ثقافة الاختلاف في مجتمعنا !

مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/24 الساعة 10:57
من الطبيعي بمكان ان يكون هناك اختلاف في الآراء وطريقة التفكير بين البشر فهي سنة الله في خلقه وحكمة من لدنه والا كنا كالبهائم ننساق خلف الاهواء والعواطف مغيبين عقولنا التي وهبنا اياها الله تميزا لباقي مخلوقاته. ونصبح اداة طيّعة لاصحاب الفكر الهدام وذوي التطرف والاوهام واصحابا الشخصنة والاحقاد والتي تغذيها العنصرية والطائفية (وشىء في نفس يعقوب). ومن المعلوم للجميع بان العقل مناط التفكير ويكتسب في تبني الافكار والاراء من وحي البيئة والظروف التي تحتضنه ومن الثقافة التي يلج اليها من اجل المعرفة والثقافة ومن التجربة التي يكتسبها ممن حوله ومن الانحاء التي يقصدها, وعليه يبني رأيه وفكره في ما يطرح على الساحة الداخلية والخارجية سواء كان مخالفا او موافقا لطروحات غيره مما لا يجعله يتهاون في قضايا مجتمعه وامته فيما انعم الله عليه من نعمة التبصر والادراك في مختلف الامور. والمعلوم بالضرورة ان الاختلاف في الرأي لايفسد بالود قضية , والذي هو حاصل في ايامنا هذه من طرح لموضوعات واراء تعصف بالود وتجعله شرا مستطيرا على اهله كونه يخالف الراي الاخر والذي يريده من فكر الاخرين ان يكون منطويا تحت جناحيه وعباءته ليفقده ما وهبه الله من عقل يتفكر ويعمل به بل يريده امعة تابعا ومذيلا خالي المعنى والادراكم مخالفا بذلك طبيعة الخلق , واحسن قولا ان يجعل منه (سحيجا ) و( ذنبا ) و (منقادا) لافكاره وطروحاته وان كانت مناوئة لما يعتقده ويؤمن به , والشىء بالشىء يذكر حيث ان المتتبع لصفحات التواصل الاجتماعي يجد حقيقة ما نرمي اليه و تعكسها عند بعض الناشرين لطروحاتهم وما يعتقدونه صائبا والذين يتخذون من صفحاته منبرا للشتم والقدح بحق من يخالفهم الرأي في حقيقة ما ينشرون حتي في امور مسلم بها كثوابت الدين وشرف الامة التي ينتمون اليها ويتفيئون بظلالها ويأكلون ويشربون من خيراتها , وتراهم يجاملون من هم لاينتمون لهذه الامة في حقدهم وكرههم لدينها وشعبها ودندهم في هذا اما معنا او ضدنا ( اما ابيض او اسود ) ولا مكان للون الرمادي بينهم متخذين من سياستهم هذه خداع للناس وهم يدرون او لايدرون انهم لا يخدعون الا انفسهم في ظل عقول متنورة اضاءت قناديل في مجتمعنا وتركت لهم لعن الظلام حتى وصل بهم الامر ان الحل الاوسط لا يشكل سقف منخفض ويريدونها (عنز ولو طارت). ان هذه الفئة لاتمثل الا انفسهم وتلفظهم عقولنا النيرة وليسوا حكرا علىها ولا على معتقداتنا كما يظنون وقد ضلت بهم السبل ومن يضلل فلا هادي له وستبقى آراؤهم الحكر على الاخرين مثل الاحذية تستبدل بحسب المناسبة والارض والنفس المريضة , ان المسألة في مثل هذه الامور نسبية فالذي يرى في مجموعة معينة او طائفة اوزعيم بعينه انه على حق قد يراه غيره على باطل ويطلب منه ان يحجر على رأيه وفكره الذي يراه صائبا وهو يراه اجحافا , فالاحجاف ان تستاثر برأيك وافكارك وبحجتك وان تعطيها الحق المطلق من الحقيقة وان كانت مخالفة لقوانين الانسانية والواقع وتريد من الاخرين اتباع ضلالك واهوائك محتميا بحموعة من المطبلين والمزمرين الحاقدين على الامة والدين , فنحن نعيش في مجتمع ذو خلفية ثقاقية حضارية وعلمية ولنا ذاتية نعتز بكينونتها ولسنا من مجتمع الواق واق او مجتمع التوتسي حتى نكون امعة منقادين كالاغنام وراء ثور هائج في غابة موحشة وفرعونية التسلط عفا عليه الزم وغبر. اننا إبتلينا في هذا الزمان بداءٍ ليس له دواء ألا وهي السياسة والخوض بها والفتن التي لا طائل للمرءِ بها واصبحنا نفتي حتى في الغيبيات وفي امور الزمان والمكان بعلم او بغير علم والذين يمارسون التطبيل والتزمير والبكر والدحية على إيقاع نصوص هزيلة تشتم منها رائحة العنصرية والطائفية ويجعلون من كاتبها وناشرها علامة العصر عليهم ان يدركوا ان نعمة العقل ليست سلعة تباع وتشىرى في سوق نخاسة المضللين.
  • ثقافة
  • الدين
  • لب
  • قوانين
  • نعي
مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/24 الساعة 10:57