عفواً يا طراونة!
مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/18 الساعة 01:11
الدكتور محمد رسول الطراونة، واحد من أقرب الناس لي، فالاتصال بيننا شبه يومي، ونقاط الاتفاق والتلاقي بيننا كثيرة وكبيرة جداً، لكنني أجدني اليوم مضطراً لإعلان اختلافي مع الكثير مما ورد في مقاله الأخير حول كبار السن، المنشور في الرأي الغراء يوم أمس الاثنين، وهذا لا يعني أنني لا أتفق مع بعض ما ورد في المقال خاصة أهمية وضرورة احترام كبار السن الذي هو تكليف شرعي لنا.
أول ما اختلف فيه مع الدكتور الطراونة هو أن كبار السن وصلوا إلى محطات الرحيل، وهذا قول ليس دقيقاً لأن هذه الحالة ليست حكراً على كبار السن، ذلك أن الحياة الدنيا كلها محطة انتظار الرحيل لكل ابن آدم، لا فرق في ذلك بين كبير أو صغير في السن، فكم من ولد غادر الدنيا قبل والده، وكم من جد وارى حفيده الثرى، فالانتظار ليس حكراً على كبار السن، لكنه قدر كل ابن آدم، ولحظة الرحيل، لا علاقة لها بعمر، كبر أم صغر، ومن ثم فإن المستقبل الذي قد لا يجيء قد يكون مستقبل طفل أو شاب يافع.
نقطة الخلاف الثانية مع الدكتور الطراونة، هي حول قدرة كبار السن على التعامل مع المتغيرات، ولعلي أذكر الدكتور الطراونة أن الكثيرين من كبار السن هم الذين يصنعون المتغيرات في مجتمعاتهم بل وعلى مستوى البشرية، فانظر ماذا يفعل بوتين بمستقبل البشرية من خلال حربه في أوكرانيا، وانظر ماذا فعل من قبله الرئيس الأميركي بوش الأب والابن من خلال حربهما الأولى والثانية في الخليج العربي وحجم التغير السلبي الذي أحدثاه في منطقتنا بسبب حروبهما رغم تقدم ثلاثتهم بالسن؟!
وفي المقابل ألم يكن عمر المختار قد تجاوز عقده السابع عندما قاد ثورة الشعب الليبي ضد الاحتلال الإيطالي، وعلى مستوى الإبداع ألم يستمر إبداع وعطاء علّامتنا ناصر الدين الأسد حتى بداية العقد التاسع من عمره رحمه الله، وانظر أي عطاء كان للعقاد وطه حسين بعد أن تجاوز كل منهما الستين، وفي عالم السينما والفن ما يزال الكثيرون ممن تجاوزوا عقدهم السادس يقدمون فناً ويسهمون في تغيير المجتمعات سلباً أو إيجاباً منهم على سبيل المثال حسين فهمي وعادل إمام.
وانظر من حولك لتشاهد كيف يتعامل كبار السن مع منتجات العصر خاصة في عالم الإلكترونيات.
ما أريد قوله إن الحيوية والعطاء والقدرة على التغير لا علاقة لها بالسن، بمقدار ما لها بإعداد الإنسان وتربيته وتوفير مناخات الحياة السليمة له, من رعاية صحية وتحفيز لحيويته مع أهمية تعظيم قيمة الاحترام للإنسان خاصة إذا كان كبيراً بالسن.
Bilal.tall@yahoo.com
أول ما اختلف فيه مع الدكتور الطراونة هو أن كبار السن وصلوا إلى محطات الرحيل، وهذا قول ليس دقيقاً لأن هذه الحالة ليست حكراً على كبار السن، ذلك أن الحياة الدنيا كلها محطة انتظار الرحيل لكل ابن آدم، لا فرق في ذلك بين كبير أو صغير في السن، فكم من ولد غادر الدنيا قبل والده، وكم من جد وارى حفيده الثرى، فالانتظار ليس حكراً على كبار السن، لكنه قدر كل ابن آدم، ولحظة الرحيل، لا علاقة لها بعمر، كبر أم صغر، ومن ثم فإن المستقبل الذي قد لا يجيء قد يكون مستقبل طفل أو شاب يافع.
نقطة الخلاف الثانية مع الدكتور الطراونة، هي حول قدرة كبار السن على التعامل مع المتغيرات، ولعلي أذكر الدكتور الطراونة أن الكثيرين من كبار السن هم الذين يصنعون المتغيرات في مجتمعاتهم بل وعلى مستوى البشرية، فانظر ماذا يفعل بوتين بمستقبل البشرية من خلال حربه في أوكرانيا، وانظر ماذا فعل من قبله الرئيس الأميركي بوش الأب والابن من خلال حربهما الأولى والثانية في الخليج العربي وحجم التغير السلبي الذي أحدثاه في منطقتنا بسبب حروبهما رغم تقدم ثلاثتهم بالسن؟!
وفي المقابل ألم يكن عمر المختار قد تجاوز عقده السابع عندما قاد ثورة الشعب الليبي ضد الاحتلال الإيطالي، وعلى مستوى الإبداع ألم يستمر إبداع وعطاء علّامتنا ناصر الدين الأسد حتى بداية العقد التاسع من عمره رحمه الله، وانظر أي عطاء كان للعقاد وطه حسين بعد أن تجاوز كل منهما الستين، وفي عالم السينما والفن ما يزال الكثيرون ممن تجاوزوا عقدهم السادس يقدمون فناً ويسهمون في تغيير المجتمعات سلباً أو إيجاباً منهم على سبيل المثال حسين فهمي وعادل إمام.
وانظر من حولك لتشاهد كيف يتعامل كبار السن مع منتجات العصر خاصة في عالم الإلكترونيات.
ما أريد قوله إن الحيوية والعطاء والقدرة على التغير لا علاقة لها بالسن، بمقدار ما لها بإعداد الإنسان وتربيته وتوفير مناخات الحياة السليمة له, من رعاية صحية وتحفيز لحيويته مع أهمية تعظيم قيمة الاحترام للإنسان خاصة إذا كان كبيراً بالسن.
Bilal.tall@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/18 الساعة 01:11