الاحتلال الاسرائيلي اصل البلاء والحل بزواله..

مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/27 الساعة 01:27
المشكلة أن العالم يتعامل مع الاحداث التي تقع في الاراضي الفلسطينية وفي القدس المحتلة، وكأنها احداث مستجدة جراء عوامل ومناخات وتطورات تحدث في وقتها، وتتطور خلال ساعات وايام الى ازمة تنذر بانفجار اقليمي كبير لا تحمد عقباه يتعدى حدود المنطقة الى العالم بأسره، في تبسيط غريب وتجاهل لا يمكن فهمة في كثير من الاحيان لتجاوز جذر المشكلة وعدم التعامل المباشر مع حقيقة ان اصل البلاء والازمات هو الاحتلال الاسرائيلي وليس غير الاحتلال الذي يجثم على الاراضي الفلسطينية والقدس المحتلة منذ اكثر من خمسين عاما. والمشكلة الاكبر ان العالم ينساق في كثير من الاحيان الى البقاء في مربع ادارة الازمة والصراع وليس حله، لانه ببساطة متناهية، لا يذهب الى التعامل مع الاساس المتمثل بالاحتلال وما ينتج عنه ويركب عليه من مظاهر واستفزازات واعتداءات وتنكيل بابناء الشعب الفلسطيني خلال عقود طويلة امام انظار الاسرة الدولية وكافة منظماتها واطرها، وكأن المهمة الملقاة على العالم هو اطفاء الحرائق التي تشعلها حكومات اسرائيل وسلطات الاحتلال وحسب، دون التحرك الى وضع اسرائيل امام حقيقة انها الاحتلال الوحيد الذي بقي على وجه الارض وان هذا الاحتلال يجب ان يزول لاحقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني كافة. كما ان زوال الاحتلال الاسرائيلي هو هدف يجب ان تتشارك بانجازه الانسانية جمعاء التي غادرت منذ زمن بعيد المظاهر الاحتلالية والاستعمارية وتعتذر كثير من الامم عن تلك الحقب التي تعتبرها عارا ومخزية وصفحة تسعي الى شطبها الى غير رجعة من تاريخها، وهو ما يستدعي من تلك الدول والامم التي تمثل في هذه الايام والحقبة من التاريخ الحديث قوى كبرى وتقود العالم الحر ان تبدأ المهمة فورا، بازالة اخر احتلال على وجه الارض يقوم على محاولة الغاء شعب ورفض حقوقه بل والعدوان الموصول عليه بكافة الاساليب الوسائل وبالاستيطان الذي يشكل سرطاناً يأكل الأخضر واليابس ويلغي أي إمكانية لإحلال السلام لأنه يشطب ببساطه أي إمكانية لإقامة الدولة الفلسطينية ويجعل حل الدولتين مجرد شعار يحيل الاحتلال مهمة تنفيذه إلى مهمة مستحيلة. وانطلاقا من أن أصل البلاء هو الاحتلال الاسرائيلي فان العالم يجب ان ينظر الى احداث الاسابيع الاخيرة في المسجد الاقصى المبارك، على انها تمثل الحالة الصارخة للاحتلال والاكثر عدوانية، والتي تذهب عن سبق اصرار الى ابعد نقطة، في الغاء وتغيير الوقائع على الارض، بمظاهر تبدو في شكلها امنية - وهي مرفوضة تماما شكلا ومضمونا - لكن خطورتها الاكبر بانها في جوهرها سياسية هدفها المباشر تكريس الاحتلال وتعميق مظاهره واجراءاته وخلق وقائع جديدة على الارض لم تستطع الحكومات الاسرائيلية القيام بها خلال العقود الماضية لكن حكومة اليمين التي يقف على رأسها بنيامين نتنياهو وضعت هذه المهمة على رأس جدول أعمالها وتمضي قدما في محاولة تنفيذها بكافة أشكال وإجراءات الإعتداء والخداع والكذب والمبررات الواهية. ما تقوم به سلطات الاحتلال الاسرائيلية، في الاراضي الفلسطينية كافة وفي القدس والمسجد الاقصى المبارك، هو تذكير للعالم وقواه الدولية المؤثرة، وخاصة للرئيس الاميركي دونالد ترمب، الذي يرى مبعوثه للسلام جيسون غريبنلت بأم عينه الموجود في المنطقة هذه الايام، مقطعا حيا لما يعنيه الاحتلال الاسرائيلي كجذر للمشكلة برمتها، وكيف ان هذا الاحتلال وصل الى مديات لم تشهدها البشرية، وهو الامر الذي يجعل كل ذي عقل ويملك في رأسه عينين، ان يرى اصل البلاء وان يذهب لازالته ومعالجته وليس الانخراط في ادارة التداعيات والازمات لأنها لن تنتهي بل ستبقى مشتعلة وتتعاظم بوجود الاحتلال وعدم زواله. الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/27 الساعة 01:27