من مصر أم الدنيا (1)

محمد داودية
مدار الساعة ـ نشر في 2022/09/22 الساعة 00:57

قبل اكثر من 60 عاما، في بلدة المفرق، على طريق عمان- بغداد- دمشق، لحست عقلي الصبيةُ العراقية، التي باغتتني بكلمة لم اسمعها من أنثى قبل ذلك.

قالت لي صاحبة أجمل عينين، الجالسة في حافلة الحجاج وهي تطل علي من شرفتي عينيها:

عيني أريد ماء بارد !!

كان قيظا لا يطفئ صهده إلا الماء البارد.

عصر يوم أمس، على الطائرة المصرية المتوجهة من عمان إلى القاهرة قالت لي المضيفة المصرية: عِينيا !!

الله الله، ما هذا اللطف ؟ ما هذه الرقة !!

طلبت منها قلماً لأملأ بطاقة الدخول إلى مصر فقالت: عِينيا.

سألتني المضيفة المصرية، ذات الاسم الفارسي (ماهيتاب) الذي يعني نور القمر: بتشرب ايه حضرتك ؟

قلت: شاي.

قالت: عِينيا !!

صحيحة جملة المصريين التي تفيض حكمة: «الملافظ سعد».

تلك الكلمة، نبّه رب العزة إلى تأثيرها الكبير حين قال عزّ و جلّ في سورة الطور {...فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا}.

كانت الدردشة ممتعة مع السائق المصري الأنيق، في الطريق من ميناء القاهرة الجوي إلى فندق الريتز كارلتون المطل على ميدان التحرير.

دار حديثنا عن القاهرة التي يسميها مصر. فما تزال مكانة مدينة القاهرة، ذات العشرين مليونا، تحتل في الوعي المصري، مكانة الأم وهي «الكل في الكل» لدى المصريين الذين يعتزون ببلادهم فيطلقون عليها: «أم الدنيا».

قال محدثي الأنيق: انظر إلى أسماء الطرق المؤدية إلى القاهرة ستجدها:

الإسكندرية- مصر.

الإسماعيلية- مصر.

الفيوم- مصر. ...

سألته: هل ما يزال المصريون يذكرون الرئيس جمال عبد الناصر ؟

«بصّ لي في المراية» وقد اطمأن في لمحة بصر إلى انني لست مخبرا، زَمّ شفتيه معلنا: أن تذكر عبد الناصر «نص نص».

وأضاف: ورث الرئيس عبد الفتاح السيسي، تركة تحتاج إلى مئات مليارات الدولارات لترميمها، وبدل ذلك، بادر الريس إلى إنشاء مشاريع استراتيجية عملاقة، ستغير وجه مصر وحياة المصريين.

وأضاف حسنين: الأوضاع صعبة «أوي» يا بيه، لكن الناس عندها آمال كبيرة.

مدار الساعة ـ نشر في 2022/09/22 الساعة 00:57