عبدالهادي راجي يكتب: مرزوق الغانم

عبدالهادي راجي المجالي
مدار الساعة ـ نشر في 2022/09/08 الساعة 13:31
في اللهجة اللبنانية والمصرية يقولون عنه: (مرزوء).. ويصفه المصري بالقول: (ده مرزوء جدع ما ايخافش غير من ربنا).. وبالأردنية الفصيحة نقول عنه: (مرزوق النشمي.. مرزوق الذيب).. وأهلنا في الكويت حين يشاهدونه يتحدث على التلفاز يقولون: (تكفى يا مرزوق تكفى)..
العراقي حين يتحدث عن مرزوق فإنه يقول: (خوش رجال ).. واللهجة اللبنانية هي الأخرى اقتحمها مرزوق.. فحين كان يهدر بتصريحاته لأجل فلسطين والأمة كانوا يقولون عنه: ( شو مهضوم هيدا المرزوء..)، اللهجة السورية هي الأخرى كان لها نصيب في وصفه.. فقد كانوا يقولون عنه حين يتجرأ على طرد الوفد الإسرائيلي: (يشكل اسي.. هالمرزوء شو رجااال )..
.. أنا اتحدث عن مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي، الذي أعلن أنه لن يخوض الانتخابات.. وقد ازعجني هذا الخبر، فقد اقتحم الشاشات والقلوب العربية.. ليس لأنه يشبه راغب علامة ولا لأن صوته يشبه صوت طوني حدشيتي.. بل اقتحمها حين برد غليلها، وحين انتصر لفلسطين ولقضايا الأمة.. وحين تجرأ على الإسرائيليين، وحين اتخذ موقفا من التطبيع.. وحين ظل وفيا للقومية العربية، وأعاد في الناس احياء تيار المواجهة والرفض.
مرزوق هو نمط الشاب العربي الذي اقتحم السياسة، وتوضأ بالطهر لم يتوضأ بالتطبيع ولا بالدولارات، لهذا لم يكن كويتي الجنسية.. بل كان مصريا وسوريا وأردنيا ويمنيا وعراقيا.. .جميع الجنسيات جمعها كلها في قلب واحد.. .وعدل العقال يمينا باتجاه الكرامة وحدها.
لو أن مرزوق تغافل عن انفاسه القومية واستبدلها بأنفاس تطبيعية، لو أنه سلم على عضو في الكنيسة الإسرائيلي من تحت الطاولة ومجرد سلام فقط.. لكان الآن في الأمم المتحدة يحظى بالتكريم، ولحصل على جوائز رجل العام في بريطانيا وجوائز السلام التي تنتجها معاهد أمريكا.. ولكان رجل الغرب الأول في المنطقة، ولكنه ظل البدوي العربي الحر.. لهذا اشترى كرههم له ونبذ حبهم.. فليكرهه الغرب.. يكفي أن خطى الإبل في الكويت تعشقه، وكحل الصبايا ظل وفيا له.. والنوارس هناك احبته، والعطر الذي مر من سوق الصالحية.. وشممته على غفلة فانعش فيك الروح دون أن تدري لمن هو.. تمنى لو للحظة أن يعبر من كف مرزوق.. حتى العطر احبك يا هذا.. وصدقني أن بدر شاكر السياب لو عاش زمنك، لكتب لك .
نحن يا مرزوق بوصلتنا في الحب فلسطين، وقد كنت وفيا لها.. والكويت لا تتنكر لرمل الصحراء فيها وأنت لم تتنكر لا للصحراء ولا للبحر، والعروبة في لسانك لم تكن سلعة اعلامية تتردد في الفضائيات، بل كانت سلوكا عربيا أصيلا في المحافل الدولية..
على كل حال سنقول لك بالمصرية: (متشكرين ائوي يا مرزوء).. وسنقول لك باللبنانية: (ميرسي كتيير لئلبك يا مرزوء).. وسنقول لك بالعراقية: (الله ايساعدك عيوني).. وسنقول لك بالأردنية: (يعطيك العافية ما قصرت).. وسنقول لك بالعربية الفصيحة: كنت اوفى الرجل وانبلهم..
.. وسأختم مقال بالكويتية: (تكفى يا مرزوق تكفى) .
abdelhadi18@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2022/09/08 الساعة 13:31