تخفيض الإنتاج النفطي يزيد التوتر السعودي الأميركي

مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/18 الساعة 17:40
مدار الساعة - اتفق أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وشركاؤهم في إطار تحالف "أوبك+" في 5 تشرين الأول/أكتوبر على خفض كبير في حصص الإنتاج، مما سبب خلافا وتوترا متزايدا بين السعودية الولايات المتحدة التي رأت أن القرار سيضر الدول التي تعاني أصلا من ارتفاع أسعار الخام.
وأفادت المنظمة التي تضم 13 دولة وحلفاؤها العشرة بقيادة روسيا أنه جرى الاتفاق خلال اجتماعهم في فيينا على خفض في الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميا اعتبارا من تشرين الثاني/نوفمبر.
ويعد الخفض هو الأكبر منذ ذروة تفشي كورونا عام 2020، وقد يؤدي الأمر إلى زيادة أسعار النفط الخام، ما سيفاقم التضخم الذي وصل إلى مستويات قياسية منذ عقود في العديد من البلدان ويساهم في تباطؤ الاقتصاد العالمي.
وقرر تحالف "أوبك+" إجراء خفض كبير في الانتاج بنحو 10 ملايين برميل يوميا في نيسان/أبريل 2020، ما أنهى الانخفاض الهائل في أسعار النفط الناجم عن عمليات الإغلاق خلال تفشي كورونا.
وباشر التحالف زيادة الإنتاج العام الماضي بعد تحسن السوق، وعاد الإنتاج إلى مستويات ما قبل الجائحة هذا العام ولكن على الورق فقط إذ يواجه بعض الأعضاء صعوبات للوفاء بحصصهم.
واتفقت المجموعة الشهر الماضي على خفض رمزي صغير قدره 100 ألف برميل يوميا من تشرين الأول/أكتوبر، كان الأول منذ أكثر من عام.
ودعت الدول المستهلكة لأشهر "أوبك+" لزيادة الانتاج على نطاق أوسع بهدف خفض الأسعار، لكن التحالف واصل تجاهل تلك النداءات.
ويعقد الاجتماع الوزاري المقبل لمنظمة "أوبك" في 4 كانون الأول/ديسمبر، وكانت المنظمة وشركاؤها يجتمعون شهريا عن بعد في الفترة الأخيرة.
وجاءت الخطوة وسط أزمة طاقة ناجمة عن الحرب في أوكرانيا، وفيما يستعد الناخبون الأميركيون المنهكون من التضخم للإدلاء بأصواتهم في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، ما أثار غضب واشنطن، وحذر الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع الماضي السعودية من مواجهة "عواقب" لم يحددها.
دافع المسؤولون السعوديون عن هذه الخطوة باعتبارها مدفوعة باعتبارات اقتصادية، ورفضوا اتهامات البيت الأبيض بأن أوبك بلاس "متحالفة مع روسيا".
وتواصل السجال بين الطرفين بعد أن أعربت وزارة الخارجية السعودية في بيان عن "رفضها التام" لهذه المزاعم "التي لا تستند إلى حقائق".
وقالت الوزارة أيضا أن السعودية "لا تقبل الإملاءات وترفض أي تصرفات أو مساع لتحوير الأهداف السامية التي تعمل عليها لحماية الاقتصاد العالمي من تقلبات الاسواق البترولية".
ورد البيت الأبيض بالقول إن السعودية "يمكن أن تحاول التلاعب أو تحويل الانتباه، لكن الوقائع واضحة".
ولا يزال من غير الواضح كيف يمكن أن يتطور الخلاف بين البلدين.
ولم يقدم بايدن في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الثلاثاء تفاصيل عن طريقة رد بلاده على قرار الكارتل النفطي، فيما واصلت التصريحات السعودية الرسمية التركيز على مكاسب العلاقات القوية مع واشنطن.
الرياض بدورها قالت إن واشنطن "اقترحت" تأجيل قرار "أوبك+" لمدة شهر حتى لا يرتفع سعر البنزين وبالتالي التأثير على الناخبين الأميركيين.
ويعني ذلك أن البيت الأبيض طلب من الرياض الانتظار إلى ما بعد الانتخابات التشريعية النصفية في الولايات المتحدة المقرر إجراؤها في 8 تشرين الثاني/نوفمبر والحاسمة في تحديد ما تبقى من ولاية جو بايدن الرئاسية، وهو ما لم تنكره واشنطن.
ورد جون كيربي على هذه النقطة في بيان منفصل قال فيه "كان بإمكانهم بسهولة انتظار اجتماع أوبك المقبل ليروا كيف تتطور الأمور".
"لي ذراع"
وأضاف كيربي في بيانه إن السعودية "يمكن أن تحاول التلاعب أو تحويل الانتباه، لكن الوقائع واضحة".
وتابع الأدميرال السابق الذي صار أحد الأصوات الرئيسية في البيت الأبيض في مجال الأمن والدبلوماسية، "في الأسابيع الأخيرة، أوضح لنا السعوديون سرا وعلنا أنهم يعتزمون خفض إنتاج النفط، مع علمهم أن ذلك سيزيد من عائدات روسيا ويخفف من تأثير العقوبات. لقد سلكوا الاتجاه الخاطئ".
واتهم خلال مؤتمر صحفي السعودية بـ"لي ذراع" دول أخرى أعضاء في أوبك "للحصول على ما تريد"، لكنه رفض ذكر أسمائها واكتفى بالتأكيد أنها أكثر من دولة.
أ ف ب
مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/18 الساعة 17:40