ما الذي سيقود أسعار الذهب في الربع الرابع من العام؟
كانت بداية الذهب هذا العام جيدة حيث حافظ على ارتفاعه في الربع الأول من العام وتداول بالقرب من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2070 دولار للأونصة في مارس، بسبب المخاوف المتزايدة من تبعات الحرب الروسية الأوكرانية التي تم شنها في نهاية فبراير، ولكن في الستة أشهر اللاحقة بدأ المعدن النفيس في التراجع ليفقد نحو 400 دولار من قيمته وهو انخفاض تراكمي بأكثر من 20% خلال هذه الفترة، ووصل إلى أدني مستوي له منذ أبريل 2020 عند 1659 دولار للأونصة في 15 سبتمبر، حيث تأثر بالسياسة النقدية المتشددة للبنك الاحتياطي الفيدرالي وقوة الدولار الأمريكي وعوائد السندات الجذابة، بالنسبة لبقية عام 2022 يعتقد المطلعون على الصناعة أن توقعات تعديل السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي ومخاوف الركود ستهيمن على أداء الذهب.
بعد المستويات المتدنية التي تم تسجيلها في سبتمبر قفز سعر الذهب مرة أخرى، وعادت الأسعار إلى ما يزيد عن 1700 دولار للأونصة مع بداية شهر أكتوبر، يعتقد الخبراء أن السعر المنخفض نسبيًا للسوق الحالي هو الوقت المناسب لشراء الذهب، ولكن قد يظل المعدن النفيس ضعيفًا في الربع الرابع بسبب التوقعات أن الاقتصادات الكبرى ستستمر في رفع أسعار الفائدة وتشديد سياستها النقدية.
أداء الذهب خلال التسعة أشهر الأولي من العام
كان الحافز الرئيسي لأسعار الذهب في الربع الأول من عام 2022 هو الصراع بين روسيا وأوكرانيا والذي أثبت أنه حافز قصير الأجل، كما كان متوقعًا في الربع الثاني تم محو أسعار الذهب جميع المكاسب التي تحققت في الربع الأول بفعل رفع البنك الاحتياطي االفيدرالي لأسعار الفائدة بوتيرة سريعة وقوية، وفي الربع الثالث هبطت الأسعار إلى أدني مستوياتها منذ أبريل 2020 تحت تأثير السياسة النقدية المتشددة من أغلب البنوك المركزية الكبري للسيطرة على مستويات التضخم التي وصلت إلى مستويات تاريخية، وقوة الدولار الأمريكي أمام أغلب العملات وعوائد سندات الخزانة التي وصلت إلى مستويات قياسية.
لا تزال هناك تحديات تواجه أسعار الذهب في الربع الرابع، مع القليل من الإيجابيات ما لم يتصاعد الصراع بين روسيا وأوكرانيا بشكل أكبر، مما يجر الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي إلى صراع واسع.
الذهب لا يزال يواجه رياحا معاكسة
كانت أسعار الذهب محبطة بعض الشيء خلال الأرباع القليلة الماضية، وذلك لأن العقبات التي تواجهها لم تتغير بشكل ملموس، حيث تصرفت البنوك المركزية بشكل أكثر قوة للحد من الارتفاع المستمر في التضخم الحقيقي على المدى القريب، مما أدى إلى ارتفاع عائدات السندات السيادية الإجمالية، وهذا بدوره ساهم في ارتفاع الدولار الأمريكي الذي وصل لأعلى مستوياته في 20 عام.
مثل المعادن الثمينة الأخرى، لا يوجد للذهب أرباح أو عوائد لذلك لا يزال ارتفاع العوائد الحقيقية على السندات السيادية (خاصة تلك الموجودة على سندات الخزانة الأمريكية) تُمثل مشكلة، بعبارة أخرى، عندما تقدم الأصول الأخرى عوائد أعلى معدلة للمخاطر، والأهم من ذلك، هناك تدفق نقدي ملموس من السندات خلال أوقات الضغوط التضخمية الشديدة وبالتالي فإن الأصول ذات العوائد المنخفضة تميل إلى أن تكون غير مواتية، في الواقع، يتصرف الذهب كأصل آمن طويل الأجل.
على الرغم من أن الصراع الروسي الأوكراني على وشك الدخول في شهره الثامن، إلا أن وضع أسعار الذهب لم يتغير، يعد التحفيز المالي والنقدي أثناء الوباء تاريخي ومن غير المرجح أن يعود في أي وقت قريب، ومن المقرر أن تستمر البنوك المركزية في رفع أسعار الفائدة بقوة في الربع الرابع، حيث أدى الصراع بين روسيا وأوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة في اقتصادات مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
لذلك، يظل ارتفاع أسعار الفائدة الحقيقية بمثابة رياح معاكسة لأسعار الذهب في الأشهر المقبلة، ارتبط ارتفاع العوائد الحقيقية في الولايات المتحدة عمومًا بانخفاض أسعار الذهب على مدى السنوات الخمس الماضية.