إشهار المجموعة القصصية «تنازلات» في دائرة المكتبة الوطنية
مدار الساعة - وقّعت الكاتبة سمر الزعبي مجموعتها القصصية "تنازلات" الصادرة عن الآن ناشرون وموزعون ضمن نشاط كتاب الأسبوع في دائرة المكتبة الوطنية، وقد قدّم قراءة نقدية للمجموعة د.عماد الضمور ود.فاطمة نصير وأدار الحوار د.باسم الزعبي.
قال د.الضمور إن المجموعة تؤكد الإبداع الذي تحققه المرأة بوصفها قاصة ومفكرة ومبدعة معاً، وهي تؤكد في الوقت نفسه إبداع قصصي متزايد في الفترة التي شهدت سيطرة للفن النثري القائم على السرد والوصف معا.
وبيّن بأنّ قصص المجموعة تحمل روحاً شعبية لشخصيات واقعية، هي جزء من نسيج المجتمع الأردني مما سمح للهجة العامية بالتسلل بين الحين والآخر في قصص الكاتبة، إضافة إلى الخطاب الذي لم تغفله الكاتبة في معظم قصصها، وأنّ اعتماد الكاتبة على إبراز فنية القصة فيما تسرده جعلها تتحرك في قالب فني قادر على إبراز درامة القصة القصيرة في حوارات الشخوص فالسرد والوصف تقنيتان حاضرتان في قصص الكاتبة، إضافة الى أسلوب الحكاية ذات الطابع التراثي فتنهج نهج المقام في تراكم الأحداث بسرد واقعي ومحسنات لغوية بديعية ذات اهتمام بالتراث الكتابي.
وأشار أن الكاتبة تعي حدود القصة القصيرة فلم تنقاد الى سرد مطول يبتعد بها عن كثافتها التعبيرية ورشقاتها الأسلوبية، ولم تغرق في الوقت نفسه في الإيجاز والاقتصاد اللغوي لتصل إلى القصة القصيرة جدا.
في حين أشارت د. نصير إلى أنّ اختيار عنوان " تنازلات" كان فيه ثمة خيط خفي رابط بين غالبية النصوص القصصية في المجموعة، والتي تشير إلى تنازلات المرأة من أجل استمرارية الحياة، وتلمح إلى طاقة العطاء اللامحدود والتضحيات الغير قابلة للارتهان. وأنّ المجموعة على قدر من النضوج والوعي بفن الحبك والسبك القصصي، فقصصها فاتنة جذابة محتفية احتفاء ملحوظ باللغة والتصوير وطاقة خيال لا تخفى على عين القارئ، إضافة الى التكثيف البارز في القصص والتحكم في النحت السردي، وإعادة إنتاج قصص الواقع إلى سرديات قصصية إبداعية مكتوبة، كما أن الملل لا يتسرب لقارئها.
وبيّنت أن المجموعة تثير عدة أسئلة تتناسل خيوطها من بعضها البعض، وهي أسئلة مستلهمة من خلجات الذات ومن العوامل الخارجية تكمن أهمها في تحدي المرأة العربية لذاتها ولكل الظروف المحيطة بها بدءاً بأصغر نواة مشكلة للمجتمع وهي الأسرة.
وقالت الكاتبة سمر الزعبي أن شغفها بالكتابة كان مبكراً منذ عمر الحادية عشر فكتبت الخاطرة فالقصة فالقصيدة، المعلقة، الرواية، ولم يهمها جنس العمل الأدبي حتى تصالحت مع القصة القصيرة ووجدت نفسها بين سطورها.
وفي ختام الأمسية قرأت الكاتبة من المجموعة القصصية نص "عدسة".
يُذكر أن سمر الزعبي كاتبة أردنية حاصلة على شهادة البكالوريوس تخصص الصحافة والإعلام من جامعة اليرموك، ولها مشاركات ثقافية منها: برنامج بشاير جرش، حقل القصة، مهرجان جرش للثقافة والفنون،2014، وهي عضو مشارك في ورشة الكتابة الإبداعيّة، حقل القصة، وموقع سواليف الإخباري، 2014، وعضو مشارك في ورشة محترف الكتابة، 2017، وعضو مشارك في مختبر السرديّات الأردني، 2017، حاصلة على جائزة رابطة الكتاب الأردنيين في حقل الرواية، المركز الثالث عن مخطوط (مدائن الندم)، وجائزة سواليف الأدبية في القصّة القصيرة، المركز الأوّل عن نص (عدسة).
تمّت ترجمة نص (وأخيرًا) عن طريق مسابقة ألف ليلة وصحوة للقصّة القصيرة إلى الّلغة الإنجليزيّة والإسبانيّة.
صدر لها عن الآن ناشرون وموزعون في عمّان مجموعتان قصصيتان "تنازلات" و"شيءٌ عابر".