هل قرأّتُم 'نظرية نتنياهو'.. عن 'المُثلث الحديدِيّ للسّلام'؟
مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/18 الساعة 01:09
اختار رئيس حكومة العدو الصهيوني الأسبق/ نتنياهو, صحيفة «هآرتس» اليومية المُصنّفة إسرائيلياً على أنها «يسارِية», كي يطرح على الجمهور اليهودي في الدولة العنصرية المنهمكة في حملة انتخابية ضارية/وحاسمة, للمرة الخامسة خلال ثلاث سنوات ونصف السنة لإفراز الكنيست رقم «25». كي يُروّج لنظريّته الجديدة التي يُجادل فيها نظرية زئيف جابوتنسكي المعروفة بنظرية «الجدار الحديدي» (عبر مقالة له نشرها باللغة الروسية في شهر تشرين الثاني/عام 1923). جدار يجب بعد بنائِه «ان يفصِل المشروع الاستيطاني/اليهودي في فلسطين, عن سكان البلاد?الأصليين/الشعب الفلسطيني. ما سيؤدي لاحقاً على أن «عرب فلسطين سيُسلِّمون بقيام الصهيونية, فقط عندما تتقّوى الدولة اليهودية, الى درجة أنهم سيفقدون أي أمل في القضاء عليها».
نتنياهو اخترع لنفسه (في المقالة التي نشرها في هآرتس يوم الجمعة الماضي/14 تشرين الأول الجاري) نظرية أسماها «المُثلث الحديدي للسلام», حيث ترتكز قوائم هذا المثلث على عناصر ثلاثة متشابكة ومتلازمة تقول: إنّ «اندماج» القوة العسكرية والاقتصادية والسياسية هو الذي يُمكِنه أن يجلب السلام وأن يضمن مستقبل إسرائيل, ويقود إلى (المصالحة) مع العالم العربي, وليس كما يعتقد كثيرون بأنّ السلام يجلب القوة.
وإذ لم يخْتر نتنياهو الصحيفة خاصته, التي قام الملياردير الصهيوني الاسترالي/اليهودي شيلدون أدلسون بإصدارها خصيصاً لدعم نتنياهو وخطابه العنصري الاستعماري/الإحلالي تحت اسم «إسرائيل اليوم». رغم أنّها أكثر الصحف اليومية توزيعاً (وليس مَبيعاً كونها توزّع مجاناً)، فإنّ مقالته الطويلة التي ناهزت 1300 كلمة, حفِلت بكثير من الاستعلاء والادعاء بل انطوت على كم كبير من الأكاذيب وقلب الحقائق, وخصوصاً في التلويح الدائم باستخدام القوة والرهان على «التحولات» التي تعصف بالعالم العربي. حيث ادّعى أنّه كان من ورائها وعمل على تح?يقها بعد أن جسّد ميدانياً نظرية المثلث الحديدي للسلام, الذي ينسِف نظرية جابوتنسكي عن «الجدار الحديدي» الذي يفصل دولة اليهود عن محيطها الفلسطيني/سكان فلسطين الأصليين، جامِعة ومُحقِقة القوة العسكرية وتلك الاقتصادية وبالتالي القوة السياسية. مُكرِراً في أكثر من موقع وفقرة من مقالته, «إيمانه العميق بأنّ القوة هي التي تجلب السلام وليس السلام هو الذي يجلب القوة»، زاعماً أنّ «الإصلاحات» التي قام بها وحوّل من خلالها اقتصاد إسرائيل «شبه الاشتراكي» إلى اقتصاد السوق الحرة, وكوزير للمالية أولاً وكرئيس حكومة قام بـ"قياد? إصلاح السوق لهدف تحويل اقتصاد إسرائيل إلى قوة عالمية رائدة في المبادرات والابتكارات التكنولوجية»، ونتيجة لهذه الإصلاحات –أضاف- فإنّ الناتج القومي الإجمالي الخام للفرد في إسرائيل «يفوق الآن الناتج الإجمالي للفرد في بريطانيا وفرنسا واليابان, ومُؤخراً – استطرد نتنياهو مُتفاخراً–فاق الناتج في ألمانيا».
واضح أن مقالة نتنياهو الطويلة هذه, تندرج في إطار تلميع صورته بعد «العار» الذي ما يزال يلاحقه وما راح يتكشف من فضائح بعد بدء محاكمته في لائحة الاتهام التي وجِّهت إليه بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة. والتي قد تسفر لاحقاً حتى لو نجح بالعودة إلى الحكم في انتخابات الأول من تشرين الثاني الوشيك (عبر تحالفه مع الأحزاب الحريدية المتطرفة وأحزاب الصهيونية الدينية... بن غفير/ وسموترتش), فإن إدانته ستعني نهاية مُستقبله السياسي وربما دخوله السجن, إذا لم يَعقِد صفقة مع الادعاء العام, تقوم على اعتزاله العمل السياسي مقاب? عدم قضاء محكوميته داخل أسوار السجن.
يمضي نتنياهو في الترويج لنظرية «المثلث الحديدي للسلام» عبر الظهور بمظهر الزعيم القوي الذي أسهم في بروز إسرائيل كقوة إقليمية عظمى, من خلال الادعاء بأنّ «القوّة الاقتصادية والتكنولوجيا مَكّنتْ إسرائيل من زيادة قوتها العسكرية, ووفّرت لها إلى جانب الطائرات القتالية والدبابات والغواصات والطائرات المسيّرة, القدرة في مجال الاستخبارات والسايبر التي ساعدت دولاً كثيرة في محاربتها للإرهاب. (..) ولم يتردد في الزعم بغرور صهيوني معروف من القول: إنّه «ورغم أن سكان إسرائيل يشكّلون فقط 0.001 من سكان العالم، فإنّه – أضاف نت?ياهو ــ في استطلاع أجرته جامعة بنسلفانيا في الأعوام 2015-2020 والذي شمل 20 ألف شخص من قادة الرأي.. تمّ تصنيف إسرائيل - استطرد نتنياهو- على أنّها الدولة العظمى (الثامنة) في العالم!
** كيف أسهمَ «المثلث الحديدِيّ للسلام» في اختراق العالم العربي؟. وماذا وَصفتْ «هآرتس» نتنياهو ومقالته؟
للحديث صلة.. غداً.
kharroub@jpf.com.jo
نتنياهو اخترع لنفسه (في المقالة التي نشرها في هآرتس يوم الجمعة الماضي/14 تشرين الأول الجاري) نظرية أسماها «المُثلث الحديدي للسلام», حيث ترتكز قوائم هذا المثلث على عناصر ثلاثة متشابكة ومتلازمة تقول: إنّ «اندماج» القوة العسكرية والاقتصادية والسياسية هو الذي يُمكِنه أن يجلب السلام وأن يضمن مستقبل إسرائيل, ويقود إلى (المصالحة) مع العالم العربي, وليس كما يعتقد كثيرون بأنّ السلام يجلب القوة.
وإذ لم يخْتر نتنياهو الصحيفة خاصته, التي قام الملياردير الصهيوني الاسترالي/اليهودي شيلدون أدلسون بإصدارها خصيصاً لدعم نتنياهو وخطابه العنصري الاستعماري/الإحلالي تحت اسم «إسرائيل اليوم». رغم أنّها أكثر الصحف اليومية توزيعاً (وليس مَبيعاً كونها توزّع مجاناً)، فإنّ مقالته الطويلة التي ناهزت 1300 كلمة, حفِلت بكثير من الاستعلاء والادعاء بل انطوت على كم كبير من الأكاذيب وقلب الحقائق, وخصوصاً في التلويح الدائم باستخدام القوة والرهان على «التحولات» التي تعصف بالعالم العربي. حيث ادّعى أنّه كان من ورائها وعمل على تح?يقها بعد أن جسّد ميدانياً نظرية المثلث الحديدي للسلام, الذي ينسِف نظرية جابوتنسكي عن «الجدار الحديدي» الذي يفصل دولة اليهود عن محيطها الفلسطيني/سكان فلسطين الأصليين، جامِعة ومُحقِقة القوة العسكرية وتلك الاقتصادية وبالتالي القوة السياسية. مُكرِراً في أكثر من موقع وفقرة من مقالته, «إيمانه العميق بأنّ القوة هي التي تجلب السلام وليس السلام هو الذي يجلب القوة»، زاعماً أنّ «الإصلاحات» التي قام بها وحوّل من خلالها اقتصاد إسرائيل «شبه الاشتراكي» إلى اقتصاد السوق الحرة, وكوزير للمالية أولاً وكرئيس حكومة قام بـ"قياد? إصلاح السوق لهدف تحويل اقتصاد إسرائيل إلى قوة عالمية رائدة في المبادرات والابتكارات التكنولوجية»، ونتيجة لهذه الإصلاحات –أضاف- فإنّ الناتج القومي الإجمالي الخام للفرد في إسرائيل «يفوق الآن الناتج الإجمالي للفرد في بريطانيا وفرنسا واليابان, ومُؤخراً – استطرد نتنياهو مُتفاخراً–فاق الناتج في ألمانيا».
واضح أن مقالة نتنياهو الطويلة هذه, تندرج في إطار تلميع صورته بعد «العار» الذي ما يزال يلاحقه وما راح يتكشف من فضائح بعد بدء محاكمته في لائحة الاتهام التي وجِّهت إليه بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة. والتي قد تسفر لاحقاً حتى لو نجح بالعودة إلى الحكم في انتخابات الأول من تشرين الثاني الوشيك (عبر تحالفه مع الأحزاب الحريدية المتطرفة وأحزاب الصهيونية الدينية... بن غفير/ وسموترتش), فإن إدانته ستعني نهاية مُستقبله السياسي وربما دخوله السجن, إذا لم يَعقِد صفقة مع الادعاء العام, تقوم على اعتزاله العمل السياسي مقاب? عدم قضاء محكوميته داخل أسوار السجن.
يمضي نتنياهو في الترويج لنظرية «المثلث الحديدي للسلام» عبر الظهور بمظهر الزعيم القوي الذي أسهم في بروز إسرائيل كقوة إقليمية عظمى, من خلال الادعاء بأنّ «القوّة الاقتصادية والتكنولوجيا مَكّنتْ إسرائيل من زيادة قوتها العسكرية, ووفّرت لها إلى جانب الطائرات القتالية والدبابات والغواصات والطائرات المسيّرة, القدرة في مجال الاستخبارات والسايبر التي ساعدت دولاً كثيرة في محاربتها للإرهاب. (..) ولم يتردد في الزعم بغرور صهيوني معروف من القول: إنّه «ورغم أن سكان إسرائيل يشكّلون فقط 0.001 من سكان العالم، فإنّه – أضاف نت?ياهو ــ في استطلاع أجرته جامعة بنسلفانيا في الأعوام 2015-2020 والذي شمل 20 ألف شخص من قادة الرأي.. تمّ تصنيف إسرائيل - استطرد نتنياهو- على أنّها الدولة العظمى (الثامنة) في العالم!
** كيف أسهمَ «المثلث الحديدِيّ للسلام» في اختراق العالم العربي؟. وماذا وَصفتْ «هآرتس» نتنياهو ومقالته؟
للحديث صلة.. غداً.
kharroub@jpf.com.jo
مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/18 الساعة 01:09