شطناوي يكتب: الأنا والجرأة الأدبية
من الأمور المستحسنة في أي حوار أو نقاش(ظاهرة ما) هو أن نتحاشى ما أمكن استخدام مصطلحين وهما:
٠١) الأنا: هي بمثابة مركب نقص وعقدة كأداء تجعل الشخص أسيرها في كل ما يكتبه أو يتحدث به، وتجره إلى الإكثار من الحديث عن نفسه فينسب البطولات والتضحيات الجسام لها، معبرا بأسلوب كله تباه،مدح لنفسه،مدعيا بأنه عمل وقال وفعل وخطط وحقق وكان الباني الأعظم...الخ من الأفعال والأقوال المنسوبة إليه دون أن يبين أدوار كل من عمل معه ورافقه بما تم تحقيقه.
فهذا خالد بن الوليد رضي الله عنه، عندما جاءه كتاب العزل من الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عن قيادة الجيش في معركة اليرموك، سأل حامل الرسالة: هل يعرف أحد بفحوى الرسالة؟ أجابه: لا، ثم سأله: هل تحب النصر؟ فأجابه: بنعم، فقال له: أكتم خبر الرسالة حتى ننتهي من الحرب.
وهكذا كان النصر، فخالد كان يدرك إدراكا كبيرا قيمة كل فرد من أفراد الجند وأن النصر لا يتحقق إلا بهم وبمشيئة الله.
فما أجمله عندما نقول (نحن) بدلا من (أنا)،فبنحن تتجلى روح الجماعة والله مع الجماعة،وبأنا تظهر فيها روح الفردية الأنانية.
٠٢)الجرأة الأدبية،جميل بكل فرد أنه إذا تحدث أو كتب أو ناقش أن يتحلى بالجرأة في إبداء الرأي وطرح الأفكار وأن تكون جرأة بعيدة عن التجريح أو السخرية أو الشتم والسب وكيل التهم جزافا للآخرين.
ولا يتحقق ذلك إلا:
..باستخدام أسلوب النقد البناء بموضوعية وبمنتهى الشفافية،
مبيناما في الشيئ من إيجابيات
وسلبيات محكما عقله فيما
بينهما ليكون رأيه حكما عادلا مرجحا الأقرب للصواب.
..كما يجب الإبتعاد عن اسلوب الإنتقاد الذي يعتمد صاحبه طريق(التحري)المخابرات في التفتيش،التنقيب،البحث عن خطأ صغر أو كبر لدى غيره فيهوله ويعمل من الحبة قبة ويبدأ في انتقاده بأسلوب تهكمي ساخر مجرح مصغر للآخرين،مفاخرا بنفسه وأنه الوحيد على صواب دون غيره، (يا أرض اهتزي ما عليك حدا قدي) (يا أرض اتهدي ما عليك قدي).
وهكذا فإن اعتمدنا في نقاشنا وحوارنا وطرحنا للمواضيع التقيد بهاتين النقطتين فإننا بذلك نكون على جادة الصواب وإصلاح أمورنا وآلله الموفق.
اللهم لا تجعلنا من المتكبرين و ادفع عنا شرورالغرور والظلم والطغيان يا أرحم الراحمين.