صندوق تعزير المرأة
مدار الساعة ـ نشر في 2022/09/01 الساعة 15:44
عندما يكتب على اللوحة المعدنية المعلقة على حائط بناية احد صناديق تمويل المرأة أن وراء كل امراة طموحة، يفهم مما يقرأ ان هدف الصندوق هو انساني بالدرجة الأولى وانه لمساعدة النساء المحتاجات بمبالغ بسيطة لكي تعتمد على ذاتها وتصبح عنصرا منتجا وان تبدا بمشروعها الصغير الخاص لاعالة اطفالها ونفسها.انما الذي اراه هو غير ذلك، وانا اكتب عما حدث مع زوجتي وفي بيتي. فلسبب ما ولحاجة ما توجهنا لهذا الصندوق لاخذ قرض هو ثلاثة الاف دينار. الى الان الأمر جيد وان المبلغ الذي سنحصل عليه قد يساعد في الخروج من مأزق بسيط او مأزق كبير لا قدر الله عند اخرين. الثلاثة الاف دينار اصبحت مع الفوائد بحدود اربعة الاف وثلاثمائة دينار. اي ان الفائدة تساوي ثلث المبلغ. اريد ان اسأل سؤالا قمة في البساطة، هل هذه الفائدة هي فعلا تساعد المرأة ان تصبح امراة طموحة وان تتحسن حياتها. ثانيا هذه الفائدة المبالغ فيها جاءت بهدف التحسين ام التدمير. في الحقيقة اسئلة كثيرة تراودني واعجز عن ايجاد جواب منطقي وشافٍ لها. الاصل اذا اردنا مساعدة انسان ان ينهض من عثرة او سقطة ان لا نزيد الحمل عليه، وان نتوقع ان هذا الانسان المحتاج قد يعجز عن السداد فتصبح الامور اكثر سوءا وتعقيدا. واكمل. قلنا لموظف هناك اريد ان اسدد المبلغ كاملا حتى اخفف من الفوائد فاجاب ما معناه لقد خسرت الرهان الم تقرأ العقد الذي يقول ان الفائدة تدخل فورا كجزء من المبلغ وعليك دفع المبلغ كاملا مع فائدته حتى لو بعد يوم من اخذ القرض. هنا اصبحت البنوك التجارية ارحم بكثير من هذا الصندوق التي تلغي الفائدة عند السداد المبكر. ولكي يخفف الصندوق على المرأة في المناسبات والاعياد حتى تستطيع شراء الملابس للاطفال وتتحول الحياة في هذه المناسبة لحياة بهيجة اتصلوا بنا ان كنا نريد تأجيل القسط. طرنا فرحا والنتيجة كانت ان علمنا وبما ان القسط الشهري 165 دينارا سيكون عليه فائدة 69 دينارا تضاف للمبلغ الاجمالي والادهى من هذا ان توجب ايضا دفع مبلغ 14 ديناراً نقدا وفي التو والحال.أي ان هذا الصندوق الذي يخفف عن المرأة ويساعدها في محنها قد تقاضى 83 ديناراً كفائدة لـتأجيل شهر واحد فقط. لن اطيل اكثر من هذا ولكن يملأني الذهول والغضب من صناديق تبدو في ظاهرها المساعدة والمساندة وفي الواقع هي تحطم وقد تزيد الامور سوءا فبدل ان تصبح امراة طموحة قد تتحول الى امراة وراء القضبان.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/09/01 الساعة 15:44