ميثاق شرف إعلامي
مدار الساعة ـ نشر في 2022/08/28 الساعة 02:10
أتابع الأخبار منذ اسبوعين، وأكثر الأخبار هي ذاتها لم تتغير: سيف نبيل ألغى حفله, راغب علامة تسبب بفضيحة, مارسيل خليفة أقام حفلا, مدون مشهور عقد قرانه, لاعب كرة قدم يرفع قضية على ناديه... الخ.
لم اقرأ في المواقع مثلا مقالات مثل التي كان يكتبها فهد الريماوي عن مستقبل الناصرية, لم اقرأ مثل التي كان يكتبها طارق مصاروة، عن الأردن ودوره وكفاحه, لم اقرأ مثل التي كان يكتبها فهد الفانك عن مخزوناتنا من العملة الصعبة... ما عاد للأخبار نكهة.. صار الإعلام مثل النكهات الصناعية.. مجرد طعم في الفم وضرر على المعدة.
هل من المعقول أن يأخذ سيف نبيل كل هذه المساحة من الإعلام, ولا يأخذ التصريح المنسوب لطبيب أردني - حول النسبة الكبيرة من الناس لدينا والتي تعاني من الاكتئاب - حيزا, هل من المعقول أن يتصدر راغب علامة أخبارنا, ولا نناقش قضية وطنية مثل مطار رامون.. هل من المعقول أن يتسيد فيديو لمدونة الأخبار بعد افتتاحها لمحل بيع العطور, ولا نناقش ولو بخبر عابر قضية الأبطال الذين انقضوا على أوكار المخدرات... لم نناقش الخطر الذي واجهوه, والطلقات التي تلقوها, وكيف تعمل هذه الأجهزة.. ومن أين تستمد بسالتها وصبرها.
هل من المعقول أن ننخرط, في حفلة جورج وسوف ونحصي كم من الشباب حضر, وكم من التذاكر بيعت, وكم قدم جورج أغنية جديدة... وننسى أن نوزع كتابا لروكس بن زائد العزيزي الذي علمنا التاريخ, ننسى أن نطبع مقالات طارق مصاروة.. ننسى أن نتذكر اللواء (40).. وننسى أنفسنا, وكم مال التاريخ علينا وسندناه..
هل من المعقول, أن نلتهي بصور راغب ونناقشها, ونتداولها وندلي برأينا فيها.. ويتنطح الألوف للدفاع عن هذا المارشال العظيم الذي شارك بمعركة الكتفين.. ننسى أيضا أن نتحدث عن تاريخنا الوطني, ننسى التراب وننسى كم عانى هذا الوطن من التهميش والإقصاء وأصر على البقاء والخلود.
علينا أن نؤسس ميثاق شرف إعلامي, ميثاق شرف يقدم القضايا الوطنية.. ميثاق شرف, يدعم كبرياء الأردني وتاريخه, ميثاق شرف يكون فيه الإعلام تنويريا وليس فنيا.. ميثاق شرف يضع أخبار كل من يسمونهم بالنجوم (الخردة) في حاويات القمامة, ونؤسس عبره للجيل الحالي الجدية في طرح الموضوعات, وتحفيزه على حب البلد.
اصابني الذهول أمس، وأنا اتابع قصة مطار رامون الإسرائيلي ومدى تأثيرها على السياحة الأردنية... في ذات الوقت أرى انشغال الإعلام بحفلة (سيف نبيل)... أعيدوني إلى زمن الأحكام العرفية... على الأقل هذا الزمن بالرغم من قسوته إلا أنه أنتج فينا وعيا متقدا, بعكس الديمقراطية التي انتجت من راغب علامة زعيما وطنيا.
Abdelhadi18@yahoo.com
لم اقرأ في المواقع مثلا مقالات مثل التي كان يكتبها فهد الريماوي عن مستقبل الناصرية, لم اقرأ مثل التي كان يكتبها طارق مصاروة، عن الأردن ودوره وكفاحه, لم اقرأ مثل التي كان يكتبها فهد الفانك عن مخزوناتنا من العملة الصعبة... ما عاد للأخبار نكهة.. صار الإعلام مثل النكهات الصناعية.. مجرد طعم في الفم وضرر على المعدة.
هل من المعقول أن يأخذ سيف نبيل كل هذه المساحة من الإعلام, ولا يأخذ التصريح المنسوب لطبيب أردني - حول النسبة الكبيرة من الناس لدينا والتي تعاني من الاكتئاب - حيزا, هل من المعقول أن يتصدر راغب علامة أخبارنا, ولا نناقش قضية وطنية مثل مطار رامون.. هل من المعقول أن يتسيد فيديو لمدونة الأخبار بعد افتتاحها لمحل بيع العطور, ولا نناقش ولو بخبر عابر قضية الأبطال الذين انقضوا على أوكار المخدرات... لم نناقش الخطر الذي واجهوه, والطلقات التي تلقوها, وكيف تعمل هذه الأجهزة.. ومن أين تستمد بسالتها وصبرها.
هل من المعقول أن ننخرط, في حفلة جورج وسوف ونحصي كم من الشباب حضر, وكم من التذاكر بيعت, وكم قدم جورج أغنية جديدة... وننسى أن نوزع كتابا لروكس بن زائد العزيزي الذي علمنا التاريخ, ننسى أن نطبع مقالات طارق مصاروة.. ننسى أن نتذكر اللواء (40).. وننسى أنفسنا, وكم مال التاريخ علينا وسندناه..
هل من المعقول, أن نلتهي بصور راغب ونناقشها, ونتداولها وندلي برأينا فيها.. ويتنطح الألوف للدفاع عن هذا المارشال العظيم الذي شارك بمعركة الكتفين.. ننسى أيضا أن نتحدث عن تاريخنا الوطني, ننسى التراب وننسى كم عانى هذا الوطن من التهميش والإقصاء وأصر على البقاء والخلود.
علينا أن نؤسس ميثاق شرف إعلامي, ميثاق شرف يقدم القضايا الوطنية.. ميثاق شرف, يدعم كبرياء الأردني وتاريخه, ميثاق شرف يكون فيه الإعلام تنويريا وليس فنيا.. ميثاق شرف يضع أخبار كل من يسمونهم بالنجوم (الخردة) في حاويات القمامة, ونؤسس عبره للجيل الحالي الجدية في طرح الموضوعات, وتحفيزه على حب البلد.
اصابني الذهول أمس، وأنا اتابع قصة مطار رامون الإسرائيلي ومدى تأثيرها على السياحة الأردنية... في ذات الوقت أرى انشغال الإعلام بحفلة (سيف نبيل)... أعيدوني إلى زمن الأحكام العرفية... على الأقل هذا الزمن بالرغم من قسوته إلا أنه أنتج فينا وعيا متقدا, بعكس الديمقراطية التي انتجت من راغب علامة زعيما وطنيا.
Abdelhadi18@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2022/08/28 الساعة 02:10