في عيد المعلم
مؤسف أن نشاهد استعدادات للاحتفال بعيد المعلم العربي في الخامس من أكتوبر في مختلف الدول العربية ولا نسمع عن أي حركة في مختلف المؤسسات الأردنية: من جامعات ومجالس تربية أو تعليم عالِ أو حتى مؤسسة تدريب المعلمين،باستثناء بيان من الجامعة الأردنية. كنا نتوقع احتفالاتٍ تعيد للمعلم بعض الثقة، أو تساعده على تحمل ظروف العمل، لكن المجتمع الأردني بمؤسساته الرسمية والإعلامية وغيرها لم يفعل ذلك!
قد تصدر وزارة التربية بيانًا شكليًا-لست أدري إن فعلت لكن المطلوب أن تخطط وزارة التربية لاحتفال وطني مركزي كبير واحتفالات على مستوى المحافظات إحساسًا من الدولة بالتعويض عما فعلته بالمعلمين ونقابتهم وقادتها، لكن ذلك لم يحصل. ربما ستحتفل بعض المدارس بمبادرات فردية لكن تكريم المعلمين وتحفيزهم بأوسمة هو ما يجعل المعلمين
يشعرون بدعم المجتمع. يتوقع المعلمون في عيدهم تحقيق بعض مطالبهم في توفير بيئة تدريس سليمة، أو توفير بعض أدوات تعينهم على تحسين أدائهم، ولكن ذلك لم يحصل!
وعلى ضوء ذلك من يستطيع التحدث مع المعلمين بالأسلوب
الإنشائي المعروف مثل، أنتم تمارسون عمل الأنبياء! أنتم أصحاب رسالة حتى أن عيدكم تزامن مع عيد المولد النبوي! أو أن يقول لهم: أنتم من علمتم الأطباء والمهندسين وقادة الوطن! هذا كلام لم يعد مثيرًا للمعلمين ولا لغيرهم!
إن عيد المعلم فرصة لعقد مصالحة بين الدولة والمعلمين
ولكن لم يفكر أحدٌ بذلك!! لا أتهم أحدًا بالتقصير فمعظم قياداتنا التربوية ربما لم تسمع بعيد المعلم وإذا سمعت ولم تحتفل فهذا قصور! وإن لم تسمع فالقصور أعظم! مجلس التربية العتيد مسؤول عن وضع السياسات التربوية ولكنه لم يقدم على الأقل سياسة تربوية واحدة: لا فيما يتعلق بالمعلمين
ولا بغيرهم!
باللة دلوني من سيطور التعليم إذا مرّ عيد المعلم دون علمنا!
قد يقول أحد: هل الاحتفال بعيد المعلم سيطور التعليم؟ الجواب لا. لكن إذا لم نمارس عملًا بسيطًا
مثل الاحتفال ومصالحة المعلمين ، فكيف نتصدى لإقناع المعلمين بتغيير أهدافهم وأساليبهم؟ كيف نقول للمعلم
أنت لا تعد طلابك للامتحان بل للحياة ومهاراتها؟