البروفيسور الملاعبة يكتب: الأمية من معجزات النبي محمد صلى الله عليه وسلم
(وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون)[العنكبوت:48]
أكد معظم العلماء الثقات أن النبي صلى الله عليه وسلم بقي أمي القراءة والكتابة من بداية حياته إلى نهايتها وأن موضوع تعلم الكتابة والقراءة هي روايات ضعيفة وليس فيها متن او سند موثوق.
ولقد أكد ذلك الامام مالك بن انس في كتابه الموطأ.
وللمزيد هذا ما تفضل فضيلة الشيخ الشعراوي والقرضاوي بأن النبي بقي أمي:
"لا ريب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان "أميا" من بداية حياته إلى نهاية العهد المكي، والصحيح أنه ظل أميا إلى نهاية حياته، فعاش ومات أميا، والأمية معجزة بالنسبة إليه"
وعندما سئل احد المستشرقين عن سبب إسلامة قال لا يمكن لأي انسان عادي او عبقري أن يتلو القرآن "باسلوب" ويتحدث والحديث النبوي "بأسلوب اخر" والأحاديث القدسية "باسلوب مغاير" مدة ٢٣ عاما بدون تداخل او تشابك او تناقض. وهذه معجزة جديدة تؤكد على الوحي والنبوة (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى).
** ولتثبت واليقين: تؤكد كل الآيات القرآنية أمية النبي صلى الله عليه وسلم والتي لم يعترض عليها احد في زمانه ومنها (ما كنت تتلو من قبله من كتاب) اي إنك لم تكن تقرأ كتاباً حتى يقول أحد: هذا القرآن الذي جاء به هو مما كان يتلوه من قبل.
(ولا تخطه) أي لا تكتب كتاباً، ولو كنت لا تتلوه، فالمقصود نفي حالتي التعلم، وهما: التعلم بالقراءة، والتعلم بالكتابة وفصاحة وإعجاز القرآن لا تكفيه أي معرفة مسموعة فالمعرفة والثقافة لا تصل لمستوى كتاب سماوي معجز فيه تحدي لكل هذه المهارات.
** الراهب ورقة بن نوفل والراهب بحيرة:
إن الذين إعتمدوا على التشكيك بأن زوجة النبي صلى الله عليه وسلم السيدة خديجة بنت خويلد " رضي الله عنها" وابن عمها الراهب ورقة ابن نوفل همها من دفعاه الى إعلان النبوة وأقاموا الشبهه أن الراهب ورقة هو من نقله القرآن .. كل هذا غير صحيح وينفيه أن الراهب ورقة كان يهوديا ثم إعتنق المسيحية وكان يكتب بالعبرية وقد اصيب بالعمى وتوفى اول الوحي رغم أن القرآن بقي ينزل بالآيات عبر الوحي والتي فيها من الحوادث والتسلسل الزمني ومن العبر ما لم يشهده الراهب ورقة بن نوفل ولا الراهب بحيرة ولا جده عبد المطلب ولا غيرهم من أمثال أدعياء النبوة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم او بعد وفاته ومنهم قس بن ساعدة وسجاح بنت الحارث و مسليمة بن ثمامة الحنفي.
** وثمة نقطة أخرى لابد من التركيز عليها حيث يرى عبدالرؤوف المصري في كتابه «المنتقى في تاريخ القرآن» و تحت عنوان (خرافة الراهب بحيرا) جاء فيه: لم يثبت بالسند الصحيح عن الصحابة ولا عن التابعين حادثة بحيرا الراهب (نسطورس)، ولم يثبت بالصحيحين ( كذا ) بأن بحيرا قابل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى في صغره مع عمه أبي طالب في سفره إلى الشام، ولم يشر -صلى الله عليه وسلم- إلى تلك الحادثة لا تصريحاً ولا تلميحاً في جميع أحاديثه وأدوار حياته، بل كانت حادثة بحيرا غفلة من بعض كتاب السيرة دسها داس لتعظيم شأن النبي في صغره ونقلها أصحاب السير من غير تمحيص «ثم قال :»... واعتمدوا على أمشاج من الروايات لا سند لها... «
وقد ناقش أبوالحسن الندوى هذه القصة وايد ما جاء في «سيرة النبيّ» للعلامة شبلي النّعمانيّ أنّ جميع روايات هذه القصة مرسلة فإن كل من روى هذه القصة من الصحابة إنما سمعها من غيره ولم يسمعه. رغم أن الترمذي وصف حادثة بحيرا بالغريبة وقال فيها انها حديث حسن غريب، ومن جهة اخرى أكد الحادثة الشيخ الألباني وهو من العلماء المعاصرين.
وهنا تنتهي مشكلة الأمية لأنها إحدى معجزاته في عصر نبوغ العرب اللغوي وعصر شعر المعلقات.
ولا يعني أن كل الأنبياء أميين بل يلقب سيدنا شعيب (النبي العربي) بخطيب الأنبياء لشدة بلاغتة.
اذا المسألة هنا الأمية وقوة العقيدة
من الدلائل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان امي القراءة والكتابة
ما رواه مسلم من حديث البراء في صلح الحديبية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لـ عليٍّ : اكْتُبِ الشّرْطَ بَيْنَنَا. بِسْمِ اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ. هَذَا مَا قَاضَىَ عَلَيْهِ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ" فَقَالَ لَهُ الْمُشْرِكُونَ: لَوْ نَعْلَمُ أَنّكَ رَسُولُ اللّهِ تَابَعْنَاكَ، وَلَكِنِ اكْتُبْ: مُحَمّدُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ. فَأَمَرَ عَلِيّاً أَنْ يَمْحَاهَا. فَقَالَ عَلِيّ: لاَ، وَاللّهِ! لاَ أَمْحَاهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَرِنِي مَكَانَهَا" فَأَرَاهُ مَكَانَهَا، فَمَحَاهَا"
------------------
وللزيادة التفضل بقراءة النص الاتي:
** لقد بعث الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أمِّيًّا لا يعرف القراءة ولا الكتابة، لقوله تعالى: وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ [العنكبوت:48].وكونه عليه الصلاة والسلام أمِّيًّا يعد معجزة من معجزاته الدالة على صدقه، وأن ما جاء به من عند الله تعالى لا من عند نفسه، قال تعالى: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ [الجمعة:2]. وقال تعالى: لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ [آل عمران:164].
ولو كان عليه الصلاة والسلام قارئاً كاتبًا لادَّعى المشركون أن ما جاء به من اختراعه ومن بنيات أفكاره. وقد اختلف أهل العلم - رحمهم الله - هل تعلَّم النبي صلى الله عليه وسلم القراءة والكتابة بعد نزول الوحي أو لا ؟ فمنهم من قال: إنه تعلَّم ذلك، فذكر القرطبي في تفسيره نقلاً عن النقاش في تفسيره عن الشعبي أنه قال: ما مات النبي صلى عليه وسلم حتى كتب. ، وأسند أيضا حديث أبي كبشة السلولي مضمنه أنه صلى الله عليه وسلم قرأ صحيفة لـ عيينه بن حصن وأخبر بمعناها، وضعَّف ذلك ابن عطية.