غير حياتك

مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/21 الساعة 22:21
كتب .. د. علي قوقزة قال الله تبارك وتعالى في محكم كتابه، بعد أن أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: " ..إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ.. ". صدق الله العظيم. سورة الرعد: من الآية 11. نستشف من هذه الآية الكريمة أن حكمة الله تعالى وإرادته جل جلاله، جعلت مسألة تغير المجتمع راجعة إلى تغير ما في أنفس أفراده ، فإذا غيَّر الأفراد ما بأنفسهم نحو الأفضل تغير المجتمع نحو الأفضل أيضاً . وفي حقيقة الأمر، فالتغيير يبدأ من الداخل، أي من النفس، وذلك بتغيير الأنماط المعيارية، والقيميّة، والفكرية للإنسان؛ فإذا ما تغيّر ذلك، فإنه ينعكس على السلوك الخارجي للفرد والمجتمع على السواء . من هذا المنطلق نجد أن التغيير لا يمكن أن يكون إلاّ من الداخل، ولا بُد أن ينبع من قناعةٍ داخل النفس، ومهما قام الآخرون بمساعدتنا، فلن يحدث التغيير، إلا إذا رغبه الإنسان وبدأه، فمعظم الناس غير راضين عن حياتهم، وفي واقع الحال، فإننا نجد كثيراً ممن يدعون الرضا والسعادة في حياتهم، هم في حقيقة الأمر غير راضين عن أسلوب وشكل الحياة التي يعيشونها، وكلٌ منهم يتلهف أن يغير حياته لتصبح أفضل مما هي عليه. إنّ التغيير هو ما يجعل النجاح ممكنا في الحياة، وهذا يعني أن تقفز بنفسك إلى مستوى آخر جديد وأعلى، على أساس أن يكون هذا التغيير إيجابياً، إنه خطوة مهمة لنا حتى نصلح ما يجب إصلاحه، ونستبدل ما يجب استبداله, ونضيف ما يجب إضافته، وهذه هي الحياة تتطور وتتقدم وتتغير، فالظروف تتغير، والجو يتغير، ونحن أيضاً نتغير. ولكن الجميل في الحياة أن الأهداف لا تنتهي أبداً، ودائماً نجد أهدافاً جديدة نتطلع إليها ونصبوا لتحقيقها. فحين تحقق هدفاً قد عملت له جاهداً، ولا تتوقف عند هذا الحد، بل بتحقيقك لهذا الهدف تتفتح أبواباً جديدة من الأمل والأهداف، لتباشر في تحقيقها، فالإنسان لا تنتهي أحلامه أبداً. أن الهدف لكل فعل إنساني هو السعادة، ولن يحظى بالسعادة إلا الخيرون من الناس, ولا يكون المرء خيراً إلا بتحلّيه بالفضيلة .فالعمر صغير لا يحتمل ضياع أكثر مما ضيعته على نفسك من فرص، ووقت، وحياة تستحقها .وأول ما يجب عليك أن تفعله حين تريد بصدق إحداث تغيير في حياتك، هو تغيير نفسك من الداخل، مع الثقة بالنفس، لترفع من مستوى مقاييسك، وان تكون هداية نفسك بحب الله ورسوله هي المطلب الأساسي في حياتك، والابتعاد عن الأشخاص المحبطين، والتفكير في ما الذي تستطيع القيام به، لتخرج من حالة الإحباط الذي تعيش فيه، لتصل في نهاية الأمر إلى كيفية الإمكان تغيير الوضع الحالي للأفضل، وليكن في علمك، أنه ليس هناك تغيير إيجابي دون إرادة أو عناءٍ، وهنا تكمن اللذة والاستمتاع بالانتصار على هوى النفس وشهواتها. وفي نهاية المطاف، أسأل الله تعالى العلي القدير، أن يوفقنا جميعاً لتغيير أقوالنا، وأعمالنا، ونوايانا، وجميع شأننا إلى ما فيه الصلاح، والحمد لله رب العالمين .
مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/21 الساعة 22:21