أبطال فريق الإنقاذ.. ماذا فعلتم؟
مدار الساعة ـ نشر في 2022/09/18 الساعة 00:46
في دول العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة حيث "هوليوود"، التي يهب فيها المنتجون في التلفزة والسينما لإخراج أفلام سيرة ذاتية أو حربية لتخليد ذكرى الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم لإنقاذ مواطنيهم، حتى أن هناك أفلاما عن إنقاذ حيوانات، ولكن في عالمنا العربي لا كرامة لبطل ترويه السيّر، حتى القوات الوطنية للدول باتت مرتعا لمنتجي الأغاني والشحن النفسي، فيما خلال الأسبوع الماضي كان أبطال الدفاع المدني وفريق الإنقاذ الدولي من مرتبات الأمن العام تطارد الثواني والدقائق والساعات للوصول الى أي محاصر تحت أنقاض بناية في حي اللويبدة الذي شهد عددا من تصوير أفلام نيتفليكس.
أولئك المنقذون الكبار بعزيمتهم لم يتصلوا بعائلاتهم والاطمئنان على أطفالهم، فقد كانوا منشغلين في أعمال البحث والإزالة للعوائق الاسمنتية علّهم يسمعوت صوتاً لأحد المنكوبين تحت الردم، كانوا منهكين بدنياً، والإعياء أخذ منهم ما لم يأخذ من عمال مناجم الفحم المنهارة في بلاد من العالم، ولم تفتر قواهم، لقد جاءوا الى بناية محاصرة بضيق الطريق وتهديد من المحيط المجاور، ليستغرق البحث والإنقاذ والانتشال منهم خمساً وثمانين ساعة بثوانيها، دون كللّ ولا مللّ ولا تبرّم، فقائد الفريق" أنس العبادي" على رأس فريقه، ومئتان من أبطال الإنقاذ يتداولون العمل، وتأخذهم الغفوة من التعب ليستلقوا على رصيف الشارع، فيما العقيد "عامر السرطاوي" يبث مستجدات الأحداث من الموقع طيلة أربعة أيام على الرصيف، فيما تحول المشهد لمحنة نكون أو لا نكون.
في أميركا يا سادة، التي وقعّ وزير خارجيتها توني بلينكن على اتفاقية التزام لدعم الأردن بمليار ونصف دولار سنويا، تعج السينما هناك بأفلام واقعية تسلط الضوء على أبطالهم المفترضين، ليست أفلاماً عن "إبراهام لينكولن" أو "جورج واشنطن" فحسب، بل في كل حرب قد تكون غير عادلة شنتها القوات الأميركية، تخرج هوليوود بفيلم يؤرخ ويرفع شأن الجنود الذين قاتلوا وقتلوا على أراض بعيدة، ولكن عندنا نحن اليعاربة، لا نعترف بفضل المقاتلين ولا بتاريخ الأبطال الحقيقيين الذين لا تذكرهم سيرّ المؤرخين.
إن شئتم شاهدوا فيلما رائعا يبث الحماسة في نفوسنا العاجزة، وأنانيتنا التي لا تعترف بتقصير بعض الجهات، فهناك فيلم جيد هو (only the brave) أو "للشجعان فقط"، يجسد قائد فريق الإنقاذ فيه الممثل "جوش برولين"، وتناول قصة مجموعة من رجال المطافئ في ولاية أريزونا، حيث قام برولين بحشد فريق من المحترفين والجنود السابقين لإخماد حريق هائل نشب في غابات محيطة بمدينة يارنيل في عام 2013، ورغم الجهود الجبارة للفريق المكون من 19 إطفائياً لمنع وصول الحرائق لبيوت المدينة، فقد لقي الفريق كاملا حتفهم وسط النيران التي تؤزها الريح، فلماذا لا ينتج فيلم عن هذه البطولات التي ضحى العديد من مرتبات الجيش والأمن العام بأرواحهم لإنقاذ المواطنين والتصدي للإرهابيين، ومواطنون قدموا خدمات جليلة لم يذكرها إلا الله؟
البطولات لا تحتاج الى ربطة عنق تزين بزة من الحرير، بل يكفي يد مباركة وبدلة عسكرية مغبّرة تنقذ حياة عشرة أشخاص بين طفل وامرأة ورجل وتخرج أربعة عشر متوفياً، وإنقاذ قطط حوصرت مع ساكنيها تحت ركام البناء، فكم من أفراد الإنقاذ والدفاع المدني توفوا الى رحمة الله وهم يكابدون لإنقاذ غرقى أو إطفاء حرائق عبثية أو إخراج محاصرين داخل نفق لباحثين عن الذهب، ولم نتذكر اليوم اسم أحد منهم، وأنا أحسب أن مجموعات البحث والانقاذ وهبة الأمن العام لانقاذ عشرة أرواح بالمعجزة وتحقيق لإرادة الله، وهو درس لأصحاب النفوس الجشعة، فسلامة المباني وحياة الناس ليس فيها تجارة بخسة وتوفير في المواد الأساسية.
لا شك أن الشعب الأردني جميعه ممتنون لتلك الكوكبة من أبطالنا، وستسجل أسماؤهم على جدارية تحمل كل أسماء أبطال الأردن الذين قضوا في سبيل حماية وخدمة الشعب المتنعم بما فضل الله عليه من نعمة.
أولئك المنقذون الكبار بعزيمتهم لم يتصلوا بعائلاتهم والاطمئنان على أطفالهم، فقد كانوا منشغلين في أعمال البحث والإزالة للعوائق الاسمنتية علّهم يسمعوت صوتاً لأحد المنكوبين تحت الردم، كانوا منهكين بدنياً، والإعياء أخذ منهم ما لم يأخذ من عمال مناجم الفحم المنهارة في بلاد من العالم، ولم تفتر قواهم، لقد جاءوا الى بناية محاصرة بضيق الطريق وتهديد من المحيط المجاور، ليستغرق البحث والإنقاذ والانتشال منهم خمساً وثمانين ساعة بثوانيها، دون كللّ ولا مللّ ولا تبرّم، فقائد الفريق" أنس العبادي" على رأس فريقه، ومئتان من أبطال الإنقاذ يتداولون العمل، وتأخذهم الغفوة من التعب ليستلقوا على رصيف الشارع، فيما العقيد "عامر السرطاوي" يبث مستجدات الأحداث من الموقع طيلة أربعة أيام على الرصيف، فيما تحول المشهد لمحنة نكون أو لا نكون.
في أميركا يا سادة، التي وقعّ وزير خارجيتها توني بلينكن على اتفاقية التزام لدعم الأردن بمليار ونصف دولار سنويا، تعج السينما هناك بأفلام واقعية تسلط الضوء على أبطالهم المفترضين، ليست أفلاماً عن "إبراهام لينكولن" أو "جورج واشنطن" فحسب، بل في كل حرب قد تكون غير عادلة شنتها القوات الأميركية، تخرج هوليوود بفيلم يؤرخ ويرفع شأن الجنود الذين قاتلوا وقتلوا على أراض بعيدة، ولكن عندنا نحن اليعاربة، لا نعترف بفضل المقاتلين ولا بتاريخ الأبطال الحقيقيين الذين لا تذكرهم سيرّ المؤرخين.
إن شئتم شاهدوا فيلما رائعا يبث الحماسة في نفوسنا العاجزة، وأنانيتنا التي لا تعترف بتقصير بعض الجهات، فهناك فيلم جيد هو (only the brave) أو "للشجعان فقط"، يجسد قائد فريق الإنقاذ فيه الممثل "جوش برولين"، وتناول قصة مجموعة من رجال المطافئ في ولاية أريزونا، حيث قام برولين بحشد فريق من المحترفين والجنود السابقين لإخماد حريق هائل نشب في غابات محيطة بمدينة يارنيل في عام 2013، ورغم الجهود الجبارة للفريق المكون من 19 إطفائياً لمنع وصول الحرائق لبيوت المدينة، فقد لقي الفريق كاملا حتفهم وسط النيران التي تؤزها الريح، فلماذا لا ينتج فيلم عن هذه البطولات التي ضحى العديد من مرتبات الجيش والأمن العام بأرواحهم لإنقاذ المواطنين والتصدي للإرهابيين، ومواطنون قدموا خدمات جليلة لم يذكرها إلا الله؟
البطولات لا تحتاج الى ربطة عنق تزين بزة من الحرير، بل يكفي يد مباركة وبدلة عسكرية مغبّرة تنقذ حياة عشرة أشخاص بين طفل وامرأة ورجل وتخرج أربعة عشر متوفياً، وإنقاذ قطط حوصرت مع ساكنيها تحت ركام البناء، فكم من أفراد الإنقاذ والدفاع المدني توفوا الى رحمة الله وهم يكابدون لإنقاذ غرقى أو إطفاء حرائق عبثية أو إخراج محاصرين داخل نفق لباحثين عن الذهب، ولم نتذكر اليوم اسم أحد منهم، وأنا أحسب أن مجموعات البحث والانقاذ وهبة الأمن العام لانقاذ عشرة أرواح بالمعجزة وتحقيق لإرادة الله، وهو درس لأصحاب النفوس الجشعة، فسلامة المباني وحياة الناس ليس فيها تجارة بخسة وتوفير في المواد الأساسية.
لا شك أن الشعب الأردني جميعه ممتنون لتلك الكوكبة من أبطالنا، وستسجل أسماؤهم على جدارية تحمل كل أسماء أبطال الأردن الذين قضوا في سبيل حماية وخدمة الشعب المتنعم بما فضل الله عليه من نعمة.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/09/18 الساعة 00:46