توصيات دولية باضفاء الرسمية على العمال الغير رسميين في قطاع النفايات الصلبة
مدار الساعة -نانسي العفيشات
العم عيد يصافح شروق شمسه ويطرق باب الرزق ، يجر حماره الذي اعتاد على مرافقته في كل صباح يبدا جولته على الحاويات القريبه من بيته الذي يعاند الزمن يقوم بجمع الكرتون وبعض ما يصدفه من بقايا الآخرين ولا يعلمون بأن ما يتركوه سبب رزق في حياة غيرهم . يأخذ ما يستطيع الحمار تحمل وزنه و السير به يذهب إلى التاجر الذي يبادله ثمن تعبه قليل من المال ليعود ادراج الخوف متعبا يعاني جروحا في يديه وكسورا في خاطره من نظرة المجتمع له ولطريقة كسبه للعيش ولا يعلمون بأن العم عيد هو رجل التحف بالكرامة وامتهن الصبر ويأخذ من نفاياتكم ما يسد رمقه هو وأسرته التي تستند عليها لجمع نفايات ثمنها الزهيد معيل له ولاسرته بعد الله عز وجل .
من هنا اطلق الاتحاد الاوروبي والوزارة الألمانية الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية من خلال مشروع (دمج القطاع الغير الرسمي ورفع الوعي البيئي في قضايا النفايات الصلبة ) المنفذ من قبل المؤسسة الالمانية للتعاون الدولي بالشراكة مع منظمة
العمل ضد الجوع بالتعاون مع وزارة الادارة المحليه ووزارة البيئة . تقريرا حول تقييم ظروف عمل جامعي النفايات غير الرسميين في شمال ووسط المملكة لتسليط الضوء على هذه الشريحة المهمشة والتي لها دور كبير في تسهيل جمع النفايات وفرزها .
بدوره اكد مدير وحدة ادارة النفايات الصلبة باسم السعايدة من وزارة الادارة المحلية على ضرورة اشراك العمال الغير رسميين في النفايات ضمن نطاقات تحدد حسب امكانياتهم وخبراتهم وبما يخدم قطاع النفايات وبما ينسجم مع الاستراتيجية الوطنية التي اطلقتها الحكومة الاردنيه عام ٢٠١٥ لادارة النفايات الصلبة والتاكيد على ضرورة تسهيل وتمكين اشراكهم تحت مظلة امنه تأمن سلامتهم وتقديم حوافز مادية تسهل عملهم .
امين عام وزارة البيئة الدكتور محمد خشاشنه اكد على ان هذا التقييم اظهر خفايا جامعي النفايات وما يعانوه من صعوبات وتحديات كبيرة واظهر اهمية وجودهم ك فئة مسانده في قطاع النفايات وشكر جهود الجميع على تحديد امكانية اشراكهم وادراجهم ضمن القطاع والاسراع في اضفاء الصفه الرسمية على عملهم
.
المشروع الذي استهدف ثلاث محافظات في الاردن هي مادبا والمفرق واربد سلط الضوء من خلاله على العاملين الغير رسميين في قطاع النفايات الصلبة وكل ما يحيط بهم من مخاطر اقتصادية واجتماعية وصحية حيث يسعى المشروع لدمج العمال الغير رسميين بشكل أفضل مع أنشطة قطاع النفايات الصلبة بطريقة تعود بالفائدة على الطرفين هذا ما اكدته المهندسة جمانه البطوش مدير مشروع دمج القطاع الغير الرسمي مع الوكالة الالمانيه للتعاون الدولي واضافت بان المشروع اجرا في المحافظات الثلاث سلسلة من الاستبيانات تم التركيز على عمال النفايات غير الرسميين وعمال النفايات في الشوارع وقد خلصت الدراسة إلى تعرض العاملون في هذا المجال الى مشاكل قانونية بسبب عدم الاعتراف الرسمي بمهنتهم وما ينعكس عليه من حرمان لحقوقهم المكتسبة في الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي وكما وقدم التقييم من خلال الاستبيان الأثر السلبي على العمال السوريين الاجئين والذين يخافون ترحيلهم من مخيماتهم على إثر عملهم في مجال النفايات مما يؤثر على صحتهم الذهنية والنفسية والصحية
وقد أظهر التقييم بان دخول هذا القطاع لا يتطلب مهارات أو خبرة معينه ولكن تحدياته تتجاوز المقابل المادي البسيط من مشاكل صحية وتعرضهم للاصابات الجسدية نتيجة تعاملهن مع مواد خطرة وعدم استخدام ما يلزم للسلامة العامة من معدات واجهزة وقاية ً
وقد أوصى التقييم والذي أجراه مشروع( تكامل القطاع الغير رسمي وزيادة الوعي حول قضايا النفايات الصلبة )
إلى ضرورة دعم وتمكين الهيئات الممثله لعمال النفايات غير الرسميين لتعزيز الحماية الاجتماعية والاقتصادية وتغيير السباسات التي تخدم هذه الفئه المهمشة كما وتدعو إلى تعزيز الفرص والتمهيد لإضفاء الطابع الرسمي لمهنتهم ومشاركتهم في توسيع مظلة المشاركة واتخاذ القرار
ومن الجدير بالذكر ان قطاع العمال الغير رسميين والعاملين في النفايات وجمعها وبيعها هم فئة تحارب الفقر والبطالة وتدعو الى النظر بعين الانسانية الى دعمها وتامين مسار امن لطريقة تكسبهم للعيش .