مونديال 1954.. نسخة الأرقام القياسية

مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/05 الساعة 17:19
مدار الساعة -بعد المشاكل والانسحابات والغيابات التي خيمت على أجواء النسخ الـ4 الأولى من بطولات كأس العالم لكرة القدم، جاءت النسخة الخامسة عام 1954 في سويسرا لتكون بمثابة ضربة بداية جديدة للبطولة العالمية، حيث استقرت من خلالها أجواء البطولة بشكل كبير.
أقيمت هذه النسخة وسط أجواء من الاستقرار لم تشهدها النسخ الأولى فلم تشهد أي انسحاب أو استبعاد لأي فريق، بل وبدأت البطولة في اتخاذ شكل أكثر استقراراً وواقعية في المنافسة بتطبيق نظام المجموعات في الدور الأول ثم نظام المواجهات الإقصائية في الأدوار التالية.
وساهمت تلك التعديلات، أيضاً مع الاستقرار النسبي الذي شهدته أوروبا بعد سنوات من انتهاء الحرب العالمية الثانية، في أن تقدم هذه النسخة العديد من العروض المميزة والأرقام القياسية، التي لا تزال صامدة حتى الآن، فيما ظلت المفاجآت حاضرة بقوة وكانت أبرزها في المباراة النهائية للبطولة، والتي وصفت بأنها "معجزة برن".
وهذه البطولة هي أول نسخة من بطولات كأس العالم يتم بثها تلفزيونياً كما صدرت بعض العملات المعدنية الخاصة بها.
وكانت سويسرا حصلت على حق استضافة هذه النسخة في 1946 بالتزامن مع فوز البرازيل بحق استضافة نسخة 1950.
وشارك في هذه النسخة 16 منتخباً من بينها المنتخب السويسري صاحب الأرض ومنتخب أوروغواي حامل اللقب.
وإضافة لهذين الفريقين، تأهل للبطولة 11 منتخباً من أوروبا والمنتخبان البرازيلي من أمريكا الجنوبية والمكسيكي من أمريكا الشمالية إضافة لمنتخب كوريا الجنوبية من القارة الآسيوية.
ووزعت هذه المنتخبات على 4 مجموعات بواقع 4 منتخبات في كل مجموعة، ونص نظام البطولة على تأهل المنتخبين صاحبي المركزين الأول والثاني من كل مجموعة إلى الدور الثاني (دور الثمانية)؛ بداية الأدوار الإقصائية.
وبرغم هذا، تضمن نظام دور المجموعات جزئية غريبة حيث ضمت كل مجموعة فريقين مصنفين وآخرين غير مصنفين.
وبدلاً من إقامة فعاليات المجموعة بنظام دوري من دور واحد كما هو مطبق حالياً في كل البطولات التي تعتمد على نظام المجموعات، والذي يعني إقامة 6 مباريات في كل مجموعة، نص نظام البطولة على أن يلتقي كل فريق مصنف مع الفريقين غير المصنفين بالمجموعة ما يعني عدم وجود مواجهة بين الفريقين المصنفين أو مواجهة بين الفريقين غير المصنفين، ليقتصر عدد المباريات بالمجموعة على 4 مباريات.
وإلى جانب هذا، تضمن نظام البطولة اللجوء للوقت الإضافي حال انتهاء الوقت الأصلي للمباريات بالتعادل، مع احتساب نقطة التعادل لكل فريق حال انتهى الوقت الإضافي أيضاً بالتعادل.
وبالفعل، امتدت مباراتان في الدور الأول للوقت الإضافي بعد انتهاء الوقت الأصلي لكليهما بالتعادل وظل التعادل قائماً في الوقت الإضافي أيضاً.
وفي حال تساوي فريقين في رصيد النقاط مع ختام فعاليات الدور الأول، كان اللجوء مباشرة إلى إقامة مباراة فاصلة بينهما، وحدث هذا بالفعل حيث تأهل منتخب ألمانيا الغربية إلى دور الثمانية بعد الفوز على تركيا 7-2 في مباراة فاصلة بالمجموعة الثانية.
كما تأهل المنتخب السويسري لدور الثمانية بعد الفوز 4-1 على نظيره الإيطالي في مباراة فاصلة بالمجموعة الرابعة.
وكان المنتخب المجري المرشح الأقوى للفوز باللقب حيث كان مصدر القلق لجميع منتخبات العالم، لاسيما وأنه وصل إلى سويسرا بعد فترة تألق حافظ خلالها على سجله خالياً من الهزائم في 27 مباراة (23 انتصاراً و4 تعادلات)، وكان من هذه المباريات انتصارات مدوية مثل الفوز ودياً على نظيره الإنجليزي 6-3 في إستاد "ويمبلي" العريق خلال نوفمبر 1953.
كما أحرز المنتخب المجري الميدالية الذهبية بجدارة في دورة الألعاب الأولمبية 1952.
وعزز المنتخب المجري بقيادة نجمه الشهير فيرنك بوشكاش وزميله ساندور كوتشيتش من الترشيحات المرافقة لهما في مونديال 1954 بالانتصارات الكبيرة في بداية البطولة، حيث فاز على كوريا الجنوبية 9-0 وعلى ألمانيا الغربية 8-3 ثم في دور الثمانية على البرازيل 4-2، وفي نصف النهائي على أوروجواي حاملة اللقب 4-2 بعد التمديد لوقت إضافي.
وفي النهائي، كان الفريق على موعد مع اختبار جديد أمام منتخب ألمانيا الغربية بعد أسبوعين فقط من المواجهة بينهما في الدور الأول، ما صب معظم الترشيحات لصالح المنتخب المجري.
ولكن المباراة النهائية كانت تتويجاً حقيقياً ومثيراً لبطولة مميزة، حيث تقدم المنتخب المجري بهدفين بعد 8 دقائق فقط من بداية المباراة، ولكن المنتخب الألماني رد بقوة من خلال هدفين في الدقيقتين 10 و18 ثم هدف الفوز في الدقيقة 84 ليطلق على هذه المباراة لقب "معجزة برن" نسبة إلى إقامتها بالعاصمة السويسرية برن.
ونال المنتخب الألماني في بلاده لقب "أبطال برن" بعد الفوز الثمين الذي يعتبر من أبرز المفاجآت في تاريخ اللعبة؛ حيث أدى إلى عدم استبعاد المنتخب الألماني على الاطلاق من الترشيحات القوية في أي بطولة كبيرة لاحقة.
وشهدت هذه النسخة العديد من الأرقام القياسية التي لا يزال بعضها صامداً حتى الآن، ومنها أنها سجلت أعلى متوسط تهديف في نسخة واحدة بكأس العالم وبلغ 5.38 هدف للمباراة الواحدة.
كما شهدت أكبر فارق أهداف يحققه أي فريق في نسخة واحدة، وكان للمنتخب المجري (17 هدفاً)، وحظي نفس الفريق بأكثر من رقم قياسي آخر في هذه النسخة مثل أكبر عدد من الأهداف يسجله أي فريق في نسخة واحدة (27 هدفا) وأكبر متوسط أهداف لأي فريق في نسخة واحدة (5.4 هدف للمباراة الواحدة).
كما نال منتخب ألمانيا الغربية نصيبه من الأرقام القياسية في هذه البطولة مثل أكبر عدد أهداف يسجله الفريق الفائز باللقب (25 هدفاً) وأكبر عدد أهداف تستقبله شباك فريق يتوج باللقب (14 هدفاً) وأكبر متوسط تهديف لفريق بطل في نسخة واحدة (4.17 هدف للمباراة الواحدة).
كما حقق منتخب كوريا الجنوبية أكثر من رقم قياسي سلبي خلال هذه النسخة حيث أصبح أكثر فريق في تاريخ البطولة تهتز شباكه بالأهداف في نسخة واحدة (16 هدفاً) وصاحب أكبر فارق أهداف سلبي في نسخة واحدة (16 هدفاً).
وشهدت البطولة 11 هدفاً للمهاجم المجري ساندور كوتشيتش ليصبح اللاعب الأكثر تهديفاً بنسخة واحدة في تاريخ البطولة وقتها، لكنه خسر هذا الرقم القياسي لصالح الفرنسي جوست فونتين في النسخة التالية عام 1958 بعدما سجل فونتين 13 هدفاً.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/05 الساعة 17:19