أوكرانيا تتقدم في خيرسون وروسيا في دونيتسك
مدار الساعة -تتمسك أوكرانيا بخيار المقاومة من أجل استعادة أراضيها الواقعة ضمن السيطرة الروسية، خاصة بعد ضم 4 مناطق، في استفتاء أجرته موسكو مؤخراً، وأثار تنديدات دولية واسعة، وأمس الخميس، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعادة 500 كيلو متر مربع في أسبوعين، في حين أكدت روسيا، أن قواتها تحقق تقدماً واسعاً في باخموت. كما تتصاعد الحرب الإعلامية بين البلدين المتصارعين وسط تمسك من روسيا بخيار الردع النووي ومطالبة أوكرانيا للناتو بشن ضربات وقائية على روسيا.
تقدم أوكراني
أحصت أوكرانيا للمرة الأولى الخميس مكاسبها في الجنوب، كاشفة أنها استعادت 500 كيلومتر مربع في أسبوعين، في وقت أكدت القوات الروسية أنها تُحافظ على صمود خطها الدفاعي.
ويشن الجيش الأوكراني هجوماً على جميع الجبهات منذ بداية سبتمبر (أيلول)، وقد استعاد بالفعل القسم الأكبر من منطقة خاركيف في الشمال الشرقي، ومناطق لوجستية مهمة مثل إيزيوم وكوبيانسك وليمان. وفي المنطقة الأخيرة الواقعة في الشرق، وصل الجيش الروسي الذي كان شبه محاصر، إلى شفير كارثة.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الخميس، إنه منذ الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، وفي منطقة خيرسون وحدها، تم تحرير أكثر من 500 كيلومتر مربع من الأراضي وعشرات القرى
رد روسي
وعقب تلك التصريحات، أعلنت القوات الانفصالية الموالية لروسيا في شرق أوكرانيا الجمعة، السيطرة على أراض قرب مدينة بخموت في منطقة دونيتسك، في وقت تشن القوات الأوكرانية هجوماً في الشرق.
وقالت سرية منطقة دونيتسك العسكرية في بيان على تلغرام، "على أراضي جمهورية دونيتسك الشعبية، حررت مجموعة من القوات من جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك وبدعم من القوات الروسية، كلاً من أوترادوفكا وفيسيلايا دولينا وزايتسيفو".
اتهامات
واليوم الجمعة، اتهمت روسيا الجيش الأوكراني بشن هجوم صاروخي على خيرسون، أصاب حافلة مدنية مما أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة آخرين، وفقاً لما ذكره موقع "روسيا اليوم".
وقالت وزارة الصحة الروسية في بيان عبر "تلغرام": "في الساعة السابعة صباحاً، شن القوميون الأوكرانيون هجوماً صاروخياً على حافلة تمر عبر جسر داريفسكي وعلى متنها مدنيون يتوجهون إلى أماكن عملهم".
وفي ظل الاتهامات المتبادلة، أعلنت أوكرانيا أن روسيا هاجمت مدينة زابوريجيا باستخدام طائرات مسيرة انتحارية إيرانية، للمرة الأولى.
وتم استخدام مسيرات طراز "كاميكازي" في الهجوم.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية لزابوريجيا اولكساندر ستاروخ، عبر تطبيق تليغرام، بحسب ما أوردته اليوم الجمعة وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية (يوكرينفورم).
من جهته، قال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الدولية رافاييل غروسي أمس الخميس، إنه لم يتم بعد تفادي خطر وقوع حادث كارثي في محطة زابوريجيا الأوكرانية للطاقة النووية التي تحتلها روسيا.
وقال غروسي خلال زيارة إلى كييف الخميس: "نحن نستمر في القول ما يجب فعله وهو بشكل أساسي: تجنب وقوع حادث نووي بالمحطة، إذ لا يزال ممكناً بشكل واضح للغاية".
وتتبادل روسيا وأوكرانيا الاتهامات بقصف محطة زابوريجيا، مما أثار مخاوف من تعرض المحطة لأضرار قد تهدد بحدوث كارثة نووية على غرار تلك التي حدثت في انفجار مفاعل تشيرنوبل.
ووسط الاشتباكات الدائرة في أوكرانيا، دعا وزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف الجنود الروس إلى إلقاء سلاحهم، متعهّداً ضمان "حياتهم وسلامتهم".
وقال في تسجيل مصور توجه فيه إلى الجنود الروس، "ما زال بإمكانكم إنقاذ روسيا من مأساة والجيش الروسي من الإذلال"، مضيفاً "نضمن الحياة والسلامة والعدالة لكل أولئك الذين يرفضون القتال فوراً. وسنضمن محاكمة جميع أولئك الذين أعطوا أوامر إجرامية".
وفي رد على مطالبات زيلينسيك للناتو بشن ضربة وقائية على روسيا، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الجمعة، إن تصريحات الرئيس الأوكراني "التي اقترح فيها على حلف شمال الأطلسي شن ضربات وقائية ضد روسيا تؤكد الحاجة لعملية خاصة في أوكرانيا".
وفي نقاش مع معهد لوي، وهو مركز أبحاث أسترالي، قال زيلينسكي، إنه يعتقد أن الضربات ضرورية لمنع أي استخدام للأسلحة النووية. ولم يخض في التفاصيل حول نوع الضربات التي يقصدها، ولم يشر إلى أي حاجة لشن ضربات نووية
دعم فرنسي
وعلى صعيد آخر، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الخميس، أن باريس تدرس إرسال مدافع قيصر إضافية إلى أوكرانيا التي تحاول منذ أكثر من 7 أشهر دحر الجيش الروسي عن أراضيها.
وقال خلال مؤتمر صحافي عقب الاجتماع الأول للمجموعة السياسية الأوروبية في براغ، "نعمل على عدة طلبات مع العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ولا سيما بشأن (مدافع) قيصر إضافية".
وخلال زيارة إلى أوكرانيا، جددت رئيسة لجنة شؤون الدفاع في البرلمان الألماني، ماري-أجنيس شتراك-تسيمرمان، مطلبها بتوريد دبابات قتالية وناقلات جند مدرعة إلى هناك.
وقالت شتراك-تسيمرمان، إن "إرادة الدفاع في أوكرانيا لم تنقطع... لكن أوكرانيا لا تزال بحاجة إلى دعم منا لتجاوز الشتاء. وهذا ينطبق قبل كل شيء على الذخيرة، وكذلك أيضاً على توريد ناقلات جند مدرعة أو دبابات قتالية من أجل التغلب على ارتكازات روسية".