كارثة غذائية صحية مقبلة
مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/13 الساعة 02:20
في تجوالي عبر الصحافة العالمية وقع بصري على تقرير في موقع سويس إنفو تترجم فيه الكاتبة سارة إبراهيم عن مستقبل صناعة اللحوم المستنبتة، ولكم أن تدركوا حجم الكارثة التي لم تكن وليدة اليوم، فغالبية الأغذية المعلبّة والمستوردات من اللحوم والأسماك والأجبان حول العالم والتي تستوردها شركات بيع تجار اللحوم لبلادنا تحتوي على مواد حافظة ولكن الحقيقة أن العمر الافتراضي للعديد من المواد اللحمية تفقد الكثير من خواصها، وقد تأتي مدموغة بختم يحمل جملة «حلال»، والمشكلة هنا ليست بحلال أو حرام، بل بالعناصر الجينية التي تدخل في أجساد الذبائح وفي طبيعة الأعلاف المهجنة، والتي يلتهما البشر دون أي معلومات تحذيرية.
خلاصة تحقيق النشرة السويسرية تنبئ بصناعة ما يسمى اللحوم المستنبتة في المختبرات، وعملية الاستنبات تلك تجري من خلال أخذ خزعة خلايا جذعية من عضلة بقرة حية أو من قطعة لحم طازج، تُعزَل أنواع مختلفة من الخلايا كالخلايا العضلية والدهنية، وتوضع في مفاعل حيوي حيث تنمو وتتكاثر، وتستخدم هذه التقنية مبادئ معقدة للغاية لزراعة الخلايا وهندسة الأنسجة، وبعد أن تتكاثر الخلايا، تُوزّع على «قوالب» جيلاتينية لتحفيزها على التمايز إلى أنسجة ضامة وعضلات ودهون، وفي هذه المرحلة، يمكن للخلايا أن تندمج وتشكّل قطعة اللحم المطلوبة، أكانت «ستيك أو فيليه».
الأكثر وضوحا في مستقبل الأغذية المستنبتة ينقلها لنا التقرير عن كريستوفر ماير وسومان داس وهما المؤسسان المشاركان لشركة «ميراي فودز» السويسرية الناشئة للحوم المستنبتة، فهما يستعينان بالمصل المستخدم في نمو وتكاثر الخلايا الجذعية المأخوذة من الحيوانات الحية، وقد بدأوا بإنتاج قطع ستيك بقري، كباكورة لانتاج المزيد، وتعتمد تقنيتهم على أخذ غرامين من خلايا لحوم البقر وزرعها في المختبر لإنتاج الف طن من اللحوم، دون تربية المواشي أو زراعة المحاصيل وكل ما يتعلق بالدورة الطبيعية للحياة البريّة أو الأغذية الطبيعية التي تقتات عليها الحيوانات اللاحمة.
الأبشع من ذلك بنظري، هو ما يتم اليوم على أرض الواقع كما أخبر التقرير عما في سنغافورة، فمنذ عام 2020 كانت سنغافورة أول دولة في العالم تسمح بتجارة قطع الدجاج المُنتَجة من خلال استنبات الخلايا الحيوانية، وتلك التقنية تستبعد الأراضي الزراعية والمضادات الحيوية أوذبح ملايين الحيوانات، وهذا بالطبع لن يتوقف عند سنغافورة أو الشركة السويسرية الجديدة، بل سيتعداهما الى العديد من الدول التي تستورد كثيراً من المنتجات الحيوانية اليوم، وسيبدأ عصر التكنولوجيا الغذائية مرتفعة التكلفة عالية الخطورة على حساب صحة الإنسان.
وبعيدا عن التقرير الذي ينبئ بما أسميه كارثة صحية مقبلة قبل كل شيء ولا من باب علميّ ولكن من خلفية ما يحدث عندنا مع مربيّ المواشي الذين يستخدمون خلطات أعلاف مشكوكاً في صلاحياتها لتدخل في خلطات الأعلاف التي تتغذى عليها الخراف كمثال، حيث يزيد حجم الخروف عن وزنه الطبيعي بأربعة أمثال الوزن الطبيعي كشحوم خلال شهرين، وهؤلاء التجار الذين يبحثون عن الربح السريع على حساب صحة المواطن يتآمرون على صحة البشر كما تآمرت شركة مونسانتو على المزروعات التي تم تهجينها بطرق قاتلة للخلايا الأصلية حول العالم قبل بيع الشركة.
هنا قد لا نتوقع دخول تلك المنتجات المستنبتة الى بلادنا في المستقبل القريب، ولكن ما نراه من تلاعب تجار اللحوم الذين يورّدون للعالم العربي ونحن منهم مئات الآلاف من المواشي والدجاج قد قلب معايير الصحة البدنية للكثير من الناس، حيث ازدياد معدلات السمنة وانتشار أنواع السرطان وخمول البشر، يتعلق بعدم كفاءة المنتجات خصوصا اللحوم المجمدة، وما انتشار الأمراض والفيروسات القاتلة في شرق آسيا إلا دليل ثابت على نهم المستهلكين للحيوانات آكلة اللحوم كالكلاب والقطط والخفافيش، حتى الصراصير المقلية.
في بلادنا التي تستورد أكثر مما تنتج فقد رأينا الأخطر في عمليات الإتلاف التي تقوم بها مؤسسة الغذاء والدواء لأطنان من اللحوم الفاسدة والمواد منتهية الصلاحية، لا نستبعد يوما ما لنتفاجأ بأن عمليات إنتاج اللحوم المستنبتة تنتج عندنا عبر الشركات التي لا تعلن عن نفسها، تماما كما كانت شركات التغيير الجيني تفعل في المحاصيل الزراعية، حيث اندثر القمح الذهبي من بلادنا وغزانا القمح منزوع القشرة وأحادي الخلية، ومحال بيع الهامبرغر وحقن الدجاج اللاحم للوصول الى الأرباح..
Royal430@hotmail.com
خلاصة تحقيق النشرة السويسرية تنبئ بصناعة ما يسمى اللحوم المستنبتة في المختبرات، وعملية الاستنبات تلك تجري من خلال أخذ خزعة خلايا جذعية من عضلة بقرة حية أو من قطعة لحم طازج، تُعزَل أنواع مختلفة من الخلايا كالخلايا العضلية والدهنية، وتوضع في مفاعل حيوي حيث تنمو وتتكاثر، وتستخدم هذه التقنية مبادئ معقدة للغاية لزراعة الخلايا وهندسة الأنسجة، وبعد أن تتكاثر الخلايا، تُوزّع على «قوالب» جيلاتينية لتحفيزها على التمايز إلى أنسجة ضامة وعضلات ودهون، وفي هذه المرحلة، يمكن للخلايا أن تندمج وتشكّل قطعة اللحم المطلوبة، أكانت «ستيك أو فيليه».
الأكثر وضوحا في مستقبل الأغذية المستنبتة ينقلها لنا التقرير عن كريستوفر ماير وسومان داس وهما المؤسسان المشاركان لشركة «ميراي فودز» السويسرية الناشئة للحوم المستنبتة، فهما يستعينان بالمصل المستخدم في نمو وتكاثر الخلايا الجذعية المأخوذة من الحيوانات الحية، وقد بدأوا بإنتاج قطع ستيك بقري، كباكورة لانتاج المزيد، وتعتمد تقنيتهم على أخذ غرامين من خلايا لحوم البقر وزرعها في المختبر لإنتاج الف طن من اللحوم، دون تربية المواشي أو زراعة المحاصيل وكل ما يتعلق بالدورة الطبيعية للحياة البريّة أو الأغذية الطبيعية التي تقتات عليها الحيوانات اللاحمة.
الأبشع من ذلك بنظري، هو ما يتم اليوم على أرض الواقع كما أخبر التقرير عما في سنغافورة، فمنذ عام 2020 كانت سنغافورة أول دولة في العالم تسمح بتجارة قطع الدجاج المُنتَجة من خلال استنبات الخلايا الحيوانية، وتلك التقنية تستبعد الأراضي الزراعية والمضادات الحيوية أوذبح ملايين الحيوانات، وهذا بالطبع لن يتوقف عند سنغافورة أو الشركة السويسرية الجديدة، بل سيتعداهما الى العديد من الدول التي تستورد كثيراً من المنتجات الحيوانية اليوم، وسيبدأ عصر التكنولوجيا الغذائية مرتفعة التكلفة عالية الخطورة على حساب صحة الإنسان.
وبعيدا عن التقرير الذي ينبئ بما أسميه كارثة صحية مقبلة قبل كل شيء ولا من باب علميّ ولكن من خلفية ما يحدث عندنا مع مربيّ المواشي الذين يستخدمون خلطات أعلاف مشكوكاً في صلاحياتها لتدخل في خلطات الأعلاف التي تتغذى عليها الخراف كمثال، حيث يزيد حجم الخروف عن وزنه الطبيعي بأربعة أمثال الوزن الطبيعي كشحوم خلال شهرين، وهؤلاء التجار الذين يبحثون عن الربح السريع على حساب صحة المواطن يتآمرون على صحة البشر كما تآمرت شركة مونسانتو على المزروعات التي تم تهجينها بطرق قاتلة للخلايا الأصلية حول العالم قبل بيع الشركة.
هنا قد لا نتوقع دخول تلك المنتجات المستنبتة الى بلادنا في المستقبل القريب، ولكن ما نراه من تلاعب تجار اللحوم الذين يورّدون للعالم العربي ونحن منهم مئات الآلاف من المواشي والدجاج قد قلب معايير الصحة البدنية للكثير من الناس، حيث ازدياد معدلات السمنة وانتشار أنواع السرطان وخمول البشر، يتعلق بعدم كفاءة المنتجات خصوصا اللحوم المجمدة، وما انتشار الأمراض والفيروسات القاتلة في شرق آسيا إلا دليل ثابت على نهم المستهلكين للحيوانات آكلة اللحوم كالكلاب والقطط والخفافيش، حتى الصراصير المقلية.
في بلادنا التي تستورد أكثر مما تنتج فقد رأينا الأخطر في عمليات الإتلاف التي تقوم بها مؤسسة الغذاء والدواء لأطنان من اللحوم الفاسدة والمواد منتهية الصلاحية، لا نستبعد يوما ما لنتفاجأ بأن عمليات إنتاج اللحوم المستنبتة تنتج عندنا عبر الشركات التي لا تعلن عن نفسها، تماما كما كانت شركات التغيير الجيني تفعل في المحاصيل الزراعية، حيث اندثر القمح الذهبي من بلادنا وغزانا القمح منزوع القشرة وأحادي الخلية، ومحال بيع الهامبرغر وحقن الدجاج اللاحم للوصول الى الأرباح..
Royal430@hotmail.com
مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/13 الساعة 02:20