لنغلق جسر الملك حسين ولنرى ما سيحدث؟
مدار الساعة ـ نشر في 2022/08/29 الساعة 00:28
عند ساعة كتابة هذه المقالة، تدق الساعة معلنة 125 عاماً على مؤتمر بازل 1897، تلك اللحظة التي ولدّت الدولة اليهودية من خاصرة "بنيامين هرتزل" أكبر منظر يهودي، في بازل بسويسرا ويعلم أين ستنشأ، حيث يجتمع رهط اليهود الأول بقيادة رئيس دولة الكيان الإسرائيلي اتسحق هيرتزوغ ورئيس المنظمة الصهيونية العالمية و1200 من الحضور بينهم رجال أعمال وقادة سابقون ورؤساء أجهزة أمنية ووزراء، والرئيس السويسري الأسبق غي برميلين، وشخصيات يهودية وغير يهودية من 38 دولة، لإحياء ذكرى الاجتماع الأول الذي دعا له هرتزل وأطلق صرخته المدوية: "اليوم نعلن ولادة الدولة اليهودية الصهيونية" على أرض فلسطين، أو كما يزعمون "أرض الميعاد".
المؤتمر الاحتفالي أقيم تحت إجراءات أمنية مشددة، بسبب مظاهرات احتجاجية كبرى ضد إقامته، أكبرهما مظاهرتان رافضتان لإقامة المؤتمر دعت لهما منظمات أجنبية داعمة للفلسطينيين، حيث نقلت الأخبار أن هناك 70 هيئة بما في ذلك منظمات سياسية وأكاديميون وشخصيات ثقافية ونشطاء مؤيدون للشعب الفلسطيني، فضلاً عن شخصيات يهودية أرسلت خطابات احتجاج مفتوح إلى كانتون بازل كتبوا فيها: "الصهيونية هي الأساس الأيديولوجي لدولة إسرائيل، وهي واحدة من آخر مشاريع المستعمرين الاستيطانيين في القرن الحادي والعشرين". متهمين المؤتمرين بتجاهل الواقع القائم في إسرائيل التي أقامت نظام فصل عنصري ضد الشعب الفلسطيني باعتباره استمراراً للصورة الذاتية الصهيونية التي تمت صياغتها في بازل عام 1897". وهذا نقلاً عن صحيفة "إسرائيل اليوم".
ترى ما الذي حدث خلال قرن وربع كي تتربع دولة الاحتلال الإسرائيلي على هرم القيادة العالمية؟ فما حدث أن المنظمة الصهيونية استطاعت تمرير مشروع التفتيت العربي من خلال الدول الاستعمارية عقب هدمها للإمبراطورية العثمانية، وخلق دول علمانية موالية لهم أخرجت حاييم وايزمن وديفيد بن غوريون أخيرا ليكونا قائدين لأول حكومة يهودية صهيونية علمانية في التاريخ، وشرّعت القتل والتدمير والاقتلاع البشري للسكان العرب لبناء دولة طاولت السماء في قوتها العسكرية والاستخبارية والاقتصادية وأحكمت قبضتها على أفواه دول العالم أجمع.
ماذا عن الفلسطينيين؟ ثلثا الشعب الفلسطيني تم تهجيرهم واقتلاعهم من أرض أجدادهم، عدا السماسمرة المستوطنين شمال فلسطين الذين باعوا مبكراً أراضي شاسعة للوكالة اليهودية الباقية حتى اليوم، إذاً ما الذي حدث للفلسطينيين الذين غاصت أقدامهم في تراب وطنهم؟ لقد انقسموا بين أرضين، واحدة مسروقة قديماً، اضطروا للخضوع للجنسية الإسرائيلية، وأخرى يملكونها كفلسطينيين بلا سيادة، فيما يواجهون حصاراً قديماً لا يستطيعون من خلاله العبور الى دولتين مجاورتين وهما سوريا ولبنان، ولم تفتح لهم طريق إلا المعابر على "الشريعة" أو نهر الأردن رسمياً، حيث تسجل أكثر من ستة ملايين حركة عبور سنويا على جسري الملك حسين الرئيس والمعبر الشمالي.
اليوم ننظر الى مصلحة الشعب الفلسطيني كثابت لا يقبل تهميشه، ولكن هناك من يقبل على نفسه أن يخضع لكافة الإجراءات السلطوية الإسرائيلية، ولعل الزوبعة التي قامت على وقع فتح مطار "رامون" والسماح للفلسطينيين بالمغادرة على متن الطائرات لتركيا ودول أخرى، ومقارنتها كجدوى اقتصادية توفر عليهم بضعة دنانير أو شيكلات، قد كشفت هشاشة الإيمان الفلسطيني بأن إسرائيل بوجهها الاستعماري هي أكبر قوة عسكرية عنصرية مخصصة للقمع والقتل والتدمير للشعب الفلسطيني قبل غيره، وكأن الأردن الذي فتح بواباته لكل شارد ووارد، وشقيق وصديق، ينتظر مردودات مالية من عبور الأشقاء عبر الجسر الذي شهد قبل ستين عاما نزوح ولجوء الشعب المنكوب ثلاث مرات.
للأسف نرى تبايناً في المواقف عند السلطة الفلسطينية ذاتها فمنهم من يندد ومنهم من يرى أن الأهم التنسيق الأمني، ولكن الأردن ما زال مفتوح الذراعين، ولا يجب علينا أن ننظر لمسألة العابرين الجسور قادمين أو خارجين على أنها "غنيمة" فمن أحبك سيأتيك حبواً، ولو تم التدقيق الجمركي على كثير من المغادرين غرباً لوجدوا تجار الشنطة يتربحون بما ينقلونه بأضعاف الثمن في عمان، ومع هذا تبقى العلاقة الأسمى هي معيار "جبهة الصمود"، خاصة وان الملك عبدالله الثاني، لم يترك خطاباً أو كلمةً إلا والقضية الفلسطينية حاضرة.
فماذا يحدث لو كان لا قدر الله شعبنا وحيداً غرب النهر وفريسة للصهاينة الذين يحتفلون اليوم بتاريخ أسود على الأمة العربية، فهل كان هرتزل عبقريا لتلك الدرجة في تقييمه لانهيار كل القيم الوطنية وبطولات الخالدين في تاريخ الصراع مع أمة الشتات، وذهاب تاريخ جيشنا الأغرّ ومجاهدينا على أرض فلسطين الخالدة، وعملقة لا تنُابز لشرذمة صهاينة احتكموا على يهود العرب والعجم والشتات الأوروبي، فيما بأسهم بينهم شديد، ولكن للأردن وجهة واحدة حباً بالله.
Royal430@hotmail.com
المؤتمر الاحتفالي أقيم تحت إجراءات أمنية مشددة، بسبب مظاهرات احتجاجية كبرى ضد إقامته، أكبرهما مظاهرتان رافضتان لإقامة المؤتمر دعت لهما منظمات أجنبية داعمة للفلسطينيين، حيث نقلت الأخبار أن هناك 70 هيئة بما في ذلك منظمات سياسية وأكاديميون وشخصيات ثقافية ونشطاء مؤيدون للشعب الفلسطيني، فضلاً عن شخصيات يهودية أرسلت خطابات احتجاج مفتوح إلى كانتون بازل كتبوا فيها: "الصهيونية هي الأساس الأيديولوجي لدولة إسرائيل، وهي واحدة من آخر مشاريع المستعمرين الاستيطانيين في القرن الحادي والعشرين". متهمين المؤتمرين بتجاهل الواقع القائم في إسرائيل التي أقامت نظام فصل عنصري ضد الشعب الفلسطيني باعتباره استمراراً للصورة الذاتية الصهيونية التي تمت صياغتها في بازل عام 1897". وهذا نقلاً عن صحيفة "إسرائيل اليوم".
ترى ما الذي حدث خلال قرن وربع كي تتربع دولة الاحتلال الإسرائيلي على هرم القيادة العالمية؟ فما حدث أن المنظمة الصهيونية استطاعت تمرير مشروع التفتيت العربي من خلال الدول الاستعمارية عقب هدمها للإمبراطورية العثمانية، وخلق دول علمانية موالية لهم أخرجت حاييم وايزمن وديفيد بن غوريون أخيرا ليكونا قائدين لأول حكومة يهودية صهيونية علمانية في التاريخ، وشرّعت القتل والتدمير والاقتلاع البشري للسكان العرب لبناء دولة طاولت السماء في قوتها العسكرية والاستخبارية والاقتصادية وأحكمت قبضتها على أفواه دول العالم أجمع.
ماذا عن الفلسطينيين؟ ثلثا الشعب الفلسطيني تم تهجيرهم واقتلاعهم من أرض أجدادهم، عدا السماسمرة المستوطنين شمال فلسطين الذين باعوا مبكراً أراضي شاسعة للوكالة اليهودية الباقية حتى اليوم، إذاً ما الذي حدث للفلسطينيين الذين غاصت أقدامهم في تراب وطنهم؟ لقد انقسموا بين أرضين، واحدة مسروقة قديماً، اضطروا للخضوع للجنسية الإسرائيلية، وأخرى يملكونها كفلسطينيين بلا سيادة، فيما يواجهون حصاراً قديماً لا يستطيعون من خلاله العبور الى دولتين مجاورتين وهما سوريا ولبنان، ولم تفتح لهم طريق إلا المعابر على "الشريعة" أو نهر الأردن رسمياً، حيث تسجل أكثر من ستة ملايين حركة عبور سنويا على جسري الملك حسين الرئيس والمعبر الشمالي.
اليوم ننظر الى مصلحة الشعب الفلسطيني كثابت لا يقبل تهميشه، ولكن هناك من يقبل على نفسه أن يخضع لكافة الإجراءات السلطوية الإسرائيلية، ولعل الزوبعة التي قامت على وقع فتح مطار "رامون" والسماح للفلسطينيين بالمغادرة على متن الطائرات لتركيا ودول أخرى، ومقارنتها كجدوى اقتصادية توفر عليهم بضعة دنانير أو شيكلات، قد كشفت هشاشة الإيمان الفلسطيني بأن إسرائيل بوجهها الاستعماري هي أكبر قوة عسكرية عنصرية مخصصة للقمع والقتل والتدمير للشعب الفلسطيني قبل غيره، وكأن الأردن الذي فتح بواباته لكل شارد ووارد، وشقيق وصديق، ينتظر مردودات مالية من عبور الأشقاء عبر الجسر الذي شهد قبل ستين عاما نزوح ولجوء الشعب المنكوب ثلاث مرات.
للأسف نرى تبايناً في المواقف عند السلطة الفلسطينية ذاتها فمنهم من يندد ومنهم من يرى أن الأهم التنسيق الأمني، ولكن الأردن ما زال مفتوح الذراعين، ولا يجب علينا أن ننظر لمسألة العابرين الجسور قادمين أو خارجين على أنها "غنيمة" فمن أحبك سيأتيك حبواً، ولو تم التدقيق الجمركي على كثير من المغادرين غرباً لوجدوا تجار الشنطة يتربحون بما ينقلونه بأضعاف الثمن في عمان، ومع هذا تبقى العلاقة الأسمى هي معيار "جبهة الصمود"، خاصة وان الملك عبدالله الثاني، لم يترك خطاباً أو كلمةً إلا والقضية الفلسطينية حاضرة.
فماذا يحدث لو كان لا قدر الله شعبنا وحيداً غرب النهر وفريسة للصهاينة الذين يحتفلون اليوم بتاريخ أسود على الأمة العربية، فهل كان هرتزل عبقريا لتلك الدرجة في تقييمه لانهيار كل القيم الوطنية وبطولات الخالدين في تاريخ الصراع مع أمة الشتات، وذهاب تاريخ جيشنا الأغرّ ومجاهدينا على أرض فلسطين الخالدة، وعملقة لا تنُابز لشرذمة صهاينة احتكموا على يهود العرب والعجم والشتات الأوروبي، فيما بأسهم بينهم شديد، ولكن للأردن وجهة واحدة حباً بالله.
Royal430@hotmail.com
مدار الساعة ـ نشر في 2022/08/29 الساعة 00:28