رحيل الدكتور عيد حموده الخطبا بالغربة ومحراب العلم
مدار الساعة -ان الموت حق والفراق صعب وكل ما أسند الحزن شل التفكير وعجز القلم عن التعبير وإن كلماتنا قد لا توفي حق من يؤدي رسالة ساميه في الغربة ومكابدة المعاناه
ولقد كان الخبر صادم في عجالة الرحيل وحقا لقول الحق " فإذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون " صدق الله العظيم . وإن لهذا الفقد والفاجعة شذايا من الأغتيال المحزنة للأهل والأحباب وإن صمت هذا الحزن يختلج القلوب
ولمستهل مناقب الدكتور عيد حموده الخطبا وخلقه النبيل هو من مواليد محافظة الكرك منطقة الجور - غور الصافي لعام ١٩٧٣ ومتزوج ولديه أربعة بنات. والذي أفنى زهرة شبابه مجاهدا في طموحه حاملا على عاتقة ورؤيا نظرتة الثاقبة ( العلم وسمو الإرتقاء ) مغتربا عن أهله ووطنه شاق متحملا الصعاب منذ بداية الطريق التي كانت شقاء من العناء وطبيعتها زراعيه بالحرث ونمو الزرع والحصاد ودورية المواسم رغم صعوبة العيش وضعف الأمكانيات إعتماد المنطقة بأسرها على إنتاج المحصول مستندا في ذلك الوقت انذاك على والده المرحوم حموده الأحمد وإخوتة العزوة الذين لم نسمع عنهم إلا عهد الوصل والتراحم فيما بينهم غير منقطع الرجاء وشقيقه الأكبر ' حمود ' والمختار محمد ابو فارس ' وسند واحمد ومحمود وسعدي وناجح 'وعزيز والأستاذ موسى والدكتور حسين وشقيقاتهم الثمانية وذريتهم الطيبة .رغم ذلك الظروف التي اعترضت طريق الدكتور ساعيا إلا ان واصل وكافح ليرى النور أكثر وقد مرت مراحل كثيره في حياته العملية والعلمية بعد إن انهى الثانوية العامة من مدرسة غور الصافي الثانوية للبنين. ليبدأ انطلاق مسار حياته الجديده الى الجامعات الهندية -جامعة اليجار الأسلامية متفوقا بشهادة البكالوريوس باللغة الإنجليزية مثابرا ليعود لأهلة وإخوته مفتخرا بما حقق ومن ثم يبدا مدرسا في وزارة التربية والتعليم وينهي ذلك الأرتباط ليكمل رغبة الوصول والطموح برسالة الماجستير ودرجة الدكتوراه باللغويات من جامعة UMT الماليزية ليمضي في نبل رسالته .
ولقد عمل الدكتور عيد حموده الخطبا وهو يواصل مراحل محطات حياته في الكفاح والجد والإجتهاد منذ ان درس في احدى الجامعات اليمنية وصولا بترحاله الى الهند رغم اننا نستذكر بأنه قد عمل في القطاعات الخاصة من الشركات ليواصل حياته العلميه معتمدا على نفسه..ومنها .شركة الفلاتر والسقايل وشركة سنتر ابو الذهب - عمان وشركة كهرباء العقبة وفي القطاع التربوي وغير ذلك وإذ اردنا ان نتحدث عن سيرة الدكتور العطره رحمه الله فالحديث يطول ولن يقف القلم ولن يجور بحق هذه القامة العلميه لما بلغ الأثر لتحقيق سمو رسالته التي عانقها منذ صغر حياته حتى إن وصل عضو هيئة تدريسيه ووكيل للطلبة الأردنيين من خلاله موقعه وصفته الأعتبارية في الجامعة الماليزية اذا يقدم المساعده ويؤثر على نفسه في إستقبال ابناء الوطن وأبناء لواء الأغوار الذين لهم في نفسه بالغ الأهمية ليكون لهم عونا بوساطته المعهودة سفيرا للإنسانية بإصالتة وتربيته مقتديا بسجايا أهله وأقاربه بحب الخير والعطاء والوفاء لهم لما يرى وهو موقنا بأن المعاناه هي واحده والهم واحد وهذه هي رحلة الغربة الحزينة التي فاجعت الأهل في الأغوار ليكون شهيدا في محراب العلم ليبقى الأثر في نفوس محبيه لسمعته الطيبة وإتزان شخصيته كريما للنفس وعفيف اللسان ولا نزكي على الله أحد .مودعا أهله برحيله المفاجئ وخواطر من الشعور المكسورة في الداخل رغم ان لهذا الألم والفراق الذي حال بينه وبين أهله ومحبية هو أشد الوجع ولحظات تختزل في الوجدان من الحسرة وإن الموت حقا علينا جميعا ولا إعتراض على حكم الواحد الأحد وهذه هي سنة الحياه تبدأ بمراحل وتنتهي بمحطات أخيرة من الفقد ولقد كرس الدكتور عيد الخطبا في حياته سطور من المعاني والعبر ويبقى الأثر
رحم الله الصديق الدكتور عيد حموده الخطبا . وأسكنه الله جنات النعيم مع الأبرار والصالحين وحسن أولئك رفيقا