دعوة إلى اطلاق جائزة باسم المؤرخ الراحل سليمان الموسى

مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/21 الساعة 19:38
مدار الساعة - منال قبلاوي - استذكر المنتدون في الندوة التي اقامتها مديرية الثقافة في امانة عمان الكبرى في مكتبة الراحل (سليمان الموسى المتخصصة بتاريخ الأردن ) تحت عنوان ( مؤرخ الاردن سليمان الموسى واشهار كتابيه ايام لا تنسى و اعلام من الاردن ) ضمن سلسلة الاعمال الكاملة - بعد تسع سنوات على رحيل الموسى - بعضا من كتبه ومخطوطاته بإعتباره أحد القلائل الذين أثروا المكتبة الأردنية والعربية بمؤلفاته القيمة وإنتاجه الغزير، حيث نجح الموسى نجاحا كبيرا في التوثيق لمسيرة الأردن منذ عهد الإمارة وحتى عهد التأسيس الملكي، وصولا إلى محطات كبيرة ومعقدة حتى مطلع القرن الحالي. وتمثل استذكار المنتدون للراحل الموسى من خلال قراءة كتابين له الأول (أعلام من الأردن) صفحات من تأريخ العرب، وهو سيرة غيرية لثلاثة رموز وطنية لها بصمات واضحة في مفاصل الدولة الأردنية و(كتاب ايام لا تنسى: الأردن في حرب عام 1948).. المهندس ابراهيم خريس نائب مدير المدينة للتنمية المجتمعية في امانة عمان المهندس ابراهيم خريس ركز على استعداد الأمانة على متابعة واحياء ذكرى الموسى وعقد الندوات في مكتبة سليمان الموسى في مركز الحسين الثقافي بمنطقة رأس العين. داعيا الى تشجيع زيارة المكتبة من طلبة العلم والمدارس لزيادة معرفتهم بتاريخ الوطن. اللواء المتقاعد الدكتور محمد الرقاد: كتاب (ايام لا تنسى) ليس ضرورة فقط مدير التوجيه المعنوي الأسبق اللواء الركن المتقاعد الدكتور محمد الرقاد درس في ورقته الاستراتيجية الفكرية السياسية والاجتماعية والعسكرية التي طبقها الراحل الموسى في كتابه( ايام لا تنسى ) عن حرب الأردن عام 1948 ودور القادة العسكرين الذين ابلوا مع جنودهم احسن بلاء مبينا ان فكرة وضع هذا الكتاب جاءت من منطلق قناعة الموسى في تلك الفترة بأن مثل هذا الكتاب ليس ضرورة فقط بل هو واجبٌ رداً على التحديات التي كانت قائمة آنذاك خاصة بعد انتشار بعض المفاهيم الخاطئة التي تسربت إلى أذهان البعض في أعقاب نتائج هذه الحرب المعروفة في عام 1948. واكد الرقاد ان كتب الموسى تعد انجازا علميا وثقافيا يسجل بطولات الجيش العربي الأردني ممن واجهوا الموت بشجاعة ورباطة جأش في سبيل الدفاع عن الثرى العربي في فلسطين . فجاء هذا الكتاب سجلَّ وفاءٍ لهولاء الشهداء والأبطال الذين خاضوا غمار حرب عام 1948 في فلسطين مؤكدا ان الكتاب يعد خلاصة تاريخية تأخذ القارىء في ثنايا صفحاتها وتمكِّنه من فهم وتفهم طبيعة الصراع العربي الإسرائيلي وطبيعة وضع الجيش العربي الأردني ودوره في فلسطين ، ثم كيفية وضع القوات العربية واليهودية ، ثم بيّن خلال هذه الخلاصة اتجاهات بريطانيا وأمريكا فيما يخص هذا الصراع ، الأمر الذي يجلّي بوضوح موقف الأردن وقيادته من القضية الفلسطينية ووعد بلفور المشؤوم مبينا أن الموسى كباحث وكاتب ومؤرخ وأديب غطّى بكتاباته مساحاتٍ واسعةً من تاريخ الأردن ، لذا فهو جدير بالمزيد من الاهتمام من قبل المثقفين والأكاديميين والمؤسسات الأردنية الرسمسة وغير الرسمية ، فقد أبرز بصورة جلية بطولات الجيش العربي في أيام لا تُنسى. ويستأهل بتلقيبه بـ " المؤرخ الذي لا يُنسى" .
الدكتور بكر المجالي: دعوة لاطلاق جائزة باسم المؤرخ الراحل الدكتور بكر خازر المجالي الذي عرف المؤرخ الراحل عن كثب ألقى كلمة مشحونة بالعاطفة قال فيها: "نحن في حضرة ذاكرة وطنية تميزت بالمصداقية والاحتراف والاخلاص في التأريخ والتدوين والبحث ، ابو عصام رحمة من الله عليه .. كانت ايامه هي الانجاز المتواصل لخدمة التاريخ الوطني الاردني .. وحين كانت له مساحة من الوقت للبحث في وثائق الديوان الملكي الهاشمي انجز واخرج عددا من المؤلفات لخدمة الجيل والباحثين ،ولانصاف جانبا من تاريخنا الاردني" وأضاف: "تشرفت بالاشراف على طباعة هذين الكتابين ومتابعتهما بتكليف من الديوان الملكي الهاشمي وبتوجيهات دولة رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة"، مستذكرا "ارث المرحوم سليمان الموسى ، الذي تشكل مؤلفاته خزانة ثرية للتاريخ الوطني الاردني ، نستذكر قامة تاريخية كانت هي بحق مركز توثيق وطني فاعل بلا تعليمات وانظمة ومجلس امناء ومدراء ورؤساء ، الا تعليمات الضمير الاردني الصرف ونظام الاخلاص للعمل والحرص على الانجاز الصادق وامانة العطاء معززة بمسيرة حافلة بالعمل" .. ويقول من الذاكرة : "سليمان الموسى حين كنا نجلس معه وبعض الجلسات حول طاولة السفرة في منزله ، في الشارع الذي يحمل اسم شارع الهداية وكان هناك اقتراح وصل الى امانة عمان حينها بتسميته باسم شارع سليمان الموسى ، حين كنا نجلس معه وامامه آلته الكاتبة التي كان يطبع عليه باستخدام اصبع واحد ، كنا نرى مستقبلنا فيه وكنا نستشف مدى التقدير والاحترام العلمي للمؤرخ .. وما هي رحلة العذاب التي لا تنتظر شكرا من احد بل الشكر هو في التصميم على الانجاز وخدمة الوطن .. وسليمان الموسى عبر عن ذاته في بعض وجدانياته وقرأنا الالم والفرح والغضب والرضا في ثنايا ما يكتب ، ولكن كان ابو عصام يكتب اكثر من تاريخ .. تاريخ وطن ويكتب تاريخا مشرفا .. ولكن تعلمنا منه العصامية والاخلاص" ،وهنا نستذكر "التقدير الخاص من لدن جلالة الملك عبدالله الثاني للمؤرخ الاب والفذ سليمان الموسى حين قابله قبل اشهر من وفاته وكيف كان سليمان الموسى زاهدا في طلبه حين طلب اعادة طباعة هذين الكتابين." "وفي ارث سليمان الموسى ما نقرأه في النضال الاردني في فلسطين في سفر ايام لا تنسى .. وفي انصاف صاحب النهضة العربية الشريف الحسين في كتابه الخاص عنه او في كتاب صفحات مطوية من تاريخ الشريف الحسين ،او في تدوينه لكل المراسلات وفق اوراق الامير زيد بن الحسين او مجلد وثائق واسانيد ، ونقف باعجاب عند كتاب لورنس وجهة نظر عربية وهو الرد العربي الوحيد على كتاب اعمدة الحكمة السبعة للورنس الذي يضع العرب دون مستوى القيادة والسيادة ويمسخ صورة العربي في الثورة العربية الكبرى كما جاء في فلم لورنس العرب.. ويشكل كتاب الحركة العربية معجم متكامل للتاريخ السياسي والعسكري والاجتماعي للثورة والنهضة العربية الكبرى . ولكن نشير الى جهد عظيم للمرحوم سليمان الموسى وهو التدوين للتاريخ الشفوي من مشاركين فعليين وشهود عيان في الثورة العربية الكبرى او في حرب فلسطين او في كثير من الاحداث السياسية والعسكرية التي عصفت بمنطقتنا ،وكانت خطوة غير مسبوقة بمقابلة عشرات المحاربين والقياديين والسياسيين المعاصرين والمشاركين . نكرم انفسنا حين نكرم المؤرخ الموسى وأضاف الدكتور بكر: "ونحن نقف في حضرة الذكرى .. نترحم على سليمان الموسى .. الذي هو خالد في سلسلة اعماله وانجازاته . وهي معين ثر لمن يريد القراءة القويمة والعلمية والصحيحة عن تاريخ وطني اردني ..
ونتمنى في هذا اللقاء وهو التاسع ان يبدأ مع العاشر وقد انتظمت لدينا جائزة للتاريخ الوطني الاردني باسم جائزة سليمان الموسى تحدد بتعليمات ونظام من قبل لجنة خاصة للبحث في مؤلفاته وفي تاريخنا الاردني من اجل تشجيع البحث والحصول على الوثائق التي تتصل بتاريخنا ،وكان هناك اكثر من اقتراح ورؤية ومشروع حول ذلك .. وقد تتبنى الموضوع امانة عمان او وزارة الثقافة وقد تكون مشتركة وبدعم الديوان الملكي الهاشمي السباق دائما لدعم مثل هذه الجهود ،وستكون هذه الجائزة نافذة نطل من خلالها على ارث الاردن التاريخي واثرائه الموصول وايضا منبرا نتشارك فيه مع ال سليمان الموسى في تقدير الراحل الكبير . اننا نكرم انفسنا ونحن في حضرة تكريم المرحوم ابي عصام .. اننا نرتقي الى مستوى حجم تضحيات وطننا الاردني بقيادتنا الهاشمية الغالية اننا نحتاج الى ان نكون اهل الحضور الدائم في سجل العالم في سجل العرب في سفر التاريخ وفي ذاكرة الوطن العزيز وكل التحية والتقدير للصابرة ام عصام حفظها الله ". د. محمد: الموسى انصف جدي سليمان النابلسي الدكتور محمد فارس سليمان النابلسي قال في كلمته ان المؤرخ الراحل أنصف جده لكن ما يزال هناك الكثير الذي يمكن ان يدرس ويحلل. وبين ان انصاف النابلسي جاء في عدة مواقع من كتاب الموسى.وقد ساهم بذلك اللقاءات العديدة التي حضرها الموسى "مع جدي مما اعطاه الفرصة بالتعرف عن كثب على شخصية النابلسي وطريقة تفكيره". مؤكدا اجتهاد المؤرخ في الحفاظ على موضوعيته بالتركيز على مقابلة خصوم النابلسي والأخذ بآرائهم في العديد من المواضيع، مشيرا الى ان النابلسي آمن ومنذ بداية انخراطه بالعمل السياسي بضرورة انهاء المعاهدة الاردنية البريطانية كما انه شخصاً شعبوياً يؤمن بأن الشعب مصدر السلطات، لم تغريه المناصب ولم يتمسك بها. مؤكدا تمسك النابلسي بمبادئه حتى وفاته وبقي مؤمناً بالعمل الوطني تحت مظلة وحدة المصير القومي.. هزاع المجالي كما قرأه حيدر المجالي اما الصحفي الزميل حيدر المجالي فقال ان كتاب " أعلام من الأردن" صفحات من تأريخ العرب يعد سيرة غيرية لثلاثة رموز وطنية لها بصمات واضحة في مفاصل الدولة الأردنية. وتابع "ان الحديث عن المرحوم الشهيد هزاع المجالي له دلالات وعبر ومعان، شخصها الموسى بطريقته السردية الشيقة وأضفى عليها لمسات تأخذنا إلى زمن مضى بألقه وجماله ورونقه وشدائده وحزنه. كما يروي في ذات الكتاب سيرة الراحلين سليمان النابلسي، والشهيد وصفي التل، بذات الإسلوب الفريد، والذكاء في تحويل ذهن القاريء ليعيش مع الشخصية ويتعرف عليها فكريا وسياسيا وإجتماعيا وإنسانيا، لأنه يبتعد عن المجاملة الزائدة ويركز على التفاصيل وسبر أغوارها بما ينسجم مع التأريخ للأردن بكل تجرد. رابطة الكتاب الأردنية اما ممثلة رابطة الكتاب الدكتورة مها العتوم فحيت جهود الأمانة والمؤسسات الثقافية الأخرى في طباعة مؤلفات الراحل وشكر الرابطة لتلك المؤسسات. والجدير بالذكر ان الموسى كان عضوا مؤسسا وهو الذي اقترح تسمية الجمعية الوليدة باسم "رابطة الكتاب الأردنيين".
سهيل ومروان سليمان الموسى
وقرا المهندس سهيل سليمان الموسى ورقة الدكتور المحاسنة الذي اشاد بالدور الريادي للمؤرخ، فيما نقل الدكتور مروان سليمان الموسى للحضور كيف حمل الموسى هموم الوطن والأمة العربية فجال الأقطار العربية وسافر ودرس الوثائق البريطانية: دون سليمان الموسى الحقائق بعد تمحيصها وتدقيقها ومقارنتها. فجاءت كتبه الخمسون (ومخطوطان لم يريا النور بعد) لتغني المكتبة الوطنية بالمعلومة والوثيقة. عشق الأردن وأحب من أحبه. نال احترام العالم وأكسب وطنه وامته التقدير، فترجمت كتبه الى لغات عديدة"..
.
الدكتور اسامة حسن عياش اما أستاذ فلسفة التاريخ السياسي في جامعة اربد الأهلية اسامة حسن عياش فقال في ورقته التي عنوانها (سليمان الموسى مؤرخا: وصفي التل إعادة قراءة) -في الذكرى التاسعة لوفاة المؤرخ سليمان الموسى، وبمناسبة إشهار الكتابين المذكورين اعلاه أن الحديث عن الشخصية المحتفى بها تتطلب العلمية وفاءً، ومنهج النقد التاريخي فلسفةً، بعيدا عن الثناء والإطراء، مشددا على وطنية سليمان الموسى أردنيا، ومبدئيته القومية عروبة. وتابع " يُحسب للموسى أنه من الأوائل الذين أدركوا ضرورة تدوين مادة تاريخية عن التاريخ الأردني، بمراحله، ومحطاته، وشخصياته، ورسالته القومية العروبية، غلب عليها الأمانة العلمية، وأخلاقية المعرفة، إلا أنه، من زاوية الدقة العلميه، اختط لنفسه منهج التدوين السردي للمادة التاريخية، التي يفترض أن تخضع للنقد البنائي، والتحليل المنهجي"..
عصام الموسى: دعوة لرفع شعارات جديدة
وفي ختام الندوة دعا الدكتور عصام الموسى في كلمته الى رفع شعارات جديدة للثورة تضاف الى شعارات القرن الماضي وهي ( الوحدة العربية والحرية والحياة الأفضل) من حصيلة التجربة الديمقراطية مبادىء جديدة هي:" العيش المشترك النموذج، والدين لله ولوطن للجميع" واعلاء "حقوق الانسان كاملة غير منقوصه، فتسمو الثورة العربية الكبرى وتبلغ العالمية وتكتسي رداء الحداثة ويظل الأرن القائد الرائد". وفي هذا استذكر مقولة والده الشهيرة عن الثورة العربية التي قال فيها " واستحقت الثورة العربية صفة "الكبرى" لأنها "الثورة الوحيدة في تاريخ العرب الحديث التي قامت باسم العرب جميعا وباسم القومية العربية، وحارب في صفوفها مجاهدون من كافة أقطار العرب الآسيوية: الحجاز واليمن ونجد وسوريا والعراق وفلسطين ولبنان والأردن"". في النهاية، وزع ابناء الموسى وأحفاده كتابي والدهم وجدهم (أيام لا تنسى: الأردن في حرب 1984) و كتاب( أعلام من الأردن) على الحضور في حفل علمي رزين. والواقع، ان المتصفح لكتب الموسى يشعر بأنه يعيش التأريخ بتفاصيله الدقيقة، كونه يصور الوقائع والحوادث بإسلوب راقٍ، يجمع بين التسلسل في سرد الوقائع والتحليل الموضوعي للأحداث، فجميع ما قدمه للمكتبة الوطنية يستحق القراءة والتحليل بعمق وتمعن. ذلك أن القارئ يدرك حرص الكاتب على نقل المعلومة بكل صدق، لما تحويه مخطوطاته من وثائق قيّمة، ومحاولته كتابة التفاصيل بأبعادها المختلفة، بعد أن يستقيها من مصادرها الدقيقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/21 الساعة 19:38