الملقي.. أضاء الشعلة وانطفأ سراجه

مدار الساعة – كتب: محرر الشؤون المحلية - على طريقة الزحف وراء الأضواء، يتزاحمون في الأفراح ويغيبون في أوقات الشدة. رئيس الوزراء هاني الملقي صاحب الولاية كما تظلمه تقاليد الدولة بهذه التسمية، كان يمشي كالطاووس وهو يقبل على إضاءة شعلة مهرجان جرش، لأن الأضواء الاعلامية والجمهور الذي تناثر على المدرجات وروائح المطربين والمطربات كانت تغمر المكان ومن الضروري ان تنقل هذه الصور للملقي عبر الصحف والفضائيات والى آذان الناس. مثل هكذا اجواء يطرب لها المسؤولون، فكيف الحال عندما يكون رئيس الوزراء ؟ ولكن الملقي المنتشي بنشوة المناسبة ما لبث ان انطفأ سراجه ليغيب عن المشهد الذي استنفر الاردنيين في حادثة السفارة الاسرائيلية في عمان وذهب ضحيتها مواطنان اردنيان الأول شاب في السابعة عشر ربيعاً والثاني طبيب على يد اسرائيلي يعمل حارس امن السفارة. في مثل هذه الظروف الحرجة فإن أكبر مسؤول حكومي يتطلب منه ان يكون على رأس الحضور في مكان الحادث والمصرّح والمعلّق حتى لو كلفه ذلك حياته، لا ان يترك للأجهزة على اختلافها والاجهزة الاعلامية والمجتمع الاردني في "حيص بيص" كما نعرف في هذه المقولة. منذ ان تناقلت وسائل الإعلام حادث السفارة كان الاسرائيليون مشغولين بما حدث، فنقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية الحدث لتطمئن شعب اسرائيل وربما من يحالف هذا الكيان المتمرد والمتعجرف على العالم باسره، وأخذت ماكنة المسؤولين وعلى رأسها رئيس الحكومة نتنياهو تهدد وتصعد بالأمور وتصدر البيانات وبلغة التحدي وكأن اسرائيل هي المعتدى عليها.