الفيصلي والوحدات.. وكرة الفتنة!
مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/20 الساعة 11:10
لست مغرماً بكرة القدم ولا أتابعها ولا أعرف حتى أسماء لاعبيها، عالميين ومحليين، وكتبت منذ سنوات عن تلك النزعة التي باتت ممجوجة لدرجة القرف، ولكن الأجيال الجديدة التي كنا ننتظر أن تكون رافعة وطنية للتغيير والانخراط السياسي والاجتماعي لتغيير أنماط الحياة البائسة للوصول الى تلاحم وطني يقوده قادة مفكرون وأصحاب عقول تحملها رؤوسهم لمجابهة العدو المشترك، ولكن للأسف نشهد كل عام تقهقراً وانزلاقاً يريده البعض لتثوير فئات المجتمع على وقع مباراة كرة قدم لا ترتقي حتى لفريق من فرق دول أفريقيا البائسة، ورغم التناغم والمشا?كة بين جميع لاعبي الفرق الأردنية في المنتخب الوطني، فإن ما يسمونهم بالمشجعين أصبحوا أداة فتنة شعبية.
لقد سمعت أطرافاً من أحاديث البعض ممن استنكروا ما يحدث على مدرجات الملاعب والهتافات الهدامة للمعنوية والوحدة الوطنية والروح الرياضية، حتى بلغت الفزعة بشاعر بدوي يذكر الجميع بتاريخهم النضالي وانصهار فلسطين بمدنها وقراها وأهلها مع الأردن ومدنه وقراه وأهله، ويذكرهم بتاريخ البطولات الفردية والعسكرية فيما مضى من عقود الحروب ضد الاحتلال الصهيوني، ولكن للخيبة فإن قليلاً من النشء الصغير باتت عقولهم تستوعب الكراهية المحشوة نتاج الجهلة والمغرضين الذين لا يمثلون أي طائفة في هذا البلد الذي لم شمل ملايين البشر على ترابه?بكل سلام وأخوة.
وحقيقة لا أعلم لماذا تعود النغمة في كل عام على أيدي الجيل الصغير ليجعلوا من التنافس الشريف بين اللاعبين من طرفي الفريقين الفيصلي والوحدات، مدعاة للشتائم والألفاظ البذيئة والتنابز بالألقاب الحقيرة، ورغم أنني رصدت فيما مضى من سنين توجهات البعض من رؤساء الأندية لتسخير الجمهور لخدمة مصالحهم والاتكاء على من هناك على تثوير الشباب بخلطة شيطانية بُغية رفعهم على الأكتاف للوصول الى المناصب التي يحلمون بها، وقد يذكر الجيل القديم وقد لا يعرف الجيل الجديد كيف أن نادي الوحدات كمثال تخلى عن اسمه التاريخي وسُمّي بنادي الض?تين، وترأسه آنذاك عاكف الفايز، قبل أن يعود لاسمه الأصيل.
ما نراه بين مشجعي الناديين لا نراه بين الناديين والأندية الأخرى، فأي مباراة لأحدهما مع نادٍ آخر لا نسمع منهم تلك المعركة الجماهيرية اللفظية والشتائم المعيبة، حتى أصبحت أي مباراة بين الناديين يحشد لها ما لم يحشد أي جيش ضد جيش إسرائيل الذي يعيث بأرض فلسطين والفلسطينيين قتلاً وترويعا وسجناً للشباب والفتيات واقتحامات عسكرية ليل نهار، ثم يعود قادتهم الميدانيون ليستمتعوا بأنباء أبناء الشعب الواحد وكيف يأخذون عنهم مغبة التفريق بين شعب مختلط الدم والنسب والعيش الواحد.
كل ذلك العبث بالوحدة الوطنية يجب أن ينتهي، فحتى كتابة مقالتي أمس، وصل القيادي في حماس محمد الخضري البالغ من العمر اثنين وثمانين عاما وابنه هاني الى عمان، ومن فوره أدخل المستشفى للعلاج من مرض مزمن، وقبلهما جاءت زوجته الى الأردن، ومن المنتظر قدوم وفد من حماس أيضا للاطمئنان على رفيقهما، بينما لا يزال المستشفيان الميدانيان الأردنيان يواصلان في غزة علاج أكثر من مليون مواطن غزّي، وما زال الملك يدعم حجة الفلسطينيين لميلاد دولة فلسطينية مستقلة، ويتهم جهات إسرائيلية بتقويض كل فرص السلام في القدس من خلال الاعتداءات ?الاقتحامات في المسجد الأقصى والقدس المحتلة، فلماذا يريد البعض زرع البغضاء بين الأخوة في وطنهم.
إن من أكثر المفارقات تعاسة، خبر يحمل تدارس اتحاد كرة القدم لجعل مباريات الفيصلي والوحدات دون جمهور، وأنا أؤيد هذا الرأي مع أني لا أشاهدهم، ولكن الحقيقة أن تاريخا طويلا جمع بين الناديين العريقين لا يمكن لمزروعات آدمية كشوك الصبار أن تدق «إسفين» بين الأخوة، فالفيصلي كما قرأت عنه من مقتطف في مذكرات للرئيس الراحل سليمان النابلسي كان قد تم تشكيله كناد رياضي في ثلاثينات القرن العشرين، ولكن حقيقته هي مقاومة الوجود الإنجليزي وتشكيل حزب وطني غير معلن ضد الانتداب، فيما الوحدات بكل وضوح هو النادي الذي شكل حزباً مثيلا? للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي وإبقاء الراية الفلسطينية عالية.
ولهذا فإن أي اعتداء على فلسطين وشعبها أو الأردن وأهله يستوجب نزع أي صفة عن المتسببين بتلك الفتن السنوية التي يستغلها «محاريك الشرّ» بين الطرفين، يجب الضرب بقوة على أيدي أي من الطرفين ممن يشعلون الكراهية، فنحن دم واحد، وأي منا لا يرضى بذلك فأرض الله واسعة، فليتركوها للمواطنين ذوي الأخلاق الرفيعة.
ROYAL430@HOTMAIL.COM
لقد سمعت أطرافاً من أحاديث البعض ممن استنكروا ما يحدث على مدرجات الملاعب والهتافات الهدامة للمعنوية والوحدة الوطنية والروح الرياضية، حتى بلغت الفزعة بشاعر بدوي يذكر الجميع بتاريخهم النضالي وانصهار فلسطين بمدنها وقراها وأهلها مع الأردن ومدنه وقراه وأهله، ويذكرهم بتاريخ البطولات الفردية والعسكرية فيما مضى من عقود الحروب ضد الاحتلال الصهيوني، ولكن للخيبة فإن قليلاً من النشء الصغير باتت عقولهم تستوعب الكراهية المحشوة نتاج الجهلة والمغرضين الذين لا يمثلون أي طائفة في هذا البلد الذي لم شمل ملايين البشر على ترابه?بكل سلام وأخوة.
وحقيقة لا أعلم لماذا تعود النغمة في كل عام على أيدي الجيل الصغير ليجعلوا من التنافس الشريف بين اللاعبين من طرفي الفريقين الفيصلي والوحدات، مدعاة للشتائم والألفاظ البذيئة والتنابز بالألقاب الحقيرة، ورغم أنني رصدت فيما مضى من سنين توجهات البعض من رؤساء الأندية لتسخير الجمهور لخدمة مصالحهم والاتكاء على من هناك على تثوير الشباب بخلطة شيطانية بُغية رفعهم على الأكتاف للوصول الى المناصب التي يحلمون بها، وقد يذكر الجيل القديم وقد لا يعرف الجيل الجديد كيف أن نادي الوحدات كمثال تخلى عن اسمه التاريخي وسُمّي بنادي الض?تين، وترأسه آنذاك عاكف الفايز، قبل أن يعود لاسمه الأصيل.
ما نراه بين مشجعي الناديين لا نراه بين الناديين والأندية الأخرى، فأي مباراة لأحدهما مع نادٍ آخر لا نسمع منهم تلك المعركة الجماهيرية اللفظية والشتائم المعيبة، حتى أصبحت أي مباراة بين الناديين يحشد لها ما لم يحشد أي جيش ضد جيش إسرائيل الذي يعيث بأرض فلسطين والفلسطينيين قتلاً وترويعا وسجناً للشباب والفتيات واقتحامات عسكرية ليل نهار، ثم يعود قادتهم الميدانيون ليستمتعوا بأنباء أبناء الشعب الواحد وكيف يأخذون عنهم مغبة التفريق بين شعب مختلط الدم والنسب والعيش الواحد.
كل ذلك العبث بالوحدة الوطنية يجب أن ينتهي، فحتى كتابة مقالتي أمس، وصل القيادي في حماس محمد الخضري البالغ من العمر اثنين وثمانين عاما وابنه هاني الى عمان، ومن فوره أدخل المستشفى للعلاج من مرض مزمن، وقبلهما جاءت زوجته الى الأردن، ومن المنتظر قدوم وفد من حماس أيضا للاطمئنان على رفيقهما، بينما لا يزال المستشفيان الميدانيان الأردنيان يواصلان في غزة علاج أكثر من مليون مواطن غزّي، وما زال الملك يدعم حجة الفلسطينيين لميلاد دولة فلسطينية مستقلة، ويتهم جهات إسرائيلية بتقويض كل فرص السلام في القدس من خلال الاعتداءات ?الاقتحامات في المسجد الأقصى والقدس المحتلة، فلماذا يريد البعض زرع البغضاء بين الأخوة في وطنهم.
إن من أكثر المفارقات تعاسة، خبر يحمل تدارس اتحاد كرة القدم لجعل مباريات الفيصلي والوحدات دون جمهور، وأنا أؤيد هذا الرأي مع أني لا أشاهدهم، ولكن الحقيقة أن تاريخا طويلا جمع بين الناديين العريقين لا يمكن لمزروعات آدمية كشوك الصبار أن تدق «إسفين» بين الأخوة، فالفيصلي كما قرأت عنه من مقتطف في مذكرات للرئيس الراحل سليمان النابلسي كان قد تم تشكيله كناد رياضي في ثلاثينات القرن العشرين، ولكن حقيقته هي مقاومة الوجود الإنجليزي وتشكيل حزب وطني غير معلن ضد الانتداب، فيما الوحدات بكل وضوح هو النادي الذي شكل حزباً مثيلا? للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي وإبقاء الراية الفلسطينية عالية.
ولهذا فإن أي اعتداء على فلسطين وشعبها أو الأردن وأهله يستوجب نزع أي صفة عن المتسببين بتلك الفتن السنوية التي يستغلها «محاريك الشرّ» بين الطرفين، يجب الضرب بقوة على أيدي أي من الطرفين ممن يشعلون الكراهية، فنحن دم واحد، وأي منا لا يرضى بذلك فأرض الله واسعة، فليتركوها للمواطنين ذوي الأخلاق الرفيعة.
ROYAL430@HOTMAIL.COM
مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/20 الساعة 11:10