هل يصلح عبدالهادي راجي لكي يكون مديرا لدائرة الإحصاءات العامة

عبدالهادي راجي المجالي
مدار الساعة ـ نشر في 2022/09/12 الساعة 00:39
يوجد إعلان حكومي, حول التقدم لإشغال وظيفة مدير دائرة الإحصاءات العامة, وأنا بصراحة أفكر في الأمر فلدي الكثير من الخبرات في هذا المجال.
في طفولتي مثلا قمت بإحصاء الأغنام, كان القطيع منقسما لأغنام بدمغة زرقاء وأخرى حمراء.. حتى يتم التمييز بين أصحابها, وكانت هذه الطريقة عبقرية, ففي حال استعصى على الراعي أن يميز بين أغنام عبدالهادي راجي مثلا وأغنام راغب علامة كان يلجأ للدمغة.. وهذا الأمر منحني خبرة في مجال معرفة أنواع الحلال: الكبش, الخروف, الجدي, الأصهب...الخ.. تخيلوا أن ميولي في الطفولة كانت رعوية.
قمت أيضا بإحصاء اسناني, كانت تسقط من تلقاء نفسها.. ففي الأول الابتدائي وما تلاه من مرتبات غاية في الصرامة, بدأت أسنان الحليب بالانهيار.. وانهارت معها حروفي فالسين أصبحت شيناً, والراء صارت (غين).. وكنت (مَضحكة) بالمعنى الحقيقي للكلمة.
قلت لي خبرة في مجال الإحصاءات العامة, ولشدة تعلقي بهذا الأمر.. قمت مرة بإحصاء حبات العدس في المجدرة ومحاولة فصلها عن الرز, لكنهم للأسف لم يأخذوا هذا الأمر في اطار النباهة والعبقرية المبكرة, فقد تلقيت صفعة ثم تهديدا يؤكد أني أقوم باللهو.. وهذا الأمر يقع في خانة المحرمات.
احصيت نظرات ليلى في صباي, كانت كل نظرة منها تطرحني اسبوعا كاملا في الحضيض.. اذبل مثل ورق المحارم المعطر, واعتبر أن هذه النظرة كانت لي وحدي دون غيري من الفتية... وأمضي ليلي محلقا فوق السرير, وليلى كانت في خاطري.. مثل السكر واشهى أو مثل الهواء حين يقتحم رئتيك بعد انقطاع مطول للأنفاس... احصيت نظرات كثيرة منها وقلت في داخلي هو الحب ولا يوجد بعده أو قبله.. ولكني اكتشفت فيما بعد أن ليلى كانت تمنح الكل نظراتها... ليلى كانت مثل ماء السبيل, وأنا كنت (أهبل) في الحب..
حين كبرت قمت بإحصاء الخيبات, وتطلب مني الأمر جهدا جبارا.. فالخيبات تأتي كلها دفعة واحدة مثل السيل العارم حين يداهم المجرى الذي تشققت تربته من العطش, تأتيك من فوقك ومن أسفلك ومن يمينك ومن شمالك.. تداهمك في نومك, حتى في الأحلام تأتيك, هل شاهدتم حلما يحمل خيبة؟ أنا حتى احلامي كانت تحمل الخيبات.
سأقدم للجنة هذه المؤهلات.. أظنها تؤهلني لكي أكون مديرا لدائرة الإحصاءات العامة...
Abdelhadi18@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2022/09/12 الساعة 00:39