أين تغريد الزواهرة
مدار الساعة ـ نشر في 2022/09/22 الساعة 01:01
لم اعد استمع لتغريد الزواهرة, كانت تطل علينا في إذاعة الجيش عبر برنامج (هيل وليل).. وأنا بصراحة ابحث عنها بين الإذاعات ولكني لم اعد أجد صوتها.
برنامجها كان جميلا, لم تبث فيه أغنية: (بلبئلك طئم الألماس).. كانت الأغاني التي تبث أغلبها لمحمد عبده, وأبو بكر سالم, خالد عبدالرحمن.. الخ, حتى راغب علامة لم تكن لديه مساحات في أثير تغريد, ويبدو أن هذا البرنامج كان يقتصر على البادية فقط, وأغلب من يستمعون لها هم من الصحراء.
تغريد كانت تحفظ الكثير من الشعر النبطي, وذات مرة تحدثت عن الشاعر علي عبيد الساعي الذي كتب الكثير من الأغاني, ربما أغنية فارس عوض (عمان) كانت أجملها وأكثرها انتشارا.. وتحدثت عن شعراء البادية الجنوبية, وطرقت موضوع الصورة والبلاغة في القصيدة النبطية, ودار بعض الجدل من المستمعين حول الأمر.. فوجئت بالاتصالات التي جاءت وبالتعابير التي استخدمت.. كنت يومها اعتقد أن النظريات النقدية هي فقط للشعر الفصيح والحر, ولكن حين تستمع للمشاركين وتستمع منهم.. لدلالة الخيل والنخل, ومعنى المسير الطويل في الصحراء.. تشعر أن هذا ال?عر كان يسجل تاريخ البدوي.. ولم يكن للغزل فقط أو للمدح أو حتى للرثاء.
برنامج (هيل وليل), كان يجعلك تزور الكرك دون أن تصلها, وتزور (رم).. وتزور البترا, وتشرب من حليب (ناقة), وترافق بعض البدو في مسير طويل, والأهم أنها مذيعة مارست الجدية والالتزام, وعلى صفحتها كانت تحصل على ألوف التعليقات والمشاركات.. ولكن للأسف نحن في (السوشيال ميديا), صرنا نتعامل مع الشعر المصبوغ على حساب الذوق والقيمة والالتزام.
يبدو أن اعلامنا المسموع والمرئي, لم يعد يفرد مساحات للبادية في أثيره... وكنا دوما نؤمن أن حياة البدوي وتراثه وقصص الرحيل والعودة والطلل.. كانت تشكل بعض الإلهام للكثير من الناس كانت تجذب المستمتع والقارئ, ربما الزميلة تغريد هي من اعادت إحياء هذه الأمر في الإذاعة.. بعد أن انقرضت صفحات البادية في الصحف, وفي الإذاعات حتى البرنامج الذي انتجه التلفاز الأردني مطلع التسعينات: (من تراث الريف والبادية).. انقرض هو الاخر ولم يفكر أحد بإعادة انتاج برنامج على شاكلته.
اطمح بأن اجد تغريد على شاشة التلفاز, أو عبر برنامج صباحي... يعبر عن هوية الدولة, أكثر مما يتحدث عن المطبات وحقن الأنسولين, والأرصفة التالفة...
تغريد زواهرة.. بنت مثقفة عميقة, احترمت ذاتها, واحترمت عقل المستمع, ودخلت له من زاوية هي تعرفها وعاشتها.. لم تتصنع, ولم تتحدث بلهجة غير اردنية.. ولم تضع راغب علامة على أثيرها ظلت وفية للصحراء..
وددت الكتابة عن تغريد هذا الصباح مع أني لا أعرفها شخصيا وهي لا تعرفني.. ولكني افتقد برنامجها كثيرا.
Abdelhadi18@yahoo.com
برنامجها كان جميلا, لم تبث فيه أغنية: (بلبئلك طئم الألماس).. كانت الأغاني التي تبث أغلبها لمحمد عبده, وأبو بكر سالم, خالد عبدالرحمن.. الخ, حتى راغب علامة لم تكن لديه مساحات في أثير تغريد, ويبدو أن هذا البرنامج كان يقتصر على البادية فقط, وأغلب من يستمعون لها هم من الصحراء.
تغريد كانت تحفظ الكثير من الشعر النبطي, وذات مرة تحدثت عن الشاعر علي عبيد الساعي الذي كتب الكثير من الأغاني, ربما أغنية فارس عوض (عمان) كانت أجملها وأكثرها انتشارا.. وتحدثت عن شعراء البادية الجنوبية, وطرقت موضوع الصورة والبلاغة في القصيدة النبطية, ودار بعض الجدل من المستمعين حول الأمر.. فوجئت بالاتصالات التي جاءت وبالتعابير التي استخدمت.. كنت يومها اعتقد أن النظريات النقدية هي فقط للشعر الفصيح والحر, ولكن حين تستمع للمشاركين وتستمع منهم.. لدلالة الخيل والنخل, ومعنى المسير الطويل في الصحراء.. تشعر أن هذا ال?عر كان يسجل تاريخ البدوي.. ولم يكن للغزل فقط أو للمدح أو حتى للرثاء.
برنامج (هيل وليل), كان يجعلك تزور الكرك دون أن تصلها, وتزور (رم).. وتزور البترا, وتشرب من حليب (ناقة), وترافق بعض البدو في مسير طويل, والأهم أنها مذيعة مارست الجدية والالتزام, وعلى صفحتها كانت تحصل على ألوف التعليقات والمشاركات.. ولكن للأسف نحن في (السوشيال ميديا), صرنا نتعامل مع الشعر المصبوغ على حساب الذوق والقيمة والالتزام.
يبدو أن اعلامنا المسموع والمرئي, لم يعد يفرد مساحات للبادية في أثيره... وكنا دوما نؤمن أن حياة البدوي وتراثه وقصص الرحيل والعودة والطلل.. كانت تشكل بعض الإلهام للكثير من الناس كانت تجذب المستمتع والقارئ, ربما الزميلة تغريد هي من اعادت إحياء هذه الأمر في الإذاعة.. بعد أن انقرضت صفحات البادية في الصحف, وفي الإذاعات حتى البرنامج الذي انتجه التلفاز الأردني مطلع التسعينات: (من تراث الريف والبادية).. انقرض هو الاخر ولم يفكر أحد بإعادة انتاج برنامج على شاكلته.
اطمح بأن اجد تغريد على شاشة التلفاز, أو عبر برنامج صباحي... يعبر عن هوية الدولة, أكثر مما يتحدث عن المطبات وحقن الأنسولين, والأرصفة التالفة...
تغريد زواهرة.. بنت مثقفة عميقة, احترمت ذاتها, واحترمت عقل المستمع, ودخلت له من زاوية هي تعرفها وعاشتها.. لم تتصنع, ولم تتحدث بلهجة غير اردنية.. ولم تضع راغب علامة على أثيرها ظلت وفية للصحراء..
وددت الكتابة عن تغريد هذا الصباح مع أني لا أعرفها شخصيا وهي لا تعرفني.. ولكني افتقد برنامجها كثيرا.
Abdelhadi18@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2022/09/22 الساعة 01:01