اطلاق الحملة الاعلامية (ندعم ولا نعاقب) بمكافحة المخدرات
مدار الساعة - انطلقت الاربعاء في مقر مركز علاج وتأهيل المدمنين التابع لإدارة مكافحة المخدرات بمديرية الامن فعاليات الحملة الاعلامية الخاصة بمكافحة المخدرات بعنوان "ندعم ولا نعاقب" والتي نظمها مركز سواعد التغيير لتمكين المجتمع تستمر ثلاثة ايام.
وقال مدير ادارة مكافحة المخدرات العميد انور الطراونة ان جهاز الادارة يقوم على "اشاعة اسلوب الثواب والدعم لكل شخص يقوم بالامتناع عن تناول المخدرات او يتاجر بها بحيث تكون هناك اجواء ايجابية بالتعامل المرن والسهل من قبل العاملين بالجهاز تجذب الاشخاص من هذه الفئة وتعمل على تأهيلهم مرة اخرى ليكونوا اشخاصا صالحين بالمجتمع".
واكد الطراونة ضرورة ان يبتعد الاشخاص المغرضون عن اشاعة الكلام غير الصحيح فيما يخص الاحصائيات والارقام المتعلقة بقضايا المخدرات كونهم لا يملكون المعلومة الصحيحة والمبنية على اسس علمية ودقيقة الامر الذي يؤدي الى اشاعة الفوضى وإكالة التهم جزافا، مبينا ان المجتمع الاردني ينعم بالكثير من المميزات الايجابية بهذا المجال اذا ما قورن بغيره من المجتمعات الاخرى وخاصة تلك الموجودة في منطقتنا.
واوضح ان كافة العاملين بجهاز المكافحة يعملون بتراتبية محكمة وقادرين على السيطرة على الامور الا ان هذا الامر لن يتحقق بشكل فعلي ومتطور مالم يكن هناك تعاون وشراكة حقيقية من مؤسسات المجتمع المدني العاملة بهذا المجال والتي يقع على عاتقها الكثير من المسؤوليات بالتصدي لهذه الآفة ومنع انتشارها، لافتا الى ان هذه المؤسسات تعتبر كالجسر بين الاشخاص المتعاطين وادارة المكافحة في سبيل علاجهم وتأهيلهم مرة اخرى بالشكل الصحيح.
وقال المدير العام لمركز سواعد التغيير عبدالله الحناتلة ان اطلاق هذه الحملة، وتحت هذا العنوان يأتي ضمن الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات ويمثل مناشدة ورسالة للجميع بهدف توجيه الرأي العام نحو دعم مستخدمي المخدرات وتعزيز توجههم للاستفادة من الخدمات المتاحة خاصة في مجال العلاج والتأهيل وخدمات الرعاية الصحية بالإضافة الى نشر الوعي حول انتهاج حقوق الانسان عند التعامل معهم.
واضاف الحناتلة ان مشكلة المخدرات وسوء الاستخدام لا تقف عند التأثيرات الوظيفية او النفسية لدى مستخدميها بل تتعدى ذلك الى الاعتماد والادمان وانتشار الامراض المرتبطة بها كمرض الايدز ومرض التهاب الكبد الوبائي، مبينا ان الوصمة والتميز تجاه مستخدمي المخدرات على صعيد الاسرة والمجتمع يساعد على استشراء المشكلة ويشكل حائلا دون تقديم مداخلات نوعية ذات تأثير مميز بالرغم على الاتفاق ان هذه الفئة تستوجب العلاج والرعاية.
واضاف ان مشكلة المخدرات لا تأتي بمعزل عن مجموع التغيرات التي يشهدها العالم من ثورة بالمعرفة والاتصال، كما انها لا تبتعد في مجال الاثر والتأثير عما يعانيه العالم من احتراب واقتتال وصراعات سياسية، الامر الذي اوجد في ظل فقدان المنظومة الامنية واختفاء الحدود السياسية مجالا لتجار المخدرات ومروجيها واضاف عبئا على اجندتها الامنية والمنظومة المجتمعية والثقافية برمتها.
وفي كلمة القاها نيابة عن الجمعية العربية للتوعية من العقاقير الخطرة قال الدكتور محمود السرحان ان مشكلة المخدرات هي مشكلة عالمية تحتاج الى تكاتف جميع الجهود على المستوى الدولي للقضاء على هذه التجارة المميتة.
واضاف، ان مؤسسات المجتمع المدني تلعب دورا بارزا في جهود المكافحة وتشكل نواة اساسية بالحد من انتشارها ومعالجة الاشخاص الذين انغمسوا فيها، مؤكدا أهمية مبدأ الثواب عوضا عن العقاب في المعالجة وإعادة التأهيل.
وعرضت المدير التنفيذي للمركز سواعد التغيير سحر الشمايلة لتجربة المركز مع صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية في مجال مكافحة المخدرات والحد من آثاره السلبية على المجتمع والاشخاص وعدد الورش التثقيفية والتوعوية التي تم تنفيذها في اغلب محافظات المملكة.
من جهتها قالت الاخصائية النفسية ومقدمة المشورة بالمركز ومقدمة الحفل ريما الطويل ان الحملة تركز على دعم الاشخاص المتعافين من آفة المخدرات واعادة تأهيلهم بالمجتمع ليكونوا عناصر ومواطنين صالحين قادرين على تحقيق التنمية، مشيرة الى ان الدعم يحوي امورا كثيرة ويراعي كافة الجوانب التي تخص الشخص المدمن بشكل علمي متطور من اجل ضمان عدم عودته الى استخدام هذه المادة مرة اخرى.