'كفوف جزاع'
مدار الساعة ـ نشر في 2022/09/22 الساعة 10:21
لم تكن حادثة انهيار بناية اللويبدة حدثا عابرا لدى الأردنيين، بل تمت متابعته من كافة أطياف الشعب الأردني على امتداد خمس وثمانين ساعة عمل، نفذتها مديرية الأمن العام من خلال فريق البحث والإنقاذ في الدفاع المدني، نقلتها مختلف وسائل الإعلام العربي والمحلي، وكانت رسائل المكتب الإعلامي لدى الأمن العام تأتي بكل حرفية ومهنية وشفافية تطلع الجميع على واقع الحال والإجراءات المتبعة لكل نتيجة بحث.
كان مشهد التعاضد بين الأردنيين السمة الجميلة في هذا الحادث المأساوي رغم الخسائر البشرية من وفيات وإصابات، جسدت فيه أروع صور التكافل الاجتماعي بين أبناء الأسرة الأردنية، الذي يظهر في كل حادثة معدنهم الأصيل، فحزنهم واحد وفرحهم واحد أهل نخوة وشهامة، ومنهم من رافق أهالي المتوفين والمصابين خلال الحادثة، ومنهم من جلس يراقب بالقرب من مكانها ليس من باب الفضول بل من باب الخوف والدعاء لله أن يلطف بعواقب الأمور، وشاهدنا تجمع الأشخاص حول عائلات المفقودين يواسونهم ويتعهدون بتقديم كل الإمكانات لهم.
الصورة الأكثر انتشارا خلال هذه الحادثة المؤلمة كانت لكفوف (قفازات) بدت مهترئة لرجل أمن عام، من حجم الجهد والعمل خلال هذه الأيام بحثا عن ناجين وإسعاف لمصابين بين الركام والحطام واحتضنت حتى شهداء الانهيار، هذه الأكف التي حملت الحجر عن أجساد المصابين وحملت المعدات نحتا بالجدران المنهارة لعل وعسى أن يسمع صوتا تحت الأنقاض يحتاج المساعدة، فشاهدنا رجال الإنقاذ وقد أخذ منهم التعب ما أخذ ولم نسمع منهم كلمة تعبت، بل كانت إجابتهم «لن نغادر ما دام هنالك أحد تحت هذه الأنقاض».
لم تكترث هذه الأكف بالجهد والتعب وتلك الأسلاك البارزة بين الأسمنت لتجرحها، ولا بحرارة الشمس التي تلفح جباههم الطاهرة، ولا عتمة الليل وأول الفجر الذي يأتي باردا مع الندى، ولا بالحجارة التي تقع على أصابعهم وتحولها زرقاء، وتسمعهم يتهامسون فيما بينهم « رضة بسيطة» ويتابع العمل، فقد اعتادت هذه الأكف في كل حدث أن تكون للإنقاذ والإغاثة لا للهدم والردم.
هذه الصورة التي ملأت الفضاء الإلكتروني ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي المحلية والعربية، كانت أكف الملازم أول من فريق البحث والإنقاذ جزاع مناور الخليفة الحجاحجة العبادي، الذي اهترأت قفازاته وتجرحت يداه حاله كحال كافة أبناء فريق البحث والإنقاذ بمختلف رتبهم، فقد اعتدنا أن تكون هذه الأكف حماية للوطن وتضغط على الزناد وتنقذ الملهوف وتغيث المحتاج، فهذه الأكف هي التي تبنى الوطن وتحميه ولا تبحث إلا عن رضا الله وأن يكونوا راضين عن أنفسهم لخدمة وطنهم وأهلهم وقيادتهم.
حملة الشعار هم دوما محل ثقة لدى الأردنيين، وجودهم يعني الأمان والطمأنينة، وما قام به جزاع ورفاقه في اللويبدة ما هو إلا تأكيد على رسالة الأمن العام ومنتسبيها على علاقتها بالمواطنين وحمايتهم وإغاثتهم ومساعدتهم كلما طلبت منهم، ونستذكر كثيرا من الحوادث التي سجل أبناء الأمن العام مواقف بطولية فيها، شهد لهم الوطن وأهله، ولا يكاد يمر أسبوعا إلا وأن نسمع عن مثل هذه المواقف لأبناء الأمن العام من حملة الشعارالاعز على قلوبنا.
عمارة اللويبدة رغم مرارة أحداثها إلا أنها كانت رسالة محليا وعالميا، وأننا بوجود ربع البزورية وحملة الشعار بألف خير، فشكرا لفريق الإنقاذ وأعضاء هذا الفريق الذين تجمعوا بالمئات وشكرا للدفاع المدني وللأمن العام بكل ضباطه وضباط الصف، فقد كانت آخر كلمات فريق الإنقاذ قبل مغادرة الموقع «تمنينا أن يخرج الجميع بسلام ولكن الله قدر»، ونحن نقول إن جهودكم لدينا مقدرة وان كل نقطة عرق سقطت من جباهكم المرفوعة تعبا على الأرض سينبت على أثرها ربيع أردني يزهر به الدحنون.
كان مشهد التعاضد بين الأردنيين السمة الجميلة في هذا الحادث المأساوي رغم الخسائر البشرية من وفيات وإصابات، جسدت فيه أروع صور التكافل الاجتماعي بين أبناء الأسرة الأردنية، الذي يظهر في كل حادثة معدنهم الأصيل، فحزنهم واحد وفرحهم واحد أهل نخوة وشهامة، ومنهم من رافق أهالي المتوفين والمصابين خلال الحادثة، ومنهم من جلس يراقب بالقرب من مكانها ليس من باب الفضول بل من باب الخوف والدعاء لله أن يلطف بعواقب الأمور، وشاهدنا تجمع الأشخاص حول عائلات المفقودين يواسونهم ويتعهدون بتقديم كل الإمكانات لهم.
الصورة الأكثر انتشارا خلال هذه الحادثة المؤلمة كانت لكفوف (قفازات) بدت مهترئة لرجل أمن عام، من حجم الجهد والعمل خلال هذه الأيام بحثا عن ناجين وإسعاف لمصابين بين الركام والحطام واحتضنت حتى شهداء الانهيار، هذه الأكف التي حملت الحجر عن أجساد المصابين وحملت المعدات نحتا بالجدران المنهارة لعل وعسى أن يسمع صوتا تحت الأنقاض يحتاج المساعدة، فشاهدنا رجال الإنقاذ وقد أخذ منهم التعب ما أخذ ولم نسمع منهم كلمة تعبت، بل كانت إجابتهم «لن نغادر ما دام هنالك أحد تحت هذه الأنقاض».
لم تكترث هذه الأكف بالجهد والتعب وتلك الأسلاك البارزة بين الأسمنت لتجرحها، ولا بحرارة الشمس التي تلفح جباههم الطاهرة، ولا عتمة الليل وأول الفجر الذي يأتي باردا مع الندى، ولا بالحجارة التي تقع على أصابعهم وتحولها زرقاء، وتسمعهم يتهامسون فيما بينهم « رضة بسيطة» ويتابع العمل، فقد اعتادت هذه الأكف في كل حدث أن تكون للإنقاذ والإغاثة لا للهدم والردم.
هذه الصورة التي ملأت الفضاء الإلكتروني ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي المحلية والعربية، كانت أكف الملازم أول من فريق البحث والإنقاذ جزاع مناور الخليفة الحجاحجة العبادي، الذي اهترأت قفازاته وتجرحت يداه حاله كحال كافة أبناء فريق البحث والإنقاذ بمختلف رتبهم، فقد اعتدنا أن تكون هذه الأكف حماية للوطن وتضغط على الزناد وتنقذ الملهوف وتغيث المحتاج، فهذه الأكف هي التي تبنى الوطن وتحميه ولا تبحث إلا عن رضا الله وأن يكونوا راضين عن أنفسهم لخدمة وطنهم وأهلهم وقيادتهم.
حملة الشعار هم دوما محل ثقة لدى الأردنيين، وجودهم يعني الأمان والطمأنينة، وما قام به جزاع ورفاقه في اللويبدة ما هو إلا تأكيد على رسالة الأمن العام ومنتسبيها على علاقتها بالمواطنين وحمايتهم وإغاثتهم ومساعدتهم كلما طلبت منهم، ونستذكر كثيرا من الحوادث التي سجل أبناء الأمن العام مواقف بطولية فيها، شهد لهم الوطن وأهله، ولا يكاد يمر أسبوعا إلا وأن نسمع عن مثل هذه المواقف لأبناء الأمن العام من حملة الشعارالاعز على قلوبنا.
عمارة اللويبدة رغم مرارة أحداثها إلا أنها كانت رسالة محليا وعالميا، وأننا بوجود ربع البزورية وحملة الشعار بألف خير، فشكرا لفريق الإنقاذ وأعضاء هذا الفريق الذين تجمعوا بالمئات وشكرا للدفاع المدني وللأمن العام بكل ضباطه وضباط الصف، فقد كانت آخر كلمات فريق الإنقاذ قبل مغادرة الموقع «تمنينا أن يخرج الجميع بسلام ولكن الله قدر»، ونحن نقول إن جهودكم لدينا مقدرة وان كل نقطة عرق سقطت من جباهكم المرفوعة تعبا على الأرض سينبت على أثرها ربيع أردني يزهر به الدحنون.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/09/22 الساعة 10:21