تجارة 'الهولوكوست' مُستمِرة: ضد الرئيس 'الأرجنتيني'.. هذه المرّة!
مدار الساعة ـ نشر في 2022/08/28 الساعة 02:08
لم تهدأ بعد الهستيريا التي استبدّت بالدوائر الصهيو/يهودية وتلك الداعمة لروايتها المُؤسطرة, ضد رئيس السلطة الفلسطينية/محمود عباس بعد تصريحاته عن الـ«50» محرقة التي ارتكبتها دولة العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني. ناهيك عمّا أبداه السياسيون الألمان من مواقف مُساندة لإسرائيل ومندّدة بأقوال عباس, على نحو لم يتردّد بعضهم في انتقاد المستشار الألماني/شولتس والقول إنه كان «يتوجّب عليه الطلب من عباس مغادرة مبنى المستشارية فور سماعة تصريحاته اللاسامية, بل ثمة مَن انتقده لأنه «تأخّر» في الرد على عبّاس.
أما جديد تجارة الهولوكوست التي لم تتوقّف المنظمات الصهيو/يهودية عن الاستثمار فيها هي الحملة التي يتعرّض لها الآن الرئيس الأرجنتيني (البرتو فرنانديز), بسبب «مُقارنتِه» حصيلة ضحايا وباء كورونا بعدد قتلى الهولوكوست. ما اعتبرته تلك الدوائر المُتربِّصة بكل مَن يطلق تصريحاً عن الهولوكوست غير متطابق «حرفِياً» مع الرواية الصهيوينة, مُقارنة «مُهينة» لذكرى ضحايا المحرقة («شُوا».. بالعبرية).
الرئيس الأرجنتيني خلال ندوة حول التنوّع والشمول قال بالحرف: «ما زلنا لا نعرف عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم في هذا الوباء»... مُضيفاً ان «إحصاءات الأمم المتحدة تشير الى ان ما بين 6–10ملايين شخص قضوا بالفيروس». مُستطرداً.. «ليس لدينا العدد الدقيق على أي حال... نحن نعلم ان الوباء قتل ما بين مَحرقة واثنتيْن», مختتماً القول: وهو «نفس العدد من الأشخاص الذين (لن ننساهم أبدا) الذين ماتوا في الهولوكوست».
هذا ما قاله الرئيس الأرجنتيني فـ«أين هي الجريمة التي ارتكبها كي تخرج المنظمات اليهودية داخل الأرجنتين وخارجها, في حملة تحريض وانتقادات لاذعة ضد رجل لم يُنكر الهولوكوست ولم يسىء لهم؟ بل كي تُوصف أقواله بأنها «غير مقبولة وتُظهر عدم الاحترام لضحايا المحرقة» على ما قالت منظمة بني بريت الدولية/الصهيونية؟, كذلك حال منظمة DAIA التي تُمثل ما يسمى الجالية اليهودية في الأرجنتين (رغم أنهم ليسوا جالية بل مجموعة سكانية أرجنتينية من اتباع الديانة اليهودية. أما وصفها بـ «الجالية» فلا يعدو كونه مصطلحاً سياسياً مُضلّلاً, يريد مطلقوه الإيحاء بأن مرجعية كل يهود العالم هي اسرائيل فقط. قالت تلك المنظمة/DAIA: «بصفتنا منظمات لحقوق الإنسان (كذا).. سمعنا من الرئيس فرنانديز بيانيْن «غير لائقين» ومؤسستنا ترفض ذلك، مؤكدة ان (الهولوكوست كانت مأساة «فريدة» لا تُضاهى، دون إهمال موقف المنظمة اليهودية الأكثر شهرة وعدوانية المسماة/رابطة مكافحة التشهير.
ماذا عن حملة الشيطنة المُستمرة لرئيس السلطة الفلسطينية؟.
هي الأخرى لم تتوقّف وما تزال وسائل الإعلام الإسرائيلية تُحرض على عباس, إذ تساءل موشيه نستلبابوم في مقالة له تحت عنوان «قامة وهامة» (معارف 23/8), لماذا لا تتنكر اسرائيل لأبو مازن في أعقاب أقواله الخطيرة؟, غامِزاً من قناة شرطة ألمانيا التي أفادت بأنها تدرس امكانية فتح تحقيق ضد عباس, معتبراً انه لا تُوجد نكتة أكبر من هذه. فهذا تحقيق عابث - أضاف - لن يؤدي الى اي مكان, فقد صدرت الأقوال الخطيرة عن ابو مازن ناكر كارثة معروف. لافتاً إلى ان المستشار شولتس شعر بعدم الارتياح ولكن - فقط - بعد ان هاجمته الصحيفة الألمانية «بيلد».. بشدة, مُكرّراً تساؤله.. «لماذا لا تُسارع اسرائيل للتنكّر لأبو مازن وقطع الاتصال به في أعقاب أقواله الخطيرة؟. لأن اعتذاره «وصلَ» يساوي في قيمته قشرة الثوم.
أيضاً وعبر صحيفة اسرائيل اليوم (23/8) دخلَ سفير اسرائيل الجديد لدى ألمانيا/رون بروشار على خط التحريض معتبراً ان تصريحات عباس تسبّبت هنا (يقصد ألمانيا) بصدمة حقيقية... هنا في برلين دعا (اي عباس) اسرائيل دولة ابارتايد, لم يُوافق على الاعتذار عن «ذبح» الرياضيين في ميونخ. ويتحدث عبّاس عن «50» كارثة», ردود الأفعال - أضاف - جاءت من كل أطراف الطيف الألماني من اليسار الى اليمين وكانت حادة وتضمنت كلمات «مُقرف» و«مُخز», والتي في ألمانيا لم يَدرج استخدامها بشكل عام, مختتماً تصريحاته بالقول: لا شك عندي بأن ابو مازن «لن» يُدعى قريباً لزيارة أخرى في المانيا».
فهل استثمر أي شعب أو أي دولة في التاريخ, في أي كارثة أو مجزرة ارتكبت بحقه/بحقها كما فعل/ويفعل الصهاينة في الهولوكوست؟. بل ان إبادة السكان الأصليين في دول عديدة كالولايات المتحدة وكندا واستراليا ودول أخرى, لم تُثِر ضجة كـ«الهولوكست» الذي لا يتوقّف النافخون في كيره عن اثارته في كل وقت وضد أيٍ كان.
kharroub@jpf.com.jo
أما جديد تجارة الهولوكوست التي لم تتوقّف المنظمات الصهيو/يهودية عن الاستثمار فيها هي الحملة التي يتعرّض لها الآن الرئيس الأرجنتيني (البرتو فرنانديز), بسبب «مُقارنتِه» حصيلة ضحايا وباء كورونا بعدد قتلى الهولوكوست. ما اعتبرته تلك الدوائر المُتربِّصة بكل مَن يطلق تصريحاً عن الهولوكوست غير متطابق «حرفِياً» مع الرواية الصهيوينة, مُقارنة «مُهينة» لذكرى ضحايا المحرقة («شُوا».. بالعبرية).
الرئيس الأرجنتيني خلال ندوة حول التنوّع والشمول قال بالحرف: «ما زلنا لا نعرف عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم في هذا الوباء»... مُضيفاً ان «إحصاءات الأمم المتحدة تشير الى ان ما بين 6–10ملايين شخص قضوا بالفيروس». مُستطرداً.. «ليس لدينا العدد الدقيق على أي حال... نحن نعلم ان الوباء قتل ما بين مَحرقة واثنتيْن», مختتماً القول: وهو «نفس العدد من الأشخاص الذين (لن ننساهم أبدا) الذين ماتوا في الهولوكوست».
هذا ما قاله الرئيس الأرجنتيني فـ«أين هي الجريمة التي ارتكبها كي تخرج المنظمات اليهودية داخل الأرجنتين وخارجها, في حملة تحريض وانتقادات لاذعة ضد رجل لم يُنكر الهولوكوست ولم يسىء لهم؟ بل كي تُوصف أقواله بأنها «غير مقبولة وتُظهر عدم الاحترام لضحايا المحرقة» على ما قالت منظمة بني بريت الدولية/الصهيونية؟, كذلك حال منظمة DAIA التي تُمثل ما يسمى الجالية اليهودية في الأرجنتين (رغم أنهم ليسوا جالية بل مجموعة سكانية أرجنتينية من اتباع الديانة اليهودية. أما وصفها بـ «الجالية» فلا يعدو كونه مصطلحاً سياسياً مُضلّلاً, يريد مطلقوه الإيحاء بأن مرجعية كل يهود العالم هي اسرائيل فقط. قالت تلك المنظمة/DAIA: «بصفتنا منظمات لحقوق الإنسان (كذا).. سمعنا من الرئيس فرنانديز بيانيْن «غير لائقين» ومؤسستنا ترفض ذلك، مؤكدة ان (الهولوكوست كانت مأساة «فريدة» لا تُضاهى، دون إهمال موقف المنظمة اليهودية الأكثر شهرة وعدوانية المسماة/رابطة مكافحة التشهير.
ماذا عن حملة الشيطنة المُستمرة لرئيس السلطة الفلسطينية؟.
هي الأخرى لم تتوقّف وما تزال وسائل الإعلام الإسرائيلية تُحرض على عباس, إذ تساءل موشيه نستلبابوم في مقالة له تحت عنوان «قامة وهامة» (معارف 23/8), لماذا لا تتنكر اسرائيل لأبو مازن في أعقاب أقواله الخطيرة؟, غامِزاً من قناة شرطة ألمانيا التي أفادت بأنها تدرس امكانية فتح تحقيق ضد عباس, معتبراً انه لا تُوجد نكتة أكبر من هذه. فهذا تحقيق عابث - أضاف - لن يؤدي الى اي مكان, فقد صدرت الأقوال الخطيرة عن ابو مازن ناكر كارثة معروف. لافتاً إلى ان المستشار شولتس شعر بعدم الارتياح ولكن - فقط - بعد ان هاجمته الصحيفة الألمانية «بيلد».. بشدة, مُكرّراً تساؤله.. «لماذا لا تُسارع اسرائيل للتنكّر لأبو مازن وقطع الاتصال به في أعقاب أقواله الخطيرة؟. لأن اعتذاره «وصلَ» يساوي في قيمته قشرة الثوم.
أيضاً وعبر صحيفة اسرائيل اليوم (23/8) دخلَ سفير اسرائيل الجديد لدى ألمانيا/رون بروشار على خط التحريض معتبراً ان تصريحات عباس تسبّبت هنا (يقصد ألمانيا) بصدمة حقيقية... هنا في برلين دعا (اي عباس) اسرائيل دولة ابارتايد, لم يُوافق على الاعتذار عن «ذبح» الرياضيين في ميونخ. ويتحدث عبّاس عن «50» كارثة», ردود الأفعال - أضاف - جاءت من كل أطراف الطيف الألماني من اليسار الى اليمين وكانت حادة وتضمنت كلمات «مُقرف» و«مُخز», والتي في ألمانيا لم يَدرج استخدامها بشكل عام, مختتماً تصريحاته بالقول: لا شك عندي بأن ابو مازن «لن» يُدعى قريباً لزيارة أخرى في المانيا».
فهل استثمر أي شعب أو أي دولة في التاريخ, في أي كارثة أو مجزرة ارتكبت بحقه/بحقها كما فعل/ويفعل الصهاينة في الهولوكوست؟. بل ان إبادة السكان الأصليين في دول عديدة كالولايات المتحدة وكندا واستراليا ودول أخرى, لم تُثِر ضجة كـ«الهولوكست» الذي لا يتوقّف النافخون في كيره عن اثارته في كل وقت وضد أيٍ كان.
kharroub@jpf.com.jo
مدار الساعة ـ نشر في 2022/08/28 الساعة 02:08