رسالة

عبدالهادي راجي المجالي
مدار الساعة ـ نشر في 2022/08/31 الساعة 02:12
كتبت في حياتي مئات الرسائل لبنات الصف الأول الثانوي, ولطالبات دخلن الجامعة للتو... ولغزالات اتعبن قلبي, ولكني لم ارسل ولا واحدة.. كنت امزق الرسالة واحفظها في القلب.
واتذكر أني كتبت عشرات الرسائل للبي بي سي, فأنا أعشق هذه الإذاعة كثيراً.. كتبت لبرنامج السياسة بين السائل والمجيب ولهمزة وصل ولمحمود الكرمي, ولم تقم البي بي سي ببث رسائلي... انفقت من مصروفي الكثير من (البرايز) في البريد, وللأسف من دون نتيجة... أشاروا لي مرة واحدة في برنامج محمود المسلمي..
كتبت أيضا لـ"الرأي" في منتصف الثمانينات, واكتشفت فيما بعد.. أن رسائلي بقيت ملقاة على مكتب ساعي البريد, كان يأخذ الـ(9) قروش كلفتها ويرميها.. لم يهتم لأمر طفل تعلق بالرسائل واللغة والصحف وجديلة بنت الجيران..
كتبت أيضا لمجلة العربي.. وأهملوها..
وذات يوم كان للجيش مجلة مهمة اسمها الأقصى, يصدرها كل اسبوع.. وتصلني مع العسكر, كانت توزع للضباط مجانا, وينشر فيها بعض القصائد والصور وبعض المقالات عن تاريخ الجيش.. هم الوحيدون الذين لم يهملوا رسائلي.. كانوا ينشرونها, وأنا كنت طفلا في الـ (13) من عمري.. وحتى اضمن النشر كنت أذيلها: الوكيل المتقاعد عبدالهادي راجي المجالي.. وبعد سنة من النشر قررت ترفيع نفسي إلى رتبة ملازم.. وذيلتها بالملازم المتقاعد عبدالهادي راجي... وكانوا يضعون في أسفل الصفحة الاسم مع الرتبة... لكني خشيت ارسال الصورة حتى لا ينكشف أمري..
كل الرسائل التي أرسلتها في طفولتي أهملوها, لم تصل واحدة منها... إلا الجيش لم يضيع رسالة واحدة لي... إلى متى تبقى الرسائل مهملة؟
abdelhadi18@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2022/08/31 الساعة 02:12