كذبة كبيرة
مدار الساعة ـ نشر في 2022/09/27 الساعة 07:25
عندما تبُنى دولة بالدفع الدولي لتجمع أكبر عدد من رعاياها المشتتين في أصقاع أوروبا وأميركا دون أي رابط بينهم سوى أنهم يهود، وتسطو على أرض ليست لهم في أي حقبة من تاريخ العالم الأزلي، فتلك دولة تكذب، وهي لا تتورع عن نسج قصص أشبه بقصة ليلى والذئب، ولو أنها قامت بناءً على تسلل استعماري مثل الدول الاستعمارية الغربية لكانت الحقيقة أقرب من الخيال الميتافيزقي الذي يعطي للبشاعة حقيقة مقُنعة، واليوم بعد ثمان وسبعين عاما من الجرائم التي بدأت ضد الإنجليز الذين منحوهم الوعد بوطن قومي لليهود حتى اليوم الذي يُقتل الأطفال الفلسطينيين بالبنادق العسكرية كالعصافير، لا تزال الكذبة هي شعار دولة الاحتلال.
في خطابه على منصة الأمم المتحدة، لم يدخر رئيس السلطة الفلسطينية أي جهد ليكشف للعالم الذي يعرف ما تفعله إسرائيل وتصمت عن جرائمها ضد الأطفال والنساء والشباب، أخذ محمود عباس يطلق النار على كل أركان الدولة في تل أبيب، واستعرض بالصور جرائم النظام الدكتاتوري الصهيوني ضد الأطفال والمعتقلين دون محاكمات وسلسلة من الآهات التي أطلقها عباس، مناشدا المجتمع الدولي، رغم أن الوصف مخزٍ جدا ليكون مجتمعا دوليا، بل إن العالم كله من شرقه الى غربه لا يرى في الأمة العربية ومنهم الفلسطينيون على أنه جزء من المجتمع الدولي المنقسم أيضا على نفسه.
المجتمع الدولي الذي وقف عباس أمام ممثليه ليستعطفهم، لم يتذكر أعضاؤه ما قاله عباس بعد خروجهم من القاعة في مبنى الأمم المتحدة في نيويورك والذي يربض على أرض ممنوحة أصلا من السير روكفلر أحد أقطاب الحركة الصهيونية اليهودية، بل كانت عقولهم كخلية نحل للوصول الى حل للازمات المتتالية من حرب روسيا وأوكرانيا المدعومة بمليارات الدولارات السائلة والعسكرية، وما نتج عن إرهاصات جائحة كورونا، وأزمة الطاقة المتفاقمة في ظل اقتراب فصل الخريف والشتاء القاسيين بسبب شح توريد الغاز والوقود من مصادرها وعلى رأسها روسيا التي علمت أوروبا درساً قاسياً، والشعور بالفوز للانتقام من معركة ليننجراد.
لم يناقش المجتمعون هناك أي حل للقضية الفلسطينية سوى خطابات باهتة للرئيس بايدن ورئيس حكومة تل أبيب يائير لبيد، عن حل الدولتين، والجميع يعلم أن لا شيء سيتغير ولن تعطي إسرائيل أي إشارة لكذبة كبيرة اسمها حل الدولتين، وأكثر من هذا لم يناقش أحد أي حل لإعادة الدولة الموحدة لليبيا أو اليمن أو أي توافق سياسي في العراق أو سوريا، ومع هذا يصر الرئيس عباس على تكرار المكرر اللغوي لاستجداء تعاطف عالم لا يرانا سوى غزاة ضد بعضنا البعض، وأي كلام على منصة روكفلر بما يخص العرب سوى استعراض لإثبات وجود غير موجود في عقلية العالم الأول.
إسرائيل دولة كاذبة، وهم يعرفون ذلك جيدا، ورغم وجود تيار من المنحازين للقضية الفلسطينية ويبرئون ذمتهم من تاريخ آبائهم القتّلة ولصوص الأرض، فإنهم لا يقيمون أي قيمة لأي قرار من قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن والتي تجاوزت ما قارب الألف قرار لصالح الفلسطينيين، وكل ذلك كان حبرا على ورق مخفي في أدراج النسيان، ومع تطور القوة الإسرائيلية، تزداد قوة التصديق بتاريخهم الكاذب، ولهذا فإن أي استعراض للقوة لم يُذكر على لسان عباس، بل شدد على أنه شريك في محاربة الإرهاب والعنف، وكأن ما يمارسه جيش الاحتلال ليس سوى توزيع الورود والحلوى على الشعب الفلسطيني الذي وصل حالة الركود السياسي.
المضحك المبكي في نتائج خطاب السيد الرئيس في نيويورك، أن جميع قيادات إسرائيل شنت عليه حملة شرسة، واتهمته بالعمالة المزدوجة، ولم يبق أي زعيم متطرف إلا وكال التهم للسيد عباس، وخرج المستعمرون الجدد ليفندوا الحقائق التي ذكرها رئيس السلطة أمام العالم الأعمى، وأول من شن الهجمة سفير تل أبيب في الأمم المتحدة جلعاد أردان، وفي تل أبيب ثار إيتمار بن غبير، واللواء الليكودي عوزي دايان، وغيرهم الكثير ممن شحذوا سيوفهم ضد عباس، ولكن ألم يحن الوقت للفلسطينيين وعلى رأسهم عباس أن يعيد جميع الفصائل الفلسطينية على طاولة واحدة وتخرج بقوة سياسية موحدة، بدل دعوته لإسرائيل للعودة الى طاولة المفاوضات.
نعم إسرائيل صُنعت من كذبة كبرى ولا تزال، ولكن الأخطر أننا نحن بتنا نصدق كذبتهم ولا نصُدق مع أنفسنا.
Royal430@hotmail.com
في خطابه على منصة الأمم المتحدة، لم يدخر رئيس السلطة الفلسطينية أي جهد ليكشف للعالم الذي يعرف ما تفعله إسرائيل وتصمت عن جرائمها ضد الأطفال والنساء والشباب، أخذ محمود عباس يطلق النار على كل أركان الدولة في تل أبيب، واستعرض بالصور جرائم النظام الدكتاتوري الصهيوني ضد الأطفال والمعتقلين دون محاكمات وسلسلة من الآهات التي أطلقها عباس، مناشدا المجتمع الدولي، رغم أن الوصف مخزٍ جدا ليكون مجتمعا دوليا، بل إن العالم كله من شرقه الى غربه لا يرى في الأمة العربية ومنهم الفلسطينيون على أنه جزء من المجتمع الدولي المنقسم أيضا على نفسه.
المجتمع الدولي الذي وقف عباس أمام ممثليه ليستعطفهم، لم يتذكر أعضاؤه ما قاله عباس بعد خروجهم من القاعة في مبنى الأمم المتحدة في نيويورك والذي يربض على أرض ممنوحة أصلا من السير روكفلر أحد أقطاب الحركة الصهيونية اليهودية، بل كانت عقولهم كخلية نحل للوصول الى حل للازمات المتتالية من حرب روسيا وأوكرانيا المدعومة بمليارات الدولارات السائلة والعسكرية، وما نتج عن إرهاصات جائحة كورونا، وأزمة الطاقة المتفاقمة في ظل اقتراب فصل الخريف والشتاء القاسيين بسبب شح توريد الغاز والوقود من مصادرها وعلى رأسها روسيا التي علمت أوروبا درساً قاسياً، والشعور بالفوز للانتقام من معركة ليننجراد.
لم يناقش المجتمعون هناك أي حل للقضية الفلسطينية سوى خطابات باهتة للرئيس بايدن ورئيس حكومة تل أبيب يائير لبيد، عن حل الدولتين، والجميع يعلم أن لا شيء سيتغير ولن تعطي إسرائيل أي إشارة لكذبة كبيرة اسمها حل الدولتين، وأكثر من هذا لم يناقش أحد أي حل لإعادة الدولة الموحدة لليبيا أو اليمن أو أي توافق سياسي في العراق أو سوريا، ومع هذا يصر الرئيس عباس على تكرار المكرر اللغوي لاستجداء تعاطف عالم لا يرانا سوى غزاة ضد بعضنا البعض، وأي كلام على منصة روكفلر بما يخص العرب سوى استعراض لإثبات وجود غير موجود في عقلية العالم الأول.
إسرائيل دولة كاذبة، وهم يعرفون ذلك جيدا، ورغم وجود تيار من المنحازين للقضية الفلسطينية ويبرئون ذمتهم من تاريخ آبائهم القتّلة ولصوص الأرض، فإنهم لا يقيمون أي قيمة لأي قرار من قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن والتي تجاوزت ما قارب الألف قرار لصالح الفلسطينيين، وكل ذلك كان حبرا على ورق مخفي في أدراج النسيان، ومع تطور القوة الإسرائيلية، تزداد قوة التصديق بتاريخهم الكاذب، ولهذا فإن أي استعراض للقوة لم يُذكر على لسان عباس، بل شدد على أنه شريك في محاربة الإرهاب والعنف، وكأن ما يمارسه جيش الاحتلال ليس سوى توزيع الورود والحلوى على الشعب الفلسطيني الذي وصل حالة الركود السياسي.
المضحك المبكي في نتائج خطاب السيد الرئيس في نيويورك، أن جميع قيادات إسرائيل شنت عليه حملة شرسة، واتهمته بالعمالة المزدوجة، ولم يبق أي زعيم متطرف إلا وكال التهم للسيد عباس، وخرج المستعمرون الجدد ليفندوا الحقائق التي ذكرها رئيس السلطة أمام العالم الأعمى، وأول من شن الهجمة سفير تل أبيب في الأمم المتحدة جلعاد أردان، وفي تل أبيب ثار إيتمار بن غبير، واللواء الليكودي عوزي دايان، وغيرهم الكثير ممن شحذوا سيوفهم ضد عباس، ولكن ألم يحن الوقت للفلسطينيين وعلى رأسهم عباس أن يعيد جميع الفصائل الفلسطينية على طاولة واحدة وتخرج بقوة سياسية موحدة، بدل دعوته لإسرائيل للعودة الى طاولة المفاوضات.
نعم إسرائيل صُنعت من كذبة كبرى ولا تزال، ولكن الأخطر أننا نحن بتنا نصدق كذبتهم ولا نصُدق مع أنفسنا.
Royal430@hotmail.com
مدار الساعة ـ نشر في 2022/09/27 الساعة 07:25