الإعلام الإسرائيلي 'يحتفل'.. بـِ'تفكّك' القائمة المُشترّكة!

محمد خروب
مدار الساعة ـ نشر في 2022/09/20 الساعة 01:36

لم تُخفِ وسائل الإعلام الصهيونية فرحتها أو قُل شماتتها, بما آل إليه مصير القائمة المشترَكة لفلسطينيي الداخل, حيث عمِل حزب التجمّع الوطني على تمزيقها تحت ذرائع وتبريرات متهافتة. في محاولة مكشوفة لإخفاء حرصه على رفع عدد نوابه بعد أن تمّ الاتفاق على منحه مقعداً واحداً كما كانت حاله في انتخابات الكنيست السابقة، لكنّه فضّل الذهاب بعيداً في تقمّص دور الضحية واضعاً تمثيل فلسطينيي الداخل في مهبّ الريح رغم تيقّنه أنّه لن يجتاز نسبة الحسم 3.25%.

وسائل الإعلام الصهيونية وخصوصاً المرئية بقنوات «هيئة البث» العديدة والمتعددة المرجعيات, كما المقروءة خصوصاً ذات التوزيع الواسع في أوساط العدو الصهيوني, ركّزت معظم مقالات الرأي فيها كما التحليلات على ما قد يؤول إليه التمثيل العربي في الكنيست لأول مرة منذ قيام دولة العدو, في أول انتخابات كنيست في عام1949، ناهيك عن العناوين الرئيسية في تلك الصحف التي لم تتردد في «مانشيت» الصفحة الأولى في التساؤل: «عاصفة تجمّع» (تقصد هنا حزب التجمّع برئاسة سامي أبو شحادة) هل الأحزاب العربية بالذات هي التي ستجلب لنتنياهو النصر؟?(يديعوت أحرونوت 18/9). أما «معاريف» الأسبوع فجاء عنوانها الرئيس: «لغز الانقسام.. الانقسام في المشتركة يزيد التفاؤل في الكتلتين» (المقصود كتلة نتنياهو ومعسكر اليمين والكتلة المنافسة/التغيير التي يقودها يائير لبيد والثلاثي غانتس، ساعر وأيزنكوت, إضافة إلى «ميرتس» وحزب العمل وقائمة منصورعباس) وفي عنوانها الفرعي أوردت معاريف: «تأثير الانقسام على الاستطلاعات، نتنياهو يصعد إلى 60 وكتلة التغيير54. أما الخبر الرئيس في صحيفة نتنياهو «إسرائيل اليوم» فكان التساؤل حول ما إذا كان تفكك المشتركة يجعل من تحالف الثنائي أيمن?عودة/وأحمد الطيبي الآن «شريكين شرعيين» في الحكومة في الكتلة ضد التغيير؟ وكان جوابه: من خلال استطلاع رأي مسؤولين في التحالف الثنائي: هو «لا»... القائمة المشتركة لن تكون في أي ائتلاف، مع التجمع (الذي فكّك القائمة) أو بدون التجمع، حاسماً الأمر بأنّ نواب التحالف الثنائي بقوله: أعضاء القائمة المشتركة لن يكونوا شركاء في الائتلاف التالي..

هنا تحضر افتتاحية أسرة تحرير صحيفة هآرتس إذ قالت: «رغم الاستطلاعات والنبوءات السوداء عن الانخفاض المرتقب في معدل التصويت العربي، لا يوجد –أضافت- ما يدعو لأن يضعف قرار رؤساء التجمع خوض الانتخابات القريبة القادمة في قائمة مستقلة، لافتة (هآرتس) إلى أنّه بدلاً من الانجراف في موجة توبيخ تسيّدية على «العرب»، بأنّه كان عليهم أن يتصرفوا كذا وكذا في دولة وضعتهم في أسفل سلّم الأولويات..

لكن رفيق حلبي في يديعوت أحرنوت يذهب في اتجاه آخر إذ يقول: «لا يزال على العرب أن يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع وأن يُصوتوا رغم موجة الجريمة، الإهمال المتواصل، الظلم والإقصاء، ورغم خيبة الأمل من الزعامة المُنتخبة.. نسبة التصويت –يُضيف- عالية في أوساط العرب ستُغير الصورة.. انظروا –يستطرد- كيف يتصرف عن حق، من ناحيته الجمهور الحريدي، استمعوا إلى نصوص الصهيونية الدينية والمستوطنين، ولا تفوتوا الفرصة.

أما جاكي خوري في هآرتس فيقول: إلى جانب الخوف من أن حلّ القائمة المشتركة سيرافقه انخفاض في نسبة التصويت، هناك –أضاف- مَن يعتقدون بأنّ المنافسة هي الأيديولوجيا وأن حملة ستركز على إبراز الفروق.. سيخدم الأحزاب»..

هنا يتناول جلال البنّا في إسرائيل اليوم رأياً آخر عندما يقول: خروج التجمع من المشتركة ومراوحة الأحزاب العربية حول نسبة الحسم، قد يؤدي إلى ألّا يكون تمثيل للعرب في الكنيست، لأول مرة منذ قيام الدولة، مُعتبراً أنّ إلغاء الاتفاق لخوض الانتخابات لثلاثة أحزاب القائمة المشتركة، هو حدث بمقياس تاريخي، انتحار حقيقي -أضاف- من شأنه أن يؤدي إلى نتيجة قاسية، صفر تمثيل للمواطنين العرب في الكنيست، لافتاً إلى أن استطلاعات الرأي تُنبئ حتى الآن بهزيمة كبرى لكل الأحزاب العربية. القائمتان الكبيرتان «الموحدة/والمشتركة» تراوحان ?ول نسبة الحسم. أما «التجمّع» حتى لا يصل إليها.

في السطر الأخير.. يقول نداف إيال في يديعوت أحرنوت في مقالة له بعنوان «الانقسام تاريخي: ما سيحسم الآن هو نسبة التصويت": أمر واضح: بينما تصل كتلة نتنياهو إلى الانتخابات مُوحدة، مُكيفة ونشِطة، فإن كتلة الوسط –اليسار- والعرب.. تجد نفسها مُنقسمة مع ثلاثة أحزاب تتسلّى بها نسبة الحسم. في مِتسودات زئيف (مقر الليكود) يُوجد سبب وجيه.. لـ"الفرح».

هذه جناية حزب التجمع الوطني وليس أحداً أو قائمة غيره.

kharroub@jpf.com.jo

مدار الساعة ـ نشر في 2022/09/20 الساعة 01:36