خطاب الدولة وحسن تسويق الإنجازات
إن الإنجازات وبكافة أنواعها السياسية والاقتصادية والتعليمية والصحية، بحاجة اليوم إلى تسويق وترويج وطني يلمسه المواطن حتى تزداد عزائمه وتتسارع خطواته في العمل والأمل، وأعتقد أن المعضلة تكمن بتواضع الماكينة التسويقية التي تظهر كثيرا من الإنجازات على أنها متواضعة وباهتة، بحيث لا تصل الرسالة الوطنية المؤثرة للناس لكي يتعزز لديهم الشعور بالفخر والاعتزاز بدولتهم. وبالمقابل نرى أشياء صغيرة في دول أخرى يجعلون منها كالمثل القائل ((ساووا من الحبة قبة)) واستطاعوا ان يلفتوا انتباه الكثير لما قاموا به على الرغم من تواضع انجازاتهم الا التسويق العالي وبالصوت العالي المستمر اجبر الجميع على الاستماع لهم وأصبح هذا المستمع مروجاً لما فعلوا ويفعلون.
الخطاب الوطني صار بحاجة إلى إعادة هندسة أمام المنجزات الوطنية الحديثة، وتلك المرتبطة بتاريخ الاباء والاجداد، لما لا نرفع الصوت عالياً ونغير من فلسفة التكامل بين مؤسسات الدولة ونبين الصورة الكاملة للناس ونرقى جميعاً في عيوننا الوطنية للإنجازات، وما نملك من مقومات وارث تراكمي، أدرك أن الجميع يريد أن يفرح بإنجازات المؤسسات الوطنية ومكتسباتها..
وهنا.. للأسف نجد من لا يأبه بكل ما تفعله الدولة، لا بل وهناك من يشوه ولا يعطي الوزن الحقيقي للإنجازات الوطنية وللأسف أن لهم مستمعين، معاً البديل ولا يسمعون صوت الخطاب الوطني الذي نطمح أن يكون، الذي يبين ويبرز الحقائق والسعي الوطني بالتفوق والارتقاء، وعليه فان تسويـق المنجـزات الحقيقـيـة للوطـن هو الأهم والاسلم من تسويق المنجزات الوهمية.
من هنا ندعو الى تأسيس إدارة متخصصة تعنى بالتخطيط الدائم المستمر للتعريف بالمنجز والانجاز الوطني ضمن استراتيجية دولة لا استراتيجية حكومة.