الروح الرياضية
مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/11 الساعة 17:39
آن الأوان لإعادة النظر في كثير من العبارات، والمقولات التي درج الناس على استعمالها منذ عقود، أو ربما منذ قرون وقرون.
ولعل المبرر الأول؛ لإعادة النظر فيها، ومراجعتها، هو أنها قد فقدت صدقيتها، وأضاعت معانيها البكر الأولى؛ لتصبح مجرد كلمات فارغة من المعاني والمضامين.
من ذلك عبارة (الروح الرياضية)، وهي عبارة يتمحور مدلولها الأول والأصيل، حول مجموعة من القيم، والأخلاق، والمبادئ التي يتحلى بها الرياضيون.
ومن هذه القيم: التنافس الشريف، والتسابق إلى الفوز بنزاهة خالية من كل غش وتدليس، والقبول بالنتيجة: ربحا أو خسارة، دون إحساس بامتهان الكرامة الشخصية في حال الخسارة، ودون تورّم للذات في حال الفوز.
ومن هذه القيم والأخلاق أن يسعى الرياضي إلى الفوز بغير سلاح، سوى سلاح الكفاءة، والقدرات، وتجاوز الإنجازات السابقة إلى إنجازات أخرى جديدة، بالتدريب والعمل الجاد.
وقد انزاحت دلالات (الروح الرياضية) من الملاعب وميادين المباريات؛ لتشمل بالإضافة إلى الرياضة، مناحي عديدة في الحياة.
فمن الروح الرياضية، كما ينبغي لها أن تكون، أن يتقبل المتنافسون في الانتخابات النيابية، والنقابية، والحزبية، وغيرها نتائج التنافس بصدور رحبة، بعيدا عن الاتهامية والتشنج، واستعمال الوسائل والأساليب والتبريرات غير الأخلاقية، والصيحات الغوغائية.
ومن الروح الرياضية أن نتقبل، جميعا، مسؤولين وغير مسؤولين النقد الإيجابي الذي يبين مواطن الخلل، وأن ننظر إليه، باعتباره خطوة على طريق البناء والإصلاح.
كل هذا، عندما كانت الرياضة نشاطا إنسانيا، ساميا ورفيعا، عنوانه الأخلاق النبيلة، ومضمونه (ترويض النفس والجسد؛ لتخليصهما من وحشية القوة وعنف السلوك).
***
لا أحد ينكر أن الرياضة قد أصبحت تجارة واستثمارا، وأموالا تشتغل في ميدان الملعب، أو على حاشيته، أو من وراء الكواليس، وأصبح اللاعب سلعة تباع وتشترى.. وهي أمور يمكن قبولها؛ باعتبارها شكلا من أشكال الاستثمار الذي لا يجرد، بالضرورة، الرياضة من روحها النبيل.
أما عندما تتحول الرياضة (بفعل فاعل) إلى بوق، أو جسر للتعصب الأعمى، سواء في المدرجات، أو عبر منصات التواصل الاجتماعي ــ فإن عبارة (الروح الرياضية) تغدو فارغة من المعنى، خالية من المضمون.
ليس من حقنا، إذا ظل الحال كما هو الآن في عالمنا العربي، أن نستعمل كلمة (الروح الرياضية)؛ للدلالة على المعاني الإيجابية التي أشرنا إليها؛ لأن أنصار الفرق الرياضية قد حولوها عنفا، وتعصبا بغيضا، و(شوفينية) ساذجة، وجعلوا من (الكرة) بابا إلى الشحناء والكراهية.
وبعد،
فمتى تنجح الرياضة في ترويضنا، وتحويلنا من حالتنا الوحشية إلى الحالة الإنسانية؟ ومتى ننظر إلى المباريات الرياضية؛ كنشاطات إنسانية شريفة نظيفة، باعثة على الحب والصداقة والتعاون بين الناس، لا كساحة حرب جاهلية؟
الأصوات المنكرة، والهتافات البغيضة، والشعارات الكريهة التي يطلقها الجهلة في مدرجات الملاعب، أو عبر منصات التواصل هي أصوات تدخل، بالتأكيد، فيما وصفها الله بأنها أنكر الأصوات.
ولعل المبرر الأول؛ لإعادة النظر فيها، ومراجعتها، هو أنها قد فقدت صدقيتها، وأضاعت معانيها البكر الأولى؛ لتصبح مجرد كلمات فارغة من المعاني والمضامين.
من ذلك عبارة (الروح الرياضية)، وهي عبارة يتمحور مدلولها الأول والأصيل، حول مجموعة من القيم، والأخلاق، والمبادئ التي يتحلى بها الرياضيون.
ومن هذه القيم: التنافس الشريف، والتسابق إلى الفوز بنزاهة خالية من كل غش وتدليس، والقبول بالنتيجة: ربحا أو خسارة، دون إحساس بامتهان الكرامة الشخصية في حال الخسارة، ودون تورّم للذات في حال الفوز.
ومن هذه القيم والأخلاق أن يسعى الرياضي إلى الفوز بغير سلاح، سوى سلاح الكفاءة، والقدرات، وتجاوز الإنجازات السابقة إلى إنجازات أخرى جديدة، بالتدريب والعمل الجاد.
وقد انزاحت دلالات (الروح الرياضية) من الملاعب وميادين المباريات؛ لتشمل بالإضافة إلى الرياضة، مناحي عديدة في الحياة.
فمن الروح الرياضية، كما ينبغي لها أن تكون، أن يتقبل المتنافسون في الانتخابات النيابية، والنقابية، والحزبية، وغيرها نتائج التنافس بصدور رحبة، بعيدا عن الاتهامية والتشنج، واستعمال الوسائل والأساليب والتبريرات غير الأخلاقية، والصيحات الغوغائية.
ومن الروح الرياضية أن نتقبل، جميعا، مسؤولين وغير مسؤولين النقد الإيجابي الذي يبين مواطن الخلل، وأن ننظر إليه، باعتباره خطوة على طريق البناء والإصلاح.
كل هذا، عندما كانت الرياضة نشاطا إنسانيا، ساميا ورفيعا، عنوانه الأخلاق النبيلة، ومضمونه (ترويض النفس والجسد؛ لتخليصهما من وحشية القوة وعنف السلوك).
***
لا أحد ينكر أن الرياضة قد أصبحت تجارة واستثمارا، وأموالا تشتغل في ميدان الملعب، أو على حاشيته، أو من وراء الكواليس، وأصبح اللاعب سلعة تباع وتشترى.. وهي أمور يمكن قبولها؛ باعتبارها شكلا من أشكال الاستثمار الذي لا يجرد، بالضرورة، الرياضة من روحها النبيل.
أما عندما تتحول الرياضة (بفعل فاعل) إلى بوق، أو جسر للتعصب الأعمى، سواء في المدرجات، أو عبر منصات التواصل الاجتماعي ــ فإن عبارة (الروح الرياضية) تغدو فارغة من المعنى، خالية من المضمون.
ليس من حقنا، إذا ظل الحال كما هو الآن في عالمنا العربي، أن نستعمل كلمة (الروح الرياضية)؛ للدلالة على المعاني الإيجابية التي أشرنا إليها؛ لأن أنصار الفرق الرياضية قد حولوها عنفا، وتعصبا بغيضا، و(شوفينية) ساذجة، وجعلوا من (الكرة) بابا إلى الشحناء والكراهية.
وبعد،
فمتى تنجح الرياضة في ترويضنا، وتحويلنا من حالتنا الوحشية إلى الحالة الإنسانية؟ ومتى ننظر إلى المباريات الرياضية؛ كنشاطات إنسانية شريفة نظيفة، باعثة على الحب والصداقة والتعاون بين الناس، لا كساحة حرب جاهلية؟
الأصوات المنكرة، والهتافات البغيضة، والشعارات الكريهة التي يطلقها الجهلة في مدرجات الملاعب، أو عبر منصات التواصل هي أصوات تدخل، بالتأكيد، فيما وصفها الله بأنها أنكر الأصوات.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/11 الساعة 17:39