ما شافوهم وهم بيسرقوا.. شافوهم وهم بيتقاسموا
منذ صغري وانا اسمع هذا المثل.. كناية عن اختلاف الشركاء في القسمة.. والطمع الذي يحصل عند غالبية الشركاء بعد تحقيق المراد.. وخاصة في الاعمال غير النزيهة.. وذلك لعدم وضوح اهمية الادوار..
كثيرة هي السرقات التي تم كشفها من صراخ وشتم بين السارقين..
واحيانا كانت تنتهي بالقتل.. فيقتل بعضهم بعضا.. طمعا في الاستئثار بالحصة الاكبر..
وكثيرة هي حالات الفساد التي تم كشفها بعد ان دب الخلاف بين الفاسد الاصلي ومن يمتلك المعلومة التي يستغلها ليستفيد منها.. فكم من امرأة فضحت سر فساد زوجها الذي لا يعلم به غيرهما.. بعد ان طلقها او حتى هددها بالطلاق.. او منع عنها شيئا تريده..
نسمع كل فترة عن قصة تدخلنا في حالة فصام نفسي.. فبعد ان يستغل احدهم النزعة العاطفية لدى افراد هذا الشعب الطيب.. وبعد ان يفزع بكل ما لدية.. يكتشف انه وقع تحت تأثير فيلم لا ولن يرقى الى افلام هوليوود.. لانه فيلم بسيط ساذج.. ولكن باستغلال المحسنات اللغوية.. واضفاء النبرة الحزينة.. والاستعطاف لاهل النخوة النشامى.. يُمَرر المشهد الحزين على كل من لا يُحَكِم العقل على العاطفة.. فينجر خلفه.. ويقع ضحية لتلك الدموع والتنهيدات والاستعطافات..
ما يحزنني بشكل اكبر من هذا.. ان هناك من يستغل هكذا احداث ليشهر نفسه.. او نشاطه التجاري.. مستغلا تعاطف الناس لذلك الحدث..
وهؤلاء برأيي المتواضع هم اكثر نذالة او حقارة من صانعي الحدث الاول.. فلقد استغلوا الحدث وهم في قرارة انفسهم يعلمون انه من المتوقع ان يكون فيلما وتمثيلا على الناس كغيره الكثير.. ولكنهم مضوا فيه خبثا على خبث.. وتصنعوا الفزعة من اجل الشهرة والدعاية..
اقولها لكل اردني غيور.. انتم بطبعكم نشامى واصحاب نخوة وفزعة.. ولن يثنيكم المتشعبطون على جراحات وآهات المساكين والمحتاجين عن طبعكم الاصيل..
ولكن ادعوكم جميعا.. بأن تتريثوا وتتحققوا وتتأكدوا من اي حدث.. ولا تكونوا كأسلافنا العرب الذين كانوا يهبوا من اجل الهبة وكشف الرأس دون اي تفكير ولو بسيط.. فاندلعت الحروب بينهم من اجل توافه الامور..
ولنا في قوله تعالى ( لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ) عبرة.. فلا ننجر خلف هؤلاء الذين يملأون الفضاء الالكتروني استجداءا وتسولا.. وعلينا التيقن والتأكد من قصصهم قبل ان نتأثر بها..
وادعو كل انسان غيور ويعرف الحقيقة السيئة لاي حدث يتم الترويج له عبر وسائل التواصل الاجتماعية.. بان لا يتوانى عن فضحه ونشر كل ما يعرفه حول ذلك الامر.. حتى لا يقع الكثيرون ضحية لاصحاب الفكر الاستغلالي التشعبطي..
فكثير من هؤلاء مثله كمثل الذي يستغل الاطفال والنساء في التسول.. مستغلا عاطفة الاردني وفزعته.. وفي نهاية المطاف.. تكون نتيجة تجميع الغلة لجيبه.. ويلقي بالفتات لأولئك الممثلين على هيئة محتاجين..