سياحة المناطيد في مصر.. مغامرات في السماء تمزج بين المتعة والرعب

مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/05 الساعة 17:16

مدار الساعة -قبل 9 سنوات، تحديداً يوم 26 فبراير/شباط من عام 2013 استقل 21 سائحاً من جنسيات مختلفة منطاداً للقيام بجولة سياحية فوق المناطق الأثرية بمدينة الأقصر الواقعة جنوبي مصر، والتي يوجد بها أكبر عدد من الآثار في العالم.

ومن بين عشرات المناطيد التي كانت تحلق بسلام في سماء الأقصر، للاستمتاع برؤية منظر شروق الشمس فوق الآثار المصرية ومعبد حتشبسوت، تعرض أحد المناطيد للاحتراق خلال رحلة الهبوط، رغم محاولات القائد الهبوط بأمان، ونتج عن هذا الحادث وفاة 19 سائحاً.

ووفقاً لروايات شهود العيان للإعلام المحلي في ذلك الوقت، فإن البالون بعد أن أنهى تحليقه وأثناء هبوطه فوق زراعات القصب المجاورة للقرية، وقبل نزوله على الأرض ومحاولة العمال التابعين للشركة إمساكه، انفجر البالون نتيجة لتسرب غاز الهليوم واشتعل البالون، وتناثرت الجثث على مسافة 500 متر بين الترع والزراعات.

وإثر هذا الحادث أوقفت السلطات المصرية رحلات المناطيد فوق مدينة الأقصر لشهور طويلة، لمراجعة قواعد السلامة، وعاد بعدها هذا النشاط الذي يعشقه السياح للعمل مرة أخرى.

وقبل 10 أيام سقط منطاد جديد في الأقصر وكان يقل 30 سائحاً، ولم يسفر الحادث عن وقوع ضحايا، وأصيبت سائحة إصابات طفيفة، وقامت السلطات المصرية بتعليق نشاط المناطيد لفترة وجيزة، وبعدها عاد النشاط مرة أخرى.

ورغم تعدد حوادث المناطيد في الأقصر، وهي المدينة السياحية الوحيدة التي تعرف هذا النوع من السياحة، إلا أنه سرعان ما يعود مرة أخرى بسبب شغف السائحين الأجانب بهذا النوع من الأنشطة السياحية.

بداية المغامرة

وفقا للمرشد السياحي عماد حمدي الذي يعمل مرشداً سياحياً حراً؛ فإن المئات من السائحين الأجانب يحرصون بشكل كبير للغاية على القيام بمغامرة ركوب البالون الطائر في الأقصر.

وأضاف حمدي في حديثه مع "عربي بوست" أن رحلة البالون الطائر، والذي يسميه البعض المنطاد، تنطلق في الأقصر من البر الغربي، وتنظمها عدد من شركات السياحة، ويجتمع الراغبون في القيام بهذه الرحلة في مكان واحد في البر الغربي.

وحسب المتحدث تنطلق الرحلة قبل شروق الشمس، وذلك لتحقيق هدفين، الأول هو الاستمتاع برؤية الشروق من السماء، والهدف الثاني تجنب تأثير أشعة الشمس على البالون؛ حيث يمكن أن تؤدي الحرارة المرتفعة إلى انفجار البالون أو المنطاد.

وأشار المتحدث إلى أن سعر رحلة البالون الطائر في الأقصر تتراوح ما بين 100 الى 150 دولاراً، وتستمر لمدة ساعة في الهواء.

ويطير في سماء الأقصر يومياً من 30 إلى 35 منطاداً طائراً، يقل كل واحد منها من 20 إلى 25 سائحاً، ويعتمد البالون الطائر على تسخين الهواء؛ حيث توجد ماكينة لتسخين الهواء تمكّن المنطاد من التحليق في السماء؛ إذ يرتفع لمسافات كبيرة عن الأرض تتراوح ما بين 1500 إلى 4 آلاف قدم فوق سطح الأرض.

وتابع المرشد السياحي في حديثه مع عربي بوست: "لا توجد أماكن للجلوس داخل البالون الطائر، الجميع يظل واقفاً من أجل الاستمتاع بالمناظر الخلابة، خاصة النيل والكرنك وطريق الكباش وباقي الآثار المصرية في الأقصر".

لحظات الخطر وقواعد التصوير

وفقاً لعماد حمدي تتمثل لحظات الخطر الحقيقة لرحلة البالون الطائر في الأقصر حينما تهب الرياح، ففي هذه اللحظة قد يتعرض المنطاد لخطر حقيقي أثناء الهبوط، فقد يهبط في منطقة جبلية أو في النيل في حال وجود رياح قوية تضعف درجة تحكم قائد البالون في دفة الاتجاهات، وهي أشبه بدفة السفينة.

وأشار حمدي إلى أنه قام بهذه الرحلة 4 مرات مع شركات سياحة مختلفة، مؤكداً أن سلطات الطيران المدني تمنع التصوير بكاميرات فوتوغرافيا في رحلات المناطيد، ولكنها تسمح بالتصوير بالموبايل، ولفت إلى أنه سبق أن هبطت رحلة من الرحلات التي قام بها في فناء مدرسة بسبب قوة الرياح، ولكن لم تحدث إصابات.

أول رحلة منطاد في تاريخ مصر

وفقاً لتقرير نشرته بوابة صحيفة الأهرام، وهي أكبر مؤسسة صحفية في مصر؛ فإن أول رحلة منطاد شهدتها مصر كانت عام 1931، وكانت الرحلة في القاهرة وليست في الأقصر.

وبدأت رحلة الإقلاع من قاعدة مطار ألماظة الجوي، وكان ثمن التذكرة حينها 27 جنيها إسترلينياً، وبلغ عدد ركابه نحو 300 راكب من المصريين، والأجانب حضروا خصيصاً لأخذ جولة بالمنطاد فوق أشهر المناطق الأثرية فى مصر.

يؤكد عماد حمدي أنه وحتى تسعينيات القرن الماضي كانت توجد رحلات للمناطيد في القاهرة للطيران فوق النيل والأهرامات، وكانت تقوم بهذا النشاط شركة كيميدار للسياحة، وفي عهد الرئيس الراحل حسني مبارك صدر قرار بمنع هذا النوع من الرحلات لأسباب أمنية.

ولفت حمدي إلى وجود رحلات أخرى للتحليق فوق الأهرامات عن طريق طائرات هليكوبتر بالتنسيق مع القوات المسلحة، ويتراوح سعر الرحلة من 2800 إلى 3 آلاف دولار.

حوادث المناطيد الشهيرة في الأقصر

بالإضافة إلى حادث الأسبوع الماضي شهدت الأقصر مجموعة من حوادث المناطيد، ومنها حادث في 2007 نتج عنه إصابة 8 أشخاص وفي 2008 أصيب 27 شخصاً في حوادث متفرقة للمناطيد في الأقصر.

وكان الحادث الأبرز والأخطر في 2013 حينما قتل 19 سائحاً بعد انفجار البالون، وفي 2016 أصيب 22 سائحاً في حادث سقوط منطاد.

هناك نوع آخر من الرحلات السياحية الذي تختلط فيه المتعة مع الرعب، وهي رحلات الباراشوتات، وهي غير موجودة سوى في المدن الساحلية، حيث يتم ربط الباراشوت بحبل طويل مع المركب أو اللانش، ويسير المركب في اتجاه عكس الريح، فيمتلئ الباراشوت بالهواء، ويطير على ارتفاع منخفض لا يزيد عن 100 متر.

وحينما يتوقف القارب ينزل الباراشوت تدريجياً على الأرض أو في البحر، وهذا النوع من الرحلات موجود في جنوب سيناء "شرم الشيخ ودهب وطابا"، ويوجد أيضاً في الغردقة والعين السخنة والساحل الشمالي، وغيرها من الأماكن الساحلية.

مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/05 الساعة 17:16