في الاردن (يكسدرون) في الشوارع مع كلابهم
مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/09 الساعة 00:28
تابعت مؤخرا سجالا حول قتل الكلاب, وقد بثت بعض القنوات اراء متناقضة حول الأمر..
بصراحة أنا امشي في اللويبدة كثيرا، رغم أن الأرصفة محتلة هناك... إلا أنني ارتاد المطاعم والمقاهي فيها, يلفت انتباهي كثرة الناس الذين يقتنون الكلاب, واحاول أحيانا أن افهم هذه الظاهرة هل هي تصب في الرفق بالحيوان, بمعنى أن من (يكسدرون) في الشوارع مع كلابهم.. لديهم هذا الكم الهائل من الحنان والعطف على الحيوانات, أم أن القصة تقع في باب العرط والاستعراض!
أولا حركات الرفق بالحيوان هي جديدة في عالمنا العربي، بالمقابل حركات العرط والاستعراض قديمة جدا...ولو أن الذين ينفقون على كلابهم هذا الكم الهائل من الأطعمة، والأربطة باهظة الثمن..ونقش اسم الكلب على قطعة من الفضة تعلق في الصدر، وحجم العناق الذي يلقاه الكلب...لو أنهم انفقوا ما انفقوه على كلابهم، في ايواء أو تأهيل بعض الفقراء والمحتاجين..لكان الأمر أكثر نجاعة وأكثر أهمية...
المجتمع الأردني مؤخرا صار يتجه للاستعراض كثيرا، اكثر من اتجاهه للعمل الخيري وللإيثار ولمساعدة الناس، والكلاب في المجتمعات الغربية هي جزء من ثقافة الترف..من ثقافة الاستهلاك وهي جزء من ثقافة الوحدة التي يعانيها المجتمع، فالمتقاعد يلجأ لشراء كلب..والطفل الوحيد يلجأ أهله لهذا الأمر، لأن انماط الحياة لديهم غير انماط الحياة لدينا...لأنهم مجتمعات لايوجد لديها مايسمى بالعلاقة مع الجار..أو بعلاقة الأفراد مع بعضهم في الحي الواحد.
قلت أنا أراقب الظاهرة في اللويبدة بالتحديد، في الحي الهادئ الذي فجع..بانهيار بناية وسقوط ضحايا وشهداء، ومع ذلك لم يؤسس ردة فعل تقوم على الرعاية..أو على الأقل تكليف بعض المهندسين القاطنين هناك بدراسة...واقع المباني القديمة، أو انشاء جمعية لإيواء من يتعرض مسكنه لخطر الانهيار...بل استمرت المطاعم وزاد عدد الكلاب، وزاد الاستعراض...
الحكومات فيها اختلالات واضحة، ولكن الاختلالات في المجتمع تصبح خطرة، حين لا نقوم بردة فعل لحدث معين وننتظر الحكومة أن تقرر وتفعل وتنفذ...حين لا نتكاتف كمجتمع ونطلق مبادراتنا في الحفاظ على المكان، والحفاظ على انماط الحياة...وعلى تاريخ المكان.
اللويبدة كانت عنوانا لليسار، كانت عنوانا للثقافة..كانت عنوانا للنظافة أيضا، وكانت من ابرز عناوين السياسة الأردنية، كانت الضاحية التي يجتمع فيها السجان مع السجين على طاولة صغيرة ويحتسون القهوة ويتذكرون حجم سماحة الأردن..وصلابة تاريخه.
لكنها للأسف الان اصبحت، مجرد استثمارات في المقاهي والأرجيلة والشقق...مجرد استعراضات مليئة (بالعرط) لصبايا في أول العمر ينثرن كل محبتهن على خطى الكلاب، واصبحت متروسة بالترف....
احزن على حالنا كثيرا.
Abdelhadi18@yahoo.com
بصراحة أنا امشي في اللويبدة كثيرا، رغم أن الأرصفة محتلة هناك... إلا أنني ارتاد المطاعم والمقاهي فيها, يلفت انتباهي كثرة الناس الذين يقتنون الكلاب, واحاول أحيانا أن افهم هذه الظاهرة هل هي تصب في الرفق بالحيوان, بمعنى أن من (يكسدرون) في الشوارع مع كلابهم.. لديهم هذا الكم الهائل من الحنان والعطف على الحيوانات, أم أن القصة تقع في باب العرط والاستعراض!
أولا حركات الرفق بالحيوان هي جديدة في عالمنا العربي، بالمقابل حركات العرط والاستعراض قديمة جدا...ولو أن الذين ينفقون على كلابهم هذا الكم الهائل من الأطعمة، والأربطة باهظة الثمن..ونقش اسم الكلب على قطعة من الفضة تعلق في الصدر، وحجم العناق الذي يلقاه الكلب...لو أنهم انفقوا ما انفقوه على كلابهم، في ايواء أو تأهيل بعض الفقراء والمحتاجين..لكان الأمر أكثر نجاعة وأكثر أهمية...
المجتمع الأردني مؤخرا صار يتجه للاستعراض كثيرا، اكثر من اتجاهه للعمل الخيري وللإيثار ولمساعدة الناس، والكلاب في المجتمعات الغربية هي جزء من ثقافة الترف..من ثقافة الاستهلاك وهي جزء من ثقافة الوحدة التي يعانيها المجتمع، فالمتقاعد يلجأ لشراء كلب..والطفل الوحيد يلجأ أهله لهذا الأمر، لأن انماط الحياة لديهم غير انماط الحياة لدينا...لأنهم مجتمعات لايوجد لديها مايسمى بالعلاقة مع الجار..أو بعلاقة الأفراد مع بعضهم في الحي الواحد.
قلت أنا أراقب الظاهرة في اللويبدة بالتحديد، في الحي الهادئ الذي فجع..بانهيار بناية وسقوط ضحايا وشهداء، ومع ذلك لم يؤسس ردة فعل تقوم على الرعاية..أو على الأقل تكليف بعض المهندسين القاطنين هناك بدراسة...واقع المباني القديمة، أو انشاء جمعية لإيواء من يتعرض مسكنه لخطر الانهيار...بل استمرت المطاعم وزاد عدد الكلاب، وزاد الاستعراض...
الحكومات فيها اختلالات واضحة، ولكن الاختلالات في المجتمع تصبح خطرة، حين لا نقوم بردة فعل لحدث معين وننتظر الحكومة أن تقرر وتفعل وتنفذ...حين لا نتكاتف كمجتمع ونطلق مبادراتنا في الحفاظ على المكان، والحفاظ على انماط الحياة...وعلى تاريخ المكان.
اللويبدة كانت عنوانا لليسار، كانت عنوانا للثقافة..كانت عنوانا للنظافة أيضا، وكانت من ابرز عناوين السياسة الأردنية، كانت الضاحية التي يجتمع فيها السجان مع السجين على طاولة صغيرة ويحتسون القهوة ويتذكرون حجم سماحة الأردن..وصلابة تاريخه.
لكنها للأسف الان اصبحت، مجرد استثمارات في المقاهي والأرجيلة والشقق...مجرد استعراضات مليئة (بالعرط) لصبايا في أول العمر ينثرن كل محبتهن على خطى الكلاب، واصبحت متروسة بالترف....
احزن على حالنا كثيرا.
Abdelhadi18@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/09 الساعة 00:28