برنامج الموازي تكريس للطبقية
مدار الساعة ـ نشر في 2022/09/15 الساعة 13:18
أنا افهم وبحكم تخصصي الدقيق رياضيات معاصرة أن مفهوم التوازي هندسياً هو وجود مسافة ثابتة بين خطين مستقيمين، بحيث لا يلتقيان أبدًا أو يتقاطعان مهما امتدا، وأن الخطوط المستقيمة المتوازية تصنع زوايا داخلية وخارجية في حال قطعهما بخط ثالث يسمى الخط المستعرض أو الخط القاطع، وإذا ما تعامد خط ما مع المستقيمات المتوازية فإن العديد من الزوايا (الحادة) عفواً القائمة ستنشأ من جديد.
أصعب ما يواجهنا كمواطنين أردنيين في أبناءنا بالذات وبعد ظهور نتائج امتحان شهادة الثانوية العامة من كل عام هو مسألة تأمين القبول لأبنائنا في الجامعات واختيار مكان الجامعة ونوع التخصص المرغوب فيه, وتكاد تكون هذه المرحلة اصعب بكثير من الحصول على وظيفة في القطاع العام أو القطاع الخاص بعد التخرج من الجامعة.
على أصحاب القرار في قبول الطلبة في برنامج الموازي اليوم التوقف ملياُ, والتفكير جيداً بإعادة دراسة وتقييم سياسات هذا البرنامج في الجامعات الأردنية, وأن يدركوا تماماً أن الوقت قد حان لأن تشهد هذه السياسات المزيد من التدقيق والمرجعات الحقيقية, فمن غير المقبول على الاطلاق أن تنهار منظومة العلامات المقدّسة في امتحان شهادة الثانوية العامة على عتبات سياسات القبول في الجامعات الأردنية, وذلك من خلال تخفيض أعداد قوائم التنافس الحر على حساب قوائم قبول أخرى كالأقل حظاً, والموازي, وغيرها من القوائم العديدة قليلة الدسم.. وبمعدلات اقل من معدلات التنافس الحر في نفس التخصص.
أعتقد جازماً أن مبدأ تكافؤ الفرص والذي طالبنا ونطالب فيه جميعاً يدعو المعنيين للعمل الجاد لتغيير سياسات القبول في الجامعات الأردنية وذلك من خلال المزيد من المرجعات الحقيقية في قبول قوائم الأقل حظاً, وقوائم الموازي, وجميع القوائم الاخرى الموجودة على الساحة, والعمل على إعادة النظر فيها, وجعل قوائم التنافس الحر هي الأساس في الاعتماد والقبول, وهذا يتطلب قبل ذلك توفير جميع التسهيلات والامكانات التعليمية لجميع مدارس وطلبة المملكة بنفس المستوى وعلى امتداد جغرافية الوطن.
إن برنامج الموازي في الجامعات الأردنية مثلاً والذي يعمل على قبول طلبة أغنياء (بمعدلات اقل) من قبول طلبة التنافس الحر لنفس التخصص ولنفس الجامعة هو تكريس واضح للطبقة العليا والأغنياء في المجتمع الأردني, وهذا من شأنه العمل على إثارة قلق وحفيظة طلبة الطبقة الوسطى والدنيا في المجتمع, وأن فرص قبول باقي الطلبة والتي علاماتهم متساوية لعلامات طلبة الموازي لنفس التخصص ولنفس الجامعة ستنعدم, وربما يقبلوا في تخصصات أقل مستوى من تخصصات طلبة الموازي وهذا هو بالضبط ما يسمى بطبقية التعليم في المجتمع.
نعم, آن الأوان لأجراء بعض المراجعات المتعلقة بسياسات القبول في الجامعات الأردنية وجعل التعليم متاحاً لجميع الطلبة الأردنيين بغض النظر عن الطبقة الاجتماعية التي ينتمون إليها, وذلك من خلال إلغاء قبول قوائم الأقل حظاً وقوائم الموازي والقوائم الأخرى التي لا نعلم المعايير الحقيقية لها.. والابقاء فقط على قوائم التنافس الحر لجميع طلبة المملكة دون أية تمييز, أو اية استثناءات.
وبعد ..
إن فتح باب التعليم للطلبة الأغنياء (البرنامج الموازي) إجراء غير مسؤول يتعارض مع مبدأ تكافؤ الفرص, ويعمل على احتكار بعض التخصصات للطلبة الأغنياء, ويعمل أيضاً على تحييد طلبة الطبقتين الوسطى والدنيا وحرمانهم من بعض التخصصات.. قد يقبل الكثير منا نمط حياة الطلبة الأغنياء الخاصة بهم وهذا ليس لاحد التدخل فيه, لكن لا احد يقبل تمييز هؤلاء عن الآخرين في حق التعليم, فالتعليم حق لجميع طبقات المجتمع.. اليس كذلك؟
أصعب ما يواجهنا كمواطنين أردنيين في أبناءنا بالذات وبعد ظهور نتائج امتحان شهادة الثانوية العامة من كل عام هو مسألة تأمين القبول لأبنائنا في الجامعات واختيار مكان الجامعة ونوع التخصص المرغوب فيه, وتكاد تكون هذه المرحلة اصعب بكثير من الحصول على وظيفة في القطاع العام أو القطاع الخاص بعد التخرج من الجامعة.
على أصحاب القرار في قبول الطلبة في برنامج الموازي اليوم التوقف ملياُ, والتفكير جيداً بإعادة دراسة وتقييم سياسات هذا البرنامج في الجامعات الأردنية, وأن يدركوا تماماً أن الوقت قد حان لأن تشهد هذه السياسات المزيد من التدقيق والمرجعات الحقيقية, فمن غير المقبول على الاطلاق أن تنهار منظومة العلامات المقدّسة في امتحان شهادة الثانوية العامة على عتبات سياسات القبول في الجامعات الأردنية, وذلك من خلال تخفيض أعداد قوائم التنافس الحر على حساب قوائم قبول أخرى كالأقل حظاً, والموازي, وغيرها من القوائم العديدة قليلة الدسم.. وبمعدلات اقل من معدلات التنافس الحر في نفس التخصص.
أعتقد جازماً أن مبدأ تكافؤ الفرص والذي طالبنا ونطالب فيه جميعاً يدعو المعنيين للعمل الجاد لتغيير سياسات القبول في الجامعات الأردنية وذلك من خلال المزيد من المرجعات الحقيقية في قبول قوائم الأقل حظاً, وقوائم الموازي, وجميع القوائم الاخرى الموجودة على الساحة, والعمل على إعادة النظر فيها, وجعل قوائم التنافس الحر هي الأساس في الاعتماد والقبول, وهذا يتطلب قبل ذلك توفير جميع التسهيلات والامكانات التعليمية لجميع مدارس وطلبة المملكة بنفس المستوى وعلى امتداد جغرافية الوطن.
إن برنامج الموازي في الجامعات الأردنية مثلاً والذي يعمل على قبول طلبة أغنياء (بمعدلات اقل) من قبول طلبة التنافس الحر لنفس التخصص ولنفس الجامعة هو تكريس واضح للطبقة العليا والأغنياء في المجتمع الأردني, وهذا من شأنه العمل على إثارة قلق وحفيظة طلبة الطبقة الوسطى والدنيا في المجتمع, وأن فرص قبول باقي الطلبة والتي علاماتهم متساوية لعلامات طلبة الموازي لنفس التخصص ولنفس الجامعة ستنعدم, وربما يقبلوا في تخصصات أقل مستوى من تخصصات طلبة الموازي وهذا هو بالضبط ما يسمى بطبقية التعليم في المجتمع.
نعم, آن الأوان لأجراء بعض المراجعات المتعلقة بسياسات القبول في الجامعات الأردنية وجعل التعليم متاحاً لجميع الطلبة الأردنيين بغض النظر عن الطبقة الاجتماعية التي ينتمون إليها, وذلك من خلال إلغاء قبول قوائم الأقل حظاً وقوائم الموازي والقوائم الأخرى التي لا نعلم المعايير الحقيقية لها.. والابقاء فقط على قوائم التنافس الحر لجميع طلبة المملكة دون أية تمييز, أو اية استثناءات.
وبعد ..
إن فتح باب التعليم للطلبة الأغنياء (البرنامج الموازي) إجراء غير مسؤول يتعارض مع مبدأ تكافؤ الفرص, ويعمل على احتكار بعض التخصصات للطلبة الأغنياء, ويعمل أيضاً على تحييد طلبة الطبقتين الوسطى والدنيا وحرمانهم من بعض التخصصات.. قد يقبل الكثير منا نمط حياة الطلبة الأغنياء الخاصة بهم وهذا ليس لاحد التدخل فيه, لكن لا احد يقبل تمييز هؤلاء عن الآخرين في حق التعليم, فالتعليم حق لجميع طبقات المجتمع.. اليس كذلك؟
مدار الساعة ـ نشر في 2022/09/15 الساعة 13:18