مسؤولية الأردن تجاه القدس

مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/24 الساعة 14:28

 

كتب .. خلود خطاطبة

الجهود الملكية في الدفاع عن القدس واضحة وجلية للعيان، منطلقة من ارث ووصاية هاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقد شكلت هذه الجهود ضغطا واضحا على دولة الاحتلال الاسرائيلي للتراجع أكثر من مرة عن خطواتها الاستفزازية تجاه الأمتين العربية والاسلامية.

لكن للأسف، فان الجهود الحكومية في هذا الصدد لم ترق الى مستوى المطلوب والتحرك بذات الزخم الذي تقوم به القيادة، فالأصل أن تعزز الحكومة هذه الجهود عربيا ودوليا، وتوظف جهود وزرائها ومسؤوليها في فضح ممارسات الاحتلال في المنابر الدولية على وجه الخصوص، والايعاز للسفراء في الدول الكبرى للتحرك في هذا الملف لدى مراكز صنع القرار.

وعلى الرغم من الجهود التي يبذلها وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، من خلال لقائه واتصالاته مع مسؤولين عربا واجانب، وتأكيداته على الموقف الأردني من ممارسات الاحتلال، الا أن القضية تحتاج الى زخم أكبر تمارسه الحكومة عبر رئيس الوزراء ووزير الدولة لشؤون الاعلام ووزير الأوقاف لتبيان خطورة الاجراءات الاسرائيلية في نسف عملية السلام برمتها في المنطقة.

يجب على المجتمع الدولي الادراك بان الظلم لن يوجد الاستقرار في المنطقة طالما استمرت دولة الاحتلال الاسرائيلي باجراءاتها الاستفزازية بحق الشعب الفلسطيني والاسلامي والعربي، وعليه أن يدرك ايضا مسؤولية اسرائيل عن العبث في أمن المنطقة وعدم جديتها بالتوصل الى اتفاق سلام، وأن الحكومات المتشددة في اسرائيل هي المسؤول الأول عن عدم الاستقرار الاقليمي الذي يمثل حل الصراع العربي الاسرائيلي أداته الرئيسة.

حتى وان عمدت دولة الاحتلال الاسرائيلي الى تهدئة الامور، فان ذلك يجب أن لا يثني السياسة العربية عموما والأردنية خصوصا عن الاستمرار في فضح الممارسات الاسرائيلية بحق شعب أعزل، والتأكيد على أن الاحتلال الاسرائيلي يجب أن ينتهي كونه الاحتلال الوحيد الباقي في القرن الواحد والعشرين.

يجب أن لا تهدأ التحركات الاردنية بمجرد عودة اسرائيل عن استفزازها الأخير للمصلين وسكان القدس والاراضي المحتلة، فكيان مثل هذا قام على الاحتلال لا يمكن أن يدرك مفهوم السلام رغم ضغوطات المجتمع الدولي، وهو بحاجة الى حشد الجهود الدولية لثنيه عن مخططاته التوسعية في الأراضي الفلسطينية بل أطماعه في العالم العربي أجمع.

دوما ما تكون القدس، موحدة للمشاعر الشعبية والرسمية في العالم العربي، لكن في الأردن على وجه الخصوص فان القدس والمقدسات رابضة في الضمير والوجدان، ومتعلقة في كل فرد على هذه الارض التي كانت دوما الداعم للشعب الفلسطيني الشقيق، وما التحركات في الشارع لرفض ممارسات الاحتلال الا تأكيد على مكانة القدس في النفوس، وتأكيد أيضا على أن الاردن يتألم عند سقوط أي شهيد على الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولا يقبل أي اعتداء على مشاعر المسلمين والعرب.

من منطلق أهمية القدس والمقدسات عند التوأم الاردني، فأنه اعتاد على الجهود المميزة لقيادته وحكومته في مثل هذه الملفات تحديدا، وبالتالي فانه ينظر دوما الى جهود داعمة من مختلف الجهات سواء من قبل أعضاء الحكومة ككل أو مجلس النواب، بالتوازي مع منظمات المجتمع المدني، بهدف صياغة صوت واحد يفضح ممارسات دولة الاحتلال الاسرائيلي أمام دول العالم كافة. 

 

مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/24 الساعة 14:28