قرأ نقدية في مجموعة 'أوجاعي كلها'، قدمتها الناقدة دلال عنبتاوي

مدار الساعة ـ نشر في 2022/09/25 الساعة 11:57

مدار الساعة -اقام منتدى الرواد الكبار أول من أمس ندوة نقدية حول المجموعة القصصية "أوجاعي كلها"، للقاصة بسمة النسور، الصادرة عن دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، قدمت الناقدة الدكتورة دلال عنبتاوي ورقة، بعنوان "الواقعية في المجموعة القصصية-أوجاعي كلها"، ادارها المستشارة الثقافية للمنتدى القاصة سحر ملص، وحضرها العديد من المهتمين بالشأن الثقافي.

وتتضمن هذه المجموعة "12"، قصة قصيرة هي "ما تيسر من الزقزقة، الخصر النحيل والقد الجميل، فنجان قهوة عند الجارة، حالات البحر الميت، تأكيد الخديعة، يوم في حياة امرأة كثيرة الشرود، الرجل الذي يحلم أنه ميت، الجانب المظلم من شخصيتي، روحي حين كفت عن الهدير، حين نسي صاحبنا يتحدث الموبايل، أوجاعي كلها، تفاصيل البشر القبيحة".

مديرة المنتدى هيفاء البشير قالت إن منتدى الرواد الكبار يستضيف القاصة الأردنية بسمة النسور في قراءات قصصية متنوعة، حيث تقدم الدكتورة دلال عنبتاوي إضاءة على بعض منجزها الأدبي، مبينة أن القاص لا يمكن أن ينفصل عن حياة الإنسان فهو في كل يوم يعيش ضمن أحداث متجددة متغيرة، تجعل الحياة تحمل معانٍ مختلفة، لذلك تجد الكاتب يتوقف عند هذه الأحداث ويلتقطها ليعيد ترتيبها في أعماقه المبدعة وقد درجت القاصة بسمة النسور على الغوص في أعماق شخصياتها، ورصدهم في الحالات الخاصة، فكان نمط قصصها غريب ومدهش.

وقالت الناقدة دلال عنبتاوي إن عنوان المجموعة يبين أن النسور كانت مهتمة بالحديث عن الكل هذا للتوكيد في كلمة "كلها" وكأنها تؤكد ان تلك الأوجاع جاءت هنا مكتملة غير منقوصة ومما يؤكد خصوصيتها كذلك إضافة ضمير المتكلم "الياء" لكلمة أوجاع للتعبير الدقيق عن خصوصية تلك الأوجاع.

ورأت عنبتاوي أن قصص النسور واقعية هي بمثابة آلة فوتوغرافية تصور الحياة بتفاصيلها بأسلوب حقيقي نقي وشفاف وفاضح وكاشف وجميل وهي بذات الوقت تحتفي بكل تقنيات القصة القصيرة في آن واحد وهذا ما سعت إليه هذه المجموعة، مبينة أنها رصدَتْ هذه المجموعة الواقع بكلِّ ألوانه، حتى أن عناوين القصص التي وجدت في المجموعة كانت تتخذ الواقعية رداء لها من مثل "فنجان قهوة عند الجارة، يوم في حياة امرأة كثيرة الشرود، الرجل الذي يحلم أنه ميت، الجانب المظلم من شخصيتي، حين نسي صاحبنا "الموبايل"، أوجاعي كلها"، وأخرها قصة تفاصيل البشر القبيحة.

وأشارت عنبتاوي إلى عناوين القصص جاءت مغرقة بالواقع وملتصقة به اشد الالتصاق، حيث تفوح الواقعية في التعبير والحكي عن الواقع وفضحه وكشفه والحديث عن كل ما هو متعلق بحياة الأبطال وتفاصيلها الدقيقة جدا في أحيانا كثيرة.

ونوهت عنبتاوي إلى إنها عند قرأت هذه المجموعة وجدت أنَّها تُعنى بتصوير الأشياء والعلاقات بصورة واضحة كما هي عليه في العالم الحقيقيِّ، وتُعنى ايضا بتصوير الجوهر الدَّاخليِّ للأشياء، وتبتعد عن الفانتازيا والرُّومانسيَّة في الكثير من الأحيان.

وقالت عنبتاوي إنها في الصفحة السابعة من هذه المجموعة وتحت عنوان "مقتبسات"، العبارات التالية "من دون اجتياز الألم، كيف لنا أن ندرك البهجة"، وهذا الاقتباس الأول من الكاتب جون غرين / أما الاقتباس الثاني "نحن لم نطلب السعادة فقط أردنا جرعة أقل من الألم" للكاتب تشارلز بوكوفسكي.

وأوضحت عنبتاوي أن اللافت في هذين الاقتباسين هو تقاطعهما والتقائهما حول كلمة واحدة هي "الألم" التي تكررت فيهما بتعمد من النسور لأن الألم غالبا ما يحتل جزءا كبيرا من الوجع وكأنها ارادت من خلالهما أن تمهد للولوج الى تلك الأوجاع للحديث عنها وكشف ملامحها.

ثم انتقلت عنبتاوي للحدث عن "الإهداء"، حيث رأت انه مغرقة في العمومية حيث تقول القاصة في البداية "إلى إخوتي في القلق ... من مشرق الأرض حتى مغربها"، ونظن أن الإهداء قد توقف هنا لكنها تستأنف قائلة وبالتخصيص الدقيق إلى "زهير أبو شايب، أنيس الرافعي".

واعتبرت عنبتاوي هذا الإهداء هو لكل القلقين في العالم الذين تفترض النسور أنهم إخوتها ويشاركونها فيه من مشرق الأرض ومغربها وتعيد التوجيه محددا الى من يشاركونها ذاك القلق وربما بشكل أكثر قربا وإحساسا هما زهير أبو شايب وأنيس الرافعي فهم أكثر الشركاء لها في هذا العالم بهذا القلق.

وخلصت عنبتاوي إلى أن المذاهب الأدبية قد تعددت وتعددت تعريفاتها، أما المذهب الواقعي فقد كان له حضوره المتميز بين المذاهب لأنه يحكي الحياة في الأدب ويحاكيها، أي أنها تعبير عن الظروف السياسية والاجتماعية داخل إنتاج أدبي، مبينة أنَّ القصَّة القصيرة الواقعيَّة تسعى لأن تقدِّم تفسيراً فنِّيًّا للظَّواهر الإنسانيَّة والاجتماعيَّة، متجاوزة حدود الزَّمان والمكان، وحريصة في الوقت ذاته على عدم الوقوف داخل حدود الحكي.

تلا ذلك شكرت النسور منتدى الرواد على هذه الاستضافة، كما شكرت الناقدة الدكتورة دلال عنبتاوي على هذه الورقة النقدية، ثم قرأت نص من نصوص المجموعة القصصية.

ويذكر أن بسمة النسور كانت مديرة بيت تايكي الثقافي، ورئيسة تحرير مجلة تايكي للإبداع النسوي لعدة اعوام، وهي قاصة وكاتبة مقالا في جريدة "العربي الجديد"، صدر لها ست مجموعات قصصية هي "نحو الوراء"، "اعتياد الأشياء"، "قبل الأوان بكثير"، "النجوم لا تسرد الحكايات"، "مزيد من الوحشة"، "خاتم في مياه بعيدة".

مدار الساعة ـ نشر في 2022/09/25 الساعة 11:57