البطاينة يكتب: لهذا فشلت الانتخابات المدرسية

د. رافع شفيق البطاينة
مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/18 الساعة 00:31
يبدو أن الانتخابات المدرسية لم تحقق أهدافها وغاياتها المرجوة، وربما فشلت فشلاً جزئياً في بعض المدارس، ونجحت في باقي المدارس، حيث أن فكرة الانتخابات هي فكرة رائدة وسامية تهدف إلى تعليم طلاب المدارس على اختلاف أعمارهم وصفوفهم مفاهيم الديمقراطية الحقة، وترسيخها في وجدان وعقل وسلوك الطلاب التي تتمثل في المشاركة السياسية، سواء في الانتخاب أو الترشيح، لكن يبدو أنها لم تحقق أهدافها المرجوة ليس بسبب بعض الممارسات السلبية التي شاهدناها من قبل بعض الطلاب في بعض المدارس على محدوديتها وهذا وضع طبيعي ان تحدث بعض الشواذ السلبية في الممارسة، لكن كان على وزارة التربية ان تستغل هذه الفرصة لتوفير البنية التحتية للممارسة الصحيحة للديمقراطية، من خلال توفير التعليمات اللازمة للممارسة وتثقيف الطلبة على عملية الممارسة الديمقراطية الصحيحة، لكيفية الترشيح والاقتراع، وأن تعمل تمارين عملية يمارسها الطلاب بمساعدة وإشراك ذوي الخبرة في هذا المجال عبر الإستعانة بهم من خارج كوادر التربية تسبق يوم الانتخابات، ويطبق الطلاب هذه الممارسة عمليا من خلال فتح باب الترشيح لمن يرغب من الطلبة والسماح للمرشحين بعمل مناظرة تدريبية بأن يتحدث كل مرشح بدقائق معدودة عن واجباته والمهام المطلوبة منه للمهام التي سيتولاها، لتنمية قدراته الفكرية وصقل شخصيته القيادية، والسماح للطلبة بالحوار معه، لنجذر ثقافة الحوار لدى الطلبة بدلا من ثقافة العنف بكافة أشكاله اللفظي والجسدية، وننمي لديهم روح المواطنة والانتماء الوطني ونشجعهم على المشاركة السياسية في المستقبل.وقد علمت أن بعض المدارس أو ربما بعض الصفوف لم تمارس الانتخابات بشكل نزيه، حيث لم يسمح للطلبة بالترشح لمن يرغب، وإنما قام بعض المعلمين أو المعلمات باختيار المرشحين من الطلبة وفرضهم على طلبة الصف، وبعضهم طلب من طلاب الصف بالتصويت لمن يرغبون من طلاب الصف دون أن يكون هناك مرشحون محددون بعينهم، ممن يرغب بالترشح من بعض الطلبة داخل غرفة الصف، ولذلك أضاعت وزارة التربية والتعليم فرصة حقيقية للنجاح في تنظيم عملية الانتخابات ومحاكاتها مع العملية الإنتخابية الحقيقية التي تمارس في الانتخابات النيابية والبلدية والجمعيات والنقابات وغيرها ، حتى أن الوزارة اعتمدت كذلك على نظام الصوت الواحد، يجب علينا أن نعمل على ترسيخ الثقافة السياسية الصحيحة، وتوعية الطلبة بالسلوكيات السلبية كبيع وشراء الأصوات، والتزوير في الانتخابات، وأثرها السلبي على الإنتخابات ونزاهتها وعلى السمعة الديمقراطية ، خصوصا ونحن الآن في مرحلة تطبيق مخرجات التحديث السياسي، لذلك على الوزارة أن تبدأ بالتحضير من الآن، بوضع الترتيبات والتعليمات اللازمة لإنجاح الإنتخابات في الفصل الثاني على أسس صحيحة، وأن تبدأ بتثقيف الطلبة من الآن على أساليب الديمقراطية والمشاركة السياسية الحقة، وللحديث بقية .
مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/18 الساعة 00:31