ناشط تربوي ومشارك في TED بالعربي يُشيد بالدور البارز الذي تضطلع به مؤسسة قطر في سبيل الارتقاء بالدور التواصلي للغة العربية

مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/10 الساعة 14:21

مدار الساعة - أكد محمد عبد الرحيم الجناحي، مصمم تعليم محترف بمعهد التطوير التربوي التابع لمؤسسة قطر، على جهود المؤسسة أجل الارتقاء بالدور التواصلي للغة العربية، موضحًا أنه بالنظر لتنوع منظومة المؤسسة المتألفة من العديد من المدارس والجامعات والمؤسسات والمراكز البحثية، فإن كل مبادرة تتبناها يكون لها أثر إيجابي يطال شرائح واسعة من الطلاب والأساتذة والباحثين.

وأوضح محمد الجناحي، الذي شارك في الفعالية الإقليمية الأولى لمنصة TED العربي، التي احتضنتها الدوحة في شهر ديسمبر 2021، أن منصةTED بالعربي تعد إحدى اللبنات الهامة التي جرى إطلاقها في إطار الشراكة الاستراتيجية بين مؤسسة قطر وTED بهدف إتاحة المجال للشباب الناطق بلغة الضاد ممن يحملون أفكارًا ملهمة ويرغبون في إشراكها مع جمهور عالمي متعطّش للمعرفة، مبرزًا في ذات السياق دور "علّم لأجل قطر"، وهي منظمة محلية غير حكومية أُسست لإيجاد حلول لبعض التحديات التي يواجهها الطلاب في قطر عبر تأهيل الخريجين والمهنيين للعمل التدريسي.

كما نوه بالمبادرات التي اتخذتها قطر، من قبيل القرار القاضي بإلزام جميع الجهات الحكومية وغير الحكومية بحماية ودعم اللغة العربية في كافة الأنشطة والفعاليات التي تقوم بها، مشددًا على أهمية مضاعفة مثل هذه الجهود، لاسيما على خلفية ما يشهده العالم من تطورات مطردة تعمل العولمة على تعاظمها، مما قد يجعل بعض فئات الشباب عرضة لتقلبات وتيارات هوياتية وفكرية دخيلة.

واستطرد قائلاً: "إن سهولة ميل أو انجراف الشباب إلى هذا التيار أو ذاك يحيل أيضًا على مرونتهم وسهولة تبنيهم للمواقف الجادة أو المقترحات الملهمة القادرة على مخاطبة ذواتهم بشكل ذكي"، لا سيما عن طريق إشراكهم في مبادرات أو برامج تناسب طموحاتهم وتلبي تطلعاتهم، سواء في شقها التعليمي أو الترفيهي أو الشخصي، علاوة على طرح بدائل رقمية مميزة ومفيدة لتحصينهم من الكم الهائل من الإنتاج الترفيهي ذي القيمة التثقيفية الضئيلة الذي يغزو مواقع التواصل الاجتماعي.

إلى ذلك، أشار المتحدث إلى أن قطاع الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي مطالب هو الآخر بمواكبة هذه الجهود التي تهدف إلى تكريس دور اللغة العربية في جميع المجالات، موضحًا أنه لا يوجد بلد استطاع أن يحقق نهضة بالاعتماد على لغة أجنبية تابعة لبلد آخر.

وقال المتحدث: "إن الإيعاز بأن اللغة العربية تواجه تحديات في مواكبة عصر العولمة أو العالم الرقمي هو قول مردود على أصحابه، على اعتبار أنه تاريخيًا ما من لغة كانت في فترة من الفترات عاجزة عن احتواء شتى أصناف المعارف والعلوم السائدة في عصرها". وشدد على أن اللغة العربية ليست هنا هي الاستثناء الذي يؤكد القاعدة، بل إنها كانت خير وسيلة لنقل وإيصال جميع العلوم التي برع فيه العرب، كالجبر والرياضيات والكيمياء، إلى جانب الأدب والفلسفة وعلوم الشريعة.

ورأى أن مكامن التحدي التي تروم النهوض باللغة العربية تبقى مناطة بالمتحدثين بها وبالإطار المؤسساتي العام الذي تضعه البلدان من أجل صياغة برامج ومبادرات تشجع على استعمال اللغة العربية في جميع الأغراض التواصلية، لا سيما على المستويات الحكومية والإعلامية والمقاولاتية.

وأضاف قائلًا: "إن اللغة العربية تتيح للناطقين إمكانيات وخيارات هائلة لصياغة الأفكار وتطويع الجمل أو تبسيطها مهما اختلفت أو تشعبت أو تخصصت موضوعاتها"، موضحًا في هذا المقام أنه دأب على استخدام الشعر الفصيح في قالب إنشادي عصري بغية تبسيط بعض المواد العلمية، كالرياضيات والعلوم، لطلاب المرحلة الابتدائية والإعدادية. وبحسبه فإن هذا النهج لقي استحسانًا وانتشارًا بين الناس في العديد من البلدان العربية، مردفًا القول: "لا أتوقع أن أحدًا سبقني في صناعة هذا المحتوى التعليمي بهذا الشكل، سواء في قطر أو المنطقة".

وأبرز أنه كلما استخدمنا اللغة العربية في التواصل والمحادثة مع الأطفال والجيل الناشئ كلما زاد اهتمامهم بهذه اللغة، مشيدًا في هذا الصدد بالعمل الذي قامت به مؤسسة قطر عندما أطلقت "سراج"، وهو مسلسل تلفزيوني ترفيهي يهدف إلى مساعدة الأطفال في تعلّم اللغة العربية بأسلوب ممتع وشائق.

وأشار المتحدث أيضًا إلى "أن مبادرةTED بالعربي أضحت جسرًا تواصليًا وازنًا ومحفزًا للشباب يعلي من لواء اللغة العربية بين مختلف البلدان الناطقة بها"، مضيفًا أنه سيكون حاضرًا في النسخة الإقليمية المقبلة لهذه المبادرة التي ستقام في المغرب، وذلك لتنشيط ورشة عمل تتناول كيفية كتابة الشعر العربي وتحبيبه إلى ناشئة هذا الأدب أينما كانوا.

والجدير بالذكر أن الفعالية الإقليمية الثالثة لمنصة TED بالعربي ستقام في مدينة ابن جرير بالمملكة المغربية في 13 أكتوبر، تحت شعار: "بالاستكشاف تقوى مساعينا"، وذلك بمشاركة كوكبة الشخصيات البارزة، وقيادات من مؤسسة قطر، إلى جانب وفود تتكون من 80 طالبًا يمثلون، بالإضافة إلى قطر، كلًا من السعودية، وعمان، والكويت، وتونس، والأردن.






Madar Al-Saa Images






مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/10 الساعة 14:21