المسار النسائي وصنع القرار!
كانت ومازالت المناقشات حول الأدوار المتعددة للمرأة واختياراتها كثيرًا ما تجمعني مع فتيات ونساء كثيرات. وكنا دائمًا نجد أنفسنا لا نستطيع الانحياز لأحد الاختيارات. فكل اختيار تقوم به المرأة له ما له وعليه ما عليه، مثل كل اختيار نقوم به في الحياة.
وهكذا بدأت أتساءل: هل هناك فعلًا اختيارات عدة متاحة؟ وهل المرأة حرة فعلًا حرية مطلقة في أن تختار ما بين التحرر الاقتصادي والمساواة أو البقاء داخل نسق قيم تقليدي تصبح معه معتمدة على زوج أو أب أو أخ؟ وهل تحررت المرأة عندما تبنت مفاهيم وأفكار المساواة والتحرر؟ وما هي القيود التي على المرأة أن تتحرر منها؟
وعرفتُ أن إتاحة جميع الخيارات أمام الإنسان - رجلًا أم امرأة - وتهيئة كل الظروف حتى يستطيع أو تستطيع الاختيار بحرية دون ضغط من الظروف الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية هو جوهر التحرر.
فالنساء إن اختارت أفكار التحرر، ستجد أحيانًا مقاومة ورفضًا من العادات والتقاليد والعرف، وستجد نفسها تتحمل أعباء مضاعفة في حياتها لتعدد الأدوار التي تقوم بها. وإن اختارت اختيارًا متوافقًا مع الموروث الثقافي السائد، ستحمل وصم أنها ضد التحرر أو أنها "متخلفة وتابعة".
فتحررها مطالبها الخاصة بالحق في التعليم والأجر المتساوي وحق الانتخاب، تشكلت مع التحولات السياسية والاقتصادية التي تحققت في المجتمعات الحديثة.
تبرز أهمية المشاركة السياسية للمرأة من خلال حجم ومستوى تأثير المرأة في العملية السياسية في حال مشاركتها ، وتبرز أهمية دور المرأة في العملية السياسية من خلال قدرتها على تحقيق المصالح المرتبطة بها ، وإبراز قضاياها والدفاع عن حقوقها والتسريع في إعطائها دوراً حقيقياً في عملية التنمية في المجتمع بشكل عام، ويجب ان لا يفهم وجود المرأة في هذه المواقع بأنه يخدم النساء فقط ففي بعض الحالات قد لا تتحقق هذه الغاية، ولكنه سوف يكون له تأثير إيجابي اكبر على جوانب المجتمع كافة، وليس في الجوانب المتعلقة في المرأة فقط.
اما من المنظور التاريخي، فإن المجتمعات الإنسانية قد قاومت إعطـاء المـرأة حقوقهـا السياسية، أو إفساح المجال لمشاركتها السياسية بدرجات أقوى من معارضة هذه المجتمعـات لدخول المرأة في المجالات الأخرى من الحياة العامة، والسبب الرئيسي في ذلك يعود إلـى أن حقوق المرأة كانت تعتبر مطابقة لحقوق الزوج أو الأب اذ ان المشاركة السياسية لها قيمة معنوية وإيجابية بحد ذاتها وفي الوقت ذاته،فإن الفروقات الجنسية في المشاركة السياسية تعكس علاقة القوة بين الرجال والنساء. فالموضوع الأساسي –
إذا هو توزيع القوة بين الجنسين الذي يميل نحو المساواة في حالة زيادة مشاركة المـرأة فـي الحياة السياسية، وبالرغم من أنه لا يوجد إطار نظري يفسر العوامل التي تؤثر على مـشاركة المرأة في الحياة السياسية، إلا أن هناك مجموعة من العوامل التي يعتقد بأنها تؤثر على مـدى مشاركة المرأة في الحياة السياسية سلباً أم إيجاباً، أو ما نسميه بالعوامـل المحـددة لمـشاركة كعدم تقبل الرجل اعمل المرأة السياسي وعدم توافر الدعم الاقتصادي اللازم للمرأة، ويعتبر غياب المنطق العلمي والعملي في المناهج العلمية والتنشئة الاجتماعية السياسية في حياة النساء اكبر الأثر في عدم مشاركتها السياسية وبالتالي اقبالها على الاعمال التي تكون مقبولة في المجتمع والابتعاد عما يرى فيه المجتمع خرقاً للعادات والتقاليد ، ان مشاركة المرأة لا ترتبط بالتصريحات والتعليقات والتوجيهات وإنما هي واقع عملي يجب ان يتم على ارض الواقع فمشاركتها هي جزء وحق أساسي من حقوقها يجب ان تأخذ جانباً واقعياً اكثر مما تأخد جانباً نظرياً وافساح المجال امام المرأة وحضورها في وسائل الاعلام المختلفة وذلك من اجل تعظيم دورها من خلال مشاركتها في جميع نواحي الجدل الوطني السياسي والعام وتحفيزها لأخذ دور أكثر حيوية في تحمل عبء سياسي وطني وعام اسوة بالرجل..