطنة المتكافئة والمتساوية، لتهيئة الأجواء للسير في طريق التنمية المستدامة.

المبادرة واعدة بما تتضمنه بيانها الأول، وتأسيسا على ما أقرته مجموعة السلام لتسوية النزاعات بالحوار، واحترام حقوق الإنسان الأساسية، ووحدة أراضي الدول العربية، وسيادتها الوطنية، وضمان السلم المجتمعي، والاستجابة الفاعلة، والمسؤولة عن تحديات العصر المختلفة، ومهددات الأمن العربي من احتلال استيطاني، ومن عنف وإرهاب وتنمية، وكوارث مناخية داهمة، وعبث خارجي غير مسؤول في شؤون عربية داخلية، وإرث استعماري مقيت زرع بذورا ساهمت في إشعال الفتن، وتفتيت،وإعاقة وطنية وتنموية.

إن مجموعة السلام العربية تمثل جزءا من الجهد الملقى على عاتق النخب العربية، ومنظمات المجتمع المدني،و قطاعات المرأة والشباب من أجل إشاعة ثقافة التصالح، والعيش المشترك، ووقف دائرة العنف، وصراع الهويات الطائفية والمذهبية والإثنية؛ مما يعزز السلم المجتمعي، ويكرس مبادئ العدل والمواطنة المتكافئة والحكم الرشيد.



1

مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/21 الساعة 17:06