بيدَر الوَطنْ

مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/26 الساعة 14:22
يُقال أنه في سبعينيات القرن الماضي ، وعندما كانت الناس تزرع القمح والشعير في ربوع الاردن ، وبعد حصاد الموسم ، كان الناس ينقلون محاصيلهم الى البيدر ، والبيدر هو المكان الذي توضع فيه المحاصيل بعد الحصاد ويوضع على منطقة مرتفعه من الارض ، ثم يتم نقل الحصاد ودراسته على الدواب وبعد تجهيزه يُعبأ في شوالات من الخيش لتخزينه . في تلك الأيام المباركة والنفوس الطيبة والفرح بالرزق ، كان هناك شخص شيطاني الطباع وحقود القلب ، ينظر الى محصول ابناء قريته بعين الحاسد الجشع ، كون محصوله اقل منهم ، وأضمر في نفسه اللئيمة أن يحرق بيادرهم ، وفعلاً أشعل النار، لكنه بحقده الأسود نسي ان شرارة النار اذا اشتعلت ستأكل الأخضر واليابس وذلك ما كان فعلاً ، حيث إمتدت النار الى جميع بيادر القرية بما فيها بيدره ، وحاول اهل القرية إطفاءها إلا ان محاولاتهم باءت بالفشل ، وخسر الجميع بيادرهم . الان ، هذا حال الكثير عندنا، فالحاقد ، الحاسد ، الباحث عن المنصب ، من يريد ان يركب الموجة ، واللاهث وراء الكرسي يحاول أن يشعل النار بذلك البيدر من أجل مصالحه الخبيثة والدنيئة ، ونسوا أو تناسوا أن بيدر الوطن هو الأهم ، وأن مصيرهم مرتبط بمصيره . واجبنا جميعاً أن نحافظ على بيدر الوطن لأنه أهم منهم ومن مصالحهم النتنة ، الإقليمية والجهوية أو مهما كانت . حمى الله الأردن وبيادره ، وقائده ، ورجاله ، وتباً لحارقي البيدر أصحاب النفوس الشيطانية والفاسدة واللئيمة وبئساً لأطماعهم
مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/26 الساعة 14:22