عبدالهادي راجي يكشف: كتبتُ هتافات لجمهور الفيصلي وبعضها (غير مؤدبة بالمطلق)
حسناً على ذكر المؤثرين, أنا أيضا (مؤثر).. لقد كتبت هتافات لجمهور الفيصلي كثيرة, اسألوا خالد الزرقاوي كيف كنت (ادس) له الورقة من خلف سور الدرجة الثانية, وللعلم بعض هذه الهتافات كانت (غير مؤدبة بالمطلق)... وخصوصا فيما يتعلق منها بالحكم.
قلت أنا مؤثر, وذات يوم دخلت على الدكتور منذر حوارات في مكتبه, حين احضرت أمي لمركز الحسين للسرطان, وطلبت منه أن اجرب جرعة من الكيماوي قبل أن يقوموا بحقن أمي به, لكنه رفض... وللأسف لم يكن خائفا على صحتي, ولكنه أخبرني: أن الجرعة الواحدة مكلفة جدا ولا يجوز استعمالها للتجريب وشرح لي عملية تحضيرها.. كان لديه في المكتب سيدة تتلقى علاجا للكيماوي وحين شاهدتني أتوسل إليه, حزنت علي... تأثرت إلى الحد الذي جعلها تبكي وللأسف لم تكن تبكي من علتها, بل بكت على وجعي.
أنا مؤثر جدا جدا.. اسألوا ليلى؟ لقد وقفت على باب كليتها في آب, حين كانت الشمس قادرة على سلق بيضة من دون ماء, وقفت ساعات أرقب طلتها... كنت اعشقها حد الجنون, ولكني نسيت الحر ونسيت الظل... فأصبت بضربة شمس تم نقلي على أثرها إلى مستشفى الجامعة الأردنية.. الطبيب للأسف لم يشخصني كما يجب, وكنت أحاول أن أخبره بأنها ضربة حب وليست ضربة شمس.. وليلى (أم الفستان الأحمر).. زارتني ويومها شفيت, عيون النساء في بلادنا حين تكون حنونة على الرجال صدقوني أنها هي البلسم والشفاء.. ورشفة زمزم التي التي تحيي العروق.
أنا مؤثر جدا.. وقد علمت جيلا من الفتية معنى (القايش) وأسست حزبا للقايش على الورق, علمتهم معنى (الكونتنتال)... وأسست أيضا حركة سرية اسمها حركة (الحز) لا ينتسب لها إلا من خدموا مطولاً في الجيش.. وحين أحيلوا للتقاعد ظل في الرأس أثر ا(لبوريه), والذي صنع لهم (الحز)... أصلا اكتشافي (للحز) لا يقل أهمية عن اكتشاف نيوتن للجاذبية..
أنا مؤثر جداً, لدرجة أني في طفولتي–وكان هذا من مظاهر العبقرية المبكرة–علمت جميع مرتبات الصف الثاني الإعدادي التدخين, تأثروا بي كثيرا.. علمت أيضا جيلا آخر عملية الفرار المنظم من المدرسة, حتى أني ساهمت ذات يوم بعملية فرار جماعي... شارك بها ما لا يقل عن (100) طالب, لكن الغريب في العملية أن استاذ الجغرافيا هرب معنا هو الآخر, المسكين كان يظن أن حريقا اندلع في المدرسة.
أنا مؤثر... وإذا أردتم أن تتأكدوا, اسألوا عني (زواريب أبو نصير)... يا ما رسمت على حيطانها قلوب حب وسهام هوى.. ياما حفرت اسمي على الجدران كنت القب نفسي (ذيب الكرك)... وهذا لا يعني أني لم أضبط, فقد تقدم أحدهم بشكوى للمخفر.. ويومها تحولت لقط, كانت الشرطة قاسية في ذاك الزمن.. ومن ضمن العقوبات التي تفرضها علينا (شطف المخفر)... وأنا للأسف كانوا يضاعفون العقوبة, ويجبرونني على تنظيف الشبابيك أيضاً.
أنا مؤثر.. مؤثر جداً.. والتأثير يرتبط بالحياة.. فقط بالحياة, ونحن حياتنا موزعة بين وطن وحرف.. وكحل وجديلة.
يا ترى هل تفهم الهيئة هذا الكلام؟ لا أظن.
Abdelhadi18@yahoo.com